أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اعتراض صاروخ سطح- سطح تم إطلاقه من اليمن وذلك قبل عبوره إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، فيما أكدت السعودية أنه ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف مدينة الحديدة اليمنية.
إعلان
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد (21 يوليو/ تموز 2024) أنه اعترض صاروخا قادما من اليمن و"كان يقترب من إسرائيل" وذلك غداة غارة إسرائيلية في اليمن أوقعت ثلاثة قتلى وأكثر من 80 جريحا. وقال الجيش في بيان إن الصاروخ كان متوجها إلى مدينة إيلات على البحر الأحمر. وأضاف البيان أن الصاروخ "لم يدخل الأراضي الإسرائيلية. وأُطلقت صافرات الإنذار (...) بسبب احتمال سقوط شظايا" مؤكدا "انتهى الحادث".
وعقب الإعلان الإسرائيلي، قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية إن الجماعة استهدفت أهدافا حيوية في منطقة إيلات في إسرائيل بعدة صواريخ باليستية.
واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية مرارات صواريخ أطلقها الحوثيون قبالة سواحل إيلات خلال الأشهر الأخيرة. وكانت مقاتلات إسرائيلية أغارت السبت على أهداف للحوثيين في ميناء مدينة الحديدة اليمنية غداة تبنّي المتمرّدين اليمنيين المدعومين من إيران هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب.
وفي منشور على منصة إكس، أعلنت وكالة "سبأ" نقلاً عن وزارة الصحة التابعة للحوثيين سقوط "3 شهداء و87 مصاباً". وكانت هذه أول ضربة إسرائيلية علنية ضدّ اليمن الذي يشنّ منه الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها. ويؤكد الحوثيون أنّ هذه الهجمات تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظلّ الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
السعودية تنفي علاقتها بالهجوم الإسرائيلي
من جهتها، أكدت السعودية أنه "ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف منشآت نفطية في ميناء الحديدة غرب اليمن. وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العميد تركي المالكي اليوم الأحد "أن المملكة العربية السعودية ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف الحديدة".
وأكد العميد المالكي أن" المملكة لن تسمح باختراق أجوائها من أي جهة كانت" وفقا لوكالة الانباء السعودية "واس". وجاء التأكيد السعودي اليوم بعد أن أعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مساء أمس السبت أن الجيش الإسرائيلي نسق مع السعودية من أجل تنفيذ ضرباته في اليمن والتي استهدفت مدينة الحديدة ردا على هجمات "أنصار الله" في اليمن وآخرها المسيرة التي ضربت تل أبيب.
هل الشرق الأوسط مقبل على حرب أكبر؟
01:37
نتنياهو: لدي رسائل للأعداء
بدوره قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مداخلة متلفزة "لدي رسالة لأعداء اسرائيل: لا تخطئوا. سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل، على كل الجبهات. أي طرف يهاجمنا سيدفع ثمنا باهظا جدا لعدوانه". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان إثر الضربات إن "دماء المواطنين الاسرائيليين لها ثمن"، معتبرا أن "هذا الامر تم إثباته بوضوح في لبنان وغزة واليمن وأماكن اخرى. اذا تجرأوا على مهاجمتنا فالنتيجة ستكون هي نفسها". واضاف غالانت أن "النيران التي تندلع الآن في الحديدة يمكن رؤيتها في كل أنحاء الشرق الاوسط ودلالتها واضحة".
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في تصريح متلفز إن الميناء الذي هاجمه الطيران الإسرائيلي يستخدم "طريق إمداد رئيسيا لإيصال الأسلحة الايرانية من ايران الى اليمن، بدءا بالمسيرة التي استخدمت في الهجوم صباح الجمعة" في تل أبيب.
وأكد محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن من بينها الحديدة (غرب)، من جانبه، عبر منصة اكس إن اسرائيل "ستدفع ثمن" ضرباتها في اليمن. وندد المسؤول الحوثي البارز محمد عبد السلام، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ"عدوان اسرائيلي غاشم". وأضاف "الآن، يخشى التجار أن تفاقم (هذه الضربات) الوضع الدقيق أصلا على صعيد الأمن الغذائي والإنساني في شمال اليمن، لان غالبية عمليات التبادل التجاري تمر بهذا الميناء".
ح.ز/ع.غ (د.ب.أ / أ.ف.ب)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.