أعلنت إسرائيل أنها تعتزم إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في القدس، التي تتهمها السلطات الإسرائيلية بـ "التحريض" على العنف، فيما نددت الجزيرة بالقرار وقالت إنها ستلجأ إلى القضاء.
إعلان
قالت وزارة الاتصالات الإسرائيلية في بيان اليوم الأحد (السادس من أب/أغسطس 2017) إن إسرائيل تعتزم إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في القدس بسبب "التحريض" على العنف. وأضاف البيان أن الوزارة ستطلب إلغاء تراخيص صحافيي "الجزيرة" بالإضافة إلى قطع وسائل اتصال القناة بالأقمار الصناعية.
فيما قال وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا "في الآونة الأخيرة، خلصت غالبية دول المنطقة وخصوصا السعودية ومصر والأردن إلى أن الجزيرة تشجع على الإرهاب والتطرف الديني"، معتبرا أن "استمرار بثّ القناة (من إسرائيل) في ظل هذه الظروف أمر سخيف". واتهم قرا، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجزيرة بأنها "أصبحت الأداة الرئيسية لتنظيم "داعش" وحركة حماس وحزب الله وإيران".
واتهم القناة أيضا "بالتشجيع على العنف، ما أدى إلى خسائر في صفوف أبنائنا"، مشيرا بذلك إلى الشرطيين اللذين قتلا في 14 تموز/ يوليو في محيط المسجد الأقصى في القدس القديمة على أيدي ثلاثة عرب إسرائيليين. وسيبدأ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اتخاذ إجراءات لإغلاق مكاتب القناة في القدس.
من جانبها، نددت الجزيرة بقرار الحكومة الاسرائيلية إغلاق مكاتبها، وأعلنت عزمها على اللجوء إلى القضاء لنقض القرار. ونقلت فرانس برس عن مصدر مسؤول في القناة طالبا عدم ذكر اسمه، أن "الجزيرة تستنكر هذا الإجراء من دولة تدعي أنها الدولة الديموقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط وتعتبر ما فعلته أمرا خطيرا"، مضيفا أن القناة "سوف تتابع الموضوع من خلال الاجراءات القانونية والقضائية المناسبة".
وكانت القناة قد أكدت من قبل عزم الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكتبها في القدس عبر موقع تويتر.
وتتهم إسرائيل الجزيرة منذ سنوات بالانحياز في تغطية النزاع بينها وبين الفلسطينيين. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أواخر تموز/يوليو رغبته في طرد قناة الجزيرة المتهمة بتأجيج التوترات في محيط الأماكن المقدسة في القدس. وأضافت وزارة الاتصالات أن السلطات الإسرائيلية ستحاول الحدّ من قدرات القناة على البث عبر الأقمار الصناعية "المفتوحة التي تسمح لغالبية المشاهدين من العرب الإسرائيليين بمتابعة" المحطة.
يذكر أنه تم حظر قناة الجزيرة في العديد من الدول من بينها مصر والعراق والسعودية والإمارات وسوريا وتتهم بأنها الناطقة باسم الجماعات الإسلاموية وهي تهمة تنفيها الجزيرة.
ز.أ.ب/ع.ج (أ ف ب، د ب أ)
إسرائيل ودول الخليج... عداء في العلن ومصالح مشتركة في الخفاء
لاترتبط دول الخليج باتفاقيات سلام مع إسرائيل ولا تقيم معها علاقات دبلوماسية. لكن هناك مصالح مشتركة وزيارات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولي بعض هذه الدول، بل إن الحديث أيضا عن "عدو مشترك يهدد الطرفين".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
ايران - عدو مشترك؟
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء زيارته لواشنطن في مقابلة مع تلفزيون "ام اس ان بي سي" إلى إقامة "سلام شامل في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول العربية". وقال إن "عددا من الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدوا، بل حليفا في مواجهة إيران وداعش، القوتين التوأمين الإسلاميتين اللتين تهددنا جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
"الدول العربية في حاجة إلى إسرائيل"
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لدى مشاركته أخيرا في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن إيران تهدف إلى تقويض السعودية في الشرق الأوسط وأضاف: "أعتقد أن الدول العربية المعتدلة وبقائها، في حاجة إلى إسرائيل بقدر أكبر من حاجة إسرائيل إليها"." كما اعتبر أن إيران تهدف إلى "زعزعة الاستقرار في كل دولة بمنطقة الشرق الأوسط".
صورة من: Reuters
تقارب في المواقف
تشاطر دول الخليج وعلى رأسها السعودية إسرائيل في موقفها تجاه إيران، وترى فيها خطرا وتهديدا للاستقرار. وقال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر ميونيخ للأمن: "إيران هي الراعي الرئيسي المنفرد للإرهاب في العالم... وهي مصرة على قلب النظام في الشرق الأوسط". وكان الضابط السعودي المتقاعد اللواء أنور العشقي قد التقى في تموز/يوليو 2016 مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في القدس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Berg
"اليهود أبناء عمنا"
الحديث عن إسرائيل واليهود من قبل مسؤولين خليجيين ليس أمرا نادرا وهو يتم علنا أيضا، مثل قائد شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان الذي قال في إحدى تغريداته على تويتر بعد نشر خبر وصول 17 من اليهود إلى إسرائيل قادمين من اليمن، "يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة ارض. والفيصل في الحكم من يقدم دليلا".
صورة من: Twitter/Dhahi_Kalfan
اغتيال المبحوح
تنشط مخابرات الموساد الإسرائيلية في دول خليجية أيضا، وكان اغتيال محمود المبحوح وهو أحد أبرز قياديي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من أبرز عمليات الموساد في الخليج. وقد أغتيل المبحوح بفندق في دبي في 19 يناير/ كانون الثاني 2010.
صورة من: AP
تعاون سعودي إسرائيلي
التواصل بين إسرائيل والسعودية والحديث عن علاقات سرية بينهما ليس جديدا. فقد كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في أبريل/ نيسان 2016 عن عملية تعاون مشتركة للقوات الخاصة الإسرائيلة والسعودية عام 1981، لإنقاذ سفينة صواريخ إسرائيلية جنحت وعلقت على الشواطئ السعودية في البحر الأحمر. واستمرت العملية المشتركة 62 ساعة، وقد أطلق عليها اسم "أولندى ماعوف". (صورة رمزية من الأرشيف).
صورة من: AP
مكتب للعلاقات التجارية مع قطر
اتفاقيات أوسلو فتحت الباب أمام إسرائيل لإقامة علاقات مع دول خليجية وعلى رأسها قطر، حيث فتحت اسرائيل مكتب للعلاقات التجارية في قطر. كما قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسفي ليفني بزيارات للدوحة، التقت خلالها بأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية آنذاك الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
إسرائيل وسلطنة عمان
وقعت إسرائيل وسلطنة عمان عام 1996 اتفاقاً حول تبادل افتتاح مكاتب للتمثيل التجاري. وقبل ذلك قام إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بزيارة مسقط عام 1994، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وبعد اغتيال رابين عام 1995 استقبل رئيس الوزراء المؤقت آنذاك شمعون بيريز وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في القدس، والذي التقي بوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني خلال زيارتها لقطر عام 2008.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
مشاركة سعودية في حرب 1967
شاركت السعودية ضمن القوات العربية على الجبهة الأردنية في حرب 6 حزيران/ يونيو 1967 التي احتلت فيها إسرائيل أجزاء من مصر وسوريا والأردن. وكانت السعودية قد قامت بعد ذلك بمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية نتيجة تلك الحرب.
صورة من: MOSHE MILNER/AFP/Getty Images
وقف ضخ النفط
ردا على موقف الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة لإسرائيل، قررت السعودية والدول النفطية العربية الأخرى بالإضافة إلى العراق وسوريا وقف ضخ النفط لأمريكا وحلفاء إسرائيل، تزامنا مع حرب اكتوبر عام 1973 وهو ما تسبب في حدوث أزمة في التزويد بالنفط أو ما يعرف بصدمة النفط الأولى.