إسرائيل تعثر على جثث 3 رهائن في غزة.. وقتال عنيف في جباليا
١٧ مايو ٢٠٢٤
عثر الجيش الإسرائيلي في غزة على جثة الإسرائيلية الألمانية شاني لوك واثنين آخرين، اختطفتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر. وتتواصل المعارك في قطاع غزة بين حماس والجيش الإسرائيلي، حيث "القتال الأكثر ضراوة" منذ بدأ الحرب.
قال الجيش الإسرائيلي إن القتال الذي يجري حاليا في منطقة جباليا في شمال قطاع غزة "ربما يكون الأكثر ضراوة" في المنطقة منذ بدء هجومه البري في 27 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.صورة من: Tsafrir Abayov/AP Photo/picture alliance
إعلان
أعلن الجيش الاسرائيلي، الجمعة (17 مايو/ أيار 2024)، العثور على جثث ثلاث رهائن في غزة خُطفوا في هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإعادتها إلى البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري في كلمة متلفزة "بقلب مثقل أشارك الأخبار التي تفيد بأن قوات الجيش الاسرائيلي وقوات الشاباك (الأمن الداخلي) والقوات الخاصة" استعادت "الليلة الماضية جثث الرهائن" إسحق غلرانتر وشاني لوك وعميت بوسكيلا.
وأوضح المتحدث أن الثلاث "قتلوا بوحشية" على يد حماس لدى محاولتهم الفرار من مهرجان نوفا الموسيقي "وتم نقل جثثهم" إلى غزة.
وشاني لوك هي شابة ألمانية إسرائيلية كانت تبلغ من العمر 23 عاما، ونقلت صحيفة بيلد الألمانية أن نسيم، والد شاني لوك، قال إن عائلتها أُبلغت الآن باكتشاف جثتها. وزاره في منزله وفد من الجيش. وأضاف الأب عن ابنته: "يمكنها أخيرًا أن تجد سلامها".
الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الإسرائيلية الألمانية شاني لوك واثنين آخرين في غزة بعد مرور أكثر من سبعة شهور من خطفهم من قبل حركة حماس.صورة من: Christoph Soeder/dpa/picture alliance
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية العسكرية اليوم الجمعة وأكد مجددا تعهده بإعادة جميع الرهائن. وقال في بيان "سنعيد جميع رهائننا سواء كانوا أحياء أم أمواتا".
واعتبر منتدى عائلات الرهائن في بيان أن استعادة الجثامين هي بمثابة تذكير "مؤلم" و"قاس" بوجوب "إعادة إخواننا وأخواتنا من الأسر".
وأسفر الهجوم الإرهابي لحركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 125 منهم محتجزين في غزة قضى 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
يذكر أن حركة حماس هي منظمة فلسطينية مسلحة إسلاموية، تصنفها إسرائيل وألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وردا على الهجوم، شنت إسرائيل هجوما جويا وبريا وبحريا على قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية التابعة لحماس في غزة.
وأدى القصف إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير القطاع الساحلي وتسبب في أزمة إنسانية حادة.
القتال "الأكثر ضراوة ربما" منذ بدء الحرب
وفي الشهر الثامن من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يخوض الجيش الإسرائيلي مواجهات مع فصائل فلسطينية مسلحة في مخيم جباليا للاجئين الذي طاله كذلك قصف جوي ومدفعي إسرائيلي، بحسب شهود.
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس اليوم الجمعة إن القتال المتواصل في جباليا "ربما يكون الأكثر ضراوة الذي نواجهه" في هذه المنطقة منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأكد أنه يقوم بعمليات حاليا "في مخيم جباليا للاجئين بالمدينة".
وأضاف الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس "كانت حماس تسيطر بشكل كامل على جباليا حتى وصولنا قبل بضعة أيام"، وذلك بعد أربعة أشهر من إعلان المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري أنه لم يبق في شمال غزة سوى "إرهابيين يعملون بشكل متقطع ومن دون قيادة".
وكان مخيم جباليا قبل الحرب أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، وكان مكتظا بأكثر من مئة ألف شخص مكدّسين في مساحة 1,4 كيلومتر مربع، وفقا للأمم المتحدة. وقال الجيش"حتى الآن، تشير تقديراتنا إلى أننا قتلنا حوالى مئتي إرهابي" منذ استئناف القتال العنيف في جباليا.
وتظهر صور وزّعها الجيش الإسرائيلي جنودا من المشاة يتنقلون بين عدد من المباني المتضررة بشدة والمهجورة تماما.
معلومات عن مقاتلي حماس
وقال مدير الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس "منذ بدء العملية، استشهد 150 شخصا في جباليا من الذين استطعنا الوصول اليهم". وأضاف "نواجه صعوبة للوصول إلى البيوت التي استهدفها الجيش بسبب إطلاق النار الكثيف علينا". وأشار إلى أن "الجيش وصل إلى وسط مخيم جباليا عند السوق، والمعارك محتدمة".
ولا تنشر حركة حماس أي معلومات عن عدد القتلى في صفوفها، ولا يعرف ما إذا كانت حصيلة الدفاع المدني أو المصادر الأخرى في حماس تشمل مقاتلي حماس.
ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية أوردتها وسائل إعلام، كان عدد مقاتلي حماس في قطاع غزة قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قرابة 30 ألفا موزعين على 24 كتيبة.
وتقول إسرائيل إن آخر أربع كتائب تابعة لحماس تختبئ في رفح في جنوب قطاع غزة. وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية هناك في 7 أيار/مايو الجاري.
وفي رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، أعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحماس، استهداف القوات الإسرائيلية "المتمركزة على المركز الحدودي" مع مصر بالقذائف.
ويتعرض ساحل هذه المدينة المكتظة بمئات الآلاف من النازحين لنيران البحرية الإسرائيلية، بحسب شهود، بعد ضربات ليلية أدت إلى وقوع إصابات، وفق المستشفى الكويتي في المدينة.
النازحون إلى رفح ينزحون منها وعودة القتال إلى شمال القطاع
02:01
This browser does not support the video element.
داعمون لإسرائيل يعارضون عملية رفح
وغداة إعلان إسرائيل تكثيف عملياتها في رفح، دعت 13 دولة غربية، العديد منها داعمة تقليديا لإسرائيل، الجمعة إلى عدم شن هجوم واسع النطاق على رفح. وجاء في الرسالة التي بعثها وزراء خارجية هذه الدول إلى نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس وتم نشرها "نكرر معارضتنا لعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح سيكون لها عواقب كارثية على السكان المدنيين".
والدول الموقعة هي أستراليا وبريطانيا وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والسويد.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس أن "قوات إضافية ستدخل" رفح و"سيتكثف النشاط (العسكري)" فيها بهدف "القضاء" على حماس.
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو معركة رفح بـ"الحاسمة"، معتبرا المدينة أنها بالنسبة للفصائل بمثابة "شريان حياة لها للهروب وإعادة الإمداد". كما قال الناطق باسم الجيش الكولونيل نداف شوشاني إن "هناك رهائن في رفح" ممن اختطفوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأضاف: "نحن نعمل على تهيئة الظروف لإعادتهم".
ص.ش/ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance