أقرت إسرائيل باحتجاز حركة حماس أكثر من 150 رهينة إسرائيلياً منذ الهجوم المباغت الذي وقع قبل أيام. والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بوفد من ممثلي عائلات هؤلاء الرهائن وسط انتقادات منهم بتخلي الحكومة الإسرائيلية عن ذويهم.
إعلان
أكد الجيش الإسرائيلي الأحد (15 أكتوبر/تشرين الأول 2023) أن حركة حماس تحتجز 155 إسرائيلياً منذ هجومها على إسرائيل، وأنه تواصل مع عائلاتهم لإبلاغها بذلك، في تحديث لحصيلة أعلنها صباحاً أفادت بوجود 126 رهينة لدى الحركة التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر "نبذل جهودا هائلة لتحرير الرهائن" مؤكداً أنه تم التواصل مع عائلات "155 شخصاً".
كانت إسرائيل قدرت عدد الرهائن لدى حماس بـ 150، وذلك قبل أن تعثر السبت على جثث في مواقع هاجمها عناصر حماس قرب الحدود، دون أن تحدد عددها. وأشار مسؤولون إلى احتمال ارتفاع هذا العدد في الأيام المقبلة.
وتصنف ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودول أخرى حماس كمنظمة إرهابية.
نتنياهو يلتقي ممثلي أقارب الرهائن
يأتي ذلك فيما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأول مرة مع ممثلي أقارب الرهائن المحتجزين منذ الأسبوع الماضي لدى حماس، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأحد، ولم ترد تفاصيل بعد بشأن الاجتماع.
وانتقد أقارب الرهائن الحكومة الإسرائيلية واتهموها بالتخلي عن ذويهم المحتجزين لدى حماس. وخلال احتجاج لعائلات الرهائن أمس السبت، طالب العديد من الأشخاص باستقالة نتنياهو. كما اتهمه بعض أقاربهم بعدم التواصل معهم. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو تحدث مع العديد من العائلات المتضررة.
ويتصاعد الغضب بين أهالي الرهائن الإسرائيليين وسط غياب أي معلومات عن مصيرهم وعدم وجود قناة تفاوض رسمية بشأنهم. وتناشد هذه العائلات "أي شخص أو منظمة أو بلد" يمكنه مساعدتها على تحرير أقاربها، معتمدة على فيديو أو اتصال هاتفي لإثبات أنهم على قيد الحياة.
وحتى هذه اللحظة، لم تشر إسرائيل إلى أيّ قناة للتفاوض، لكنّها عيّنت "مرجعاً" للعائلات، هو غال هيرش، الجنرال المقال والغارق في قضية فساد، وقد تعرّض تعيينه لانتقادات كثيرة. وقال تساحي هنغبي مستشار الأمن القومي للحكومة الإسرائيلية السبت، "نحن لا نتفاوض مع عدو وعدنا باستئصاله من على وجه الأرض".
حماس تعلن مقتل 22 رهينة جراء القصف الإسرائيلي
من جهتها، قالت حركة حماس إن "22 رهينة لديها قضوا جراء القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة بدون تقديم أدلة واضحة، محذرة من أنها ستجهز على الرهائن في حال استمرت الدولة العبرية بقصفها للأهداف المدنية بدون إنذار مسبق.
ويقصف الجيش الإسرائيلي منذ أيام قطاع غزة، ردّاً على الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وقُتل أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال في إسرائيل منذ بدء العملية التي شكّلت صدمة للإسرائيليين، كما قتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل في قطاع غزة وجرح أكثر من 9000، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
ع.ح./ص.ش. (أ ف ب ، د ب أ)
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".