إسرائيل تستعد لحرب طويلة وعباس يدعو لقمة عربية طارئة
٢٨ أكتوبر ٢٠٢٣
فيما تستعد إسرائيل لحرب برية طويلة، دعا الرئيس الفلسطيني عباس الدول العربية إلى اجتماع عاجل لوقف القصف على غزة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة جدد مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار لتمكين جهود الإغاثة للوصول إلى المدنيين.
إعلان
شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم السبت (28 أكتوبر/ تشرين أول) على أن الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ستكون "طويلة وصعبة".
وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه ممثلي عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة والبالغ عددهم 229 بحسب أحدث بيانات السلطات الإسرائيلية، أن "المرحلة الثانية من الحرب" قد بدأت، وأن "الهدف واضح: تدمير القدرات العسكريةلحماس وقيادتها وإعادة الرهائن إلى وطنهم".
متحدّثا في تل أبيب، شدّد نتانياهو على أن "الحرب في قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة ونحن جاهزون لها"، مضيفا أن الجيش "سيدمّر العدو على الأرض وتحتها". وأضاف نتانياهو "أعتقد أن 90% من ميزانية حماس العسكرية مصدرها إيران التي تمولها وتنظمها وترشدها". لكنّه أقر بأنه "لا يمكنه القول" إن طهران "شاركت في تفاصيل التخطيط لهذا العمل المحدد في هذا الوقت المحدد"، في إشارة إلى هجوم حماس غير المسبوق داخل أراضي إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن إلحاق الهزيمة بحركة حماس هو "تحد وجودي" لإسرائيل يطال أيضا "الحضارة الغربية بكاملها".
فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء السبت، الزعماء العرب إلى عقد قمة طارئة "لوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية". جاء ذلك في كلمة بمستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله. وتعهد عباس بإعادة إعمار القطاع مؤكدا أن غزة "ستبقى جزءاً أصيلاً من الدولة الفلسطينية".
رغم التصعيد - استمرار المفاوضات بين الطرفين
من جهته أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة يحيى السنوار السبت أن الحركة الفلسطينية مستعدة "فورا" لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل.
وقال السنوار في بيان "جاهزون فورا لعقد صفقة تبادل" تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون إسرائيل مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى حماس.
ويأتي تصريح السنوار، بعد قليل من إعلان أبوعبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "أن اتصالات جرت في ملف الأسرى وكان هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق"، متهما إسرائيل "بالمماطلة" في ذلك.
ومن جهته أفاد مصدر مطلع لرويترز أن المفاوضات التي تتوسط فيها قطر بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التهدئة في غزة استمرت اليوم السبت، رغم تصعيد إسرائيل لهجماتها على القطاع.
وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم نشر هويته بسبب حساسية الأمر، أن المحادثات لم تشهد انهيارا لكنها تجري "بوتيرة أبطأ بكثير" مما كانت عليه قبل التصعيد الذي بدأ مساء أمس الجمعة.
يذكر أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وفي الدوحة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الموجود حاليا في قطر، (دعا) مجددا اليوم السبت إلى وقف فوري لإطلاق النار الإنساني في حرب غزة، وقال في بيان إن ذلك "شجعه في الأيام الأخيرة ما بدا أنه إجماع متزايد في المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الداعمة لإسرائيل، على الحاجة إلى هدنة إنسانية على الأقل". لكنه أضاف أنه "فوجئ بتصعيد غير مسبوق للقصف وآثاره المدمرة" التي تقوض الأهداف الإنسانية.
وذكر "أكرر ندائي القوي من أجل وقف فوري لإطلاق النار الإنساني، إلى جانب الإفراج غير المشروط عن الرهائن وإيصال الإغاثة الإنسانية على المستوى الذي يتوافق مع الاحتياجات المأساوية لسكان غزة، حيث تتكشف كارثة إنسانية أمام أعيننا".
وأضاف غوتيريش أنه "قلق للغاية" أيضا بشأن موظفي الأمم المتحدة الذين يقدمون خدمات في غزة في ضوء انهيار خدمات الاتصالات. وقال: "التاريخ سيحكم علينا جميعا".
وانقطعت الاتصالات تقريبا بين سكان غزة المحاصرين والعالم الخارجي اليوم السبت، فيما أسقطت الطائرات الإسرائيلية المزيد من القنابل تزامنا مع هجوم بري.
ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.