إسرائيل تعلن استمرار إغلاق معبر رفح "حتى إشعار آخر"
١٨ أكتوبر ٢٠٢٥
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، مساء اليوم السبت (18 أكتوبر 2025): "أوعز رئيس الوزراء نتنياهو بإبقاء معبر رفح مغلقا حتى إشعار آخر". وأضاف "سيتم النظر في إعادة فتحه وفقا لكيفية وفاء حماس بالتزاماتها في إعادة الرهائن وجثث القتلى، وتنفيذ الشروط المتفق عليها لوقف إطلاق النار".
وقال مكتب نتنياهو إن إسرائيل "لن تساوم ولن تألو جهدا حتى عودة كل الرهائن الأموات".
وقال نتنياهو متحدثا للقناة الرابعة عشرة التوجه إن "المرحلة الثانية تشمل أيضا نزع سلاح حماس، أو بشكل أدق، نزع السلاح من قطاع غزة، بعد تجريد حماس من أسلحتها".
واضاف "عندما يكتمل ذلك بنجاح - ونأمل أن يتم بطريقة سهلة، وإن لم يحصل كذلك فبطريقة صعبة - عندها ستنتهي الحرب".
حماس سلمت فقط عشرة جثامين لرهائن من أصل 28
وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت أنها حددت هوية رفات رهينة كان محتجزا في غزة وتم تسليمه الجمعة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة تسلم جثامين 15 فلسطينيا. ويعمل عناصر الإنقاذ في أنحاء غزة على انتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، في حين تسعى حماس إلى استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر أن تسلمهم للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب الاتفاق كان على حماس إعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات بحلول 13 تشرين الأول/أكتوبر. وقد أفرجت حماس في المهلة المحددة عن الرهائن العشرين الأحياء لكنها لم تسلم سوى عشرة جثامين من أصل 28. وصباح السبت، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها تعرفت على هوية رفات الرهينة السبعيني إلياهو مارغاليت الذي قتل في كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ونقل جثمانه إلى قطاع غزة.
وأكدت حماس الجمعة "التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية". وأضافت أنّ "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها".
خطة أممية لستين يوما
في موازاة ذلك، وصل توم فليشتر، وهو أول مسؤول أممي كبير يزور قطاع غزة منذ توقف الأعمال العدائية، إلى مدينة غزة ضمن قافلة من سيارات الجيب البيضاء التابعة للأمم المتحدة ، وسط أنقاض المنازل المدمرة. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فليتشر، في حي الشيخ رضوان حيث عاين حجم الدمار "جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت غالبية هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول أرضا خلاء". وأضاف "لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوما لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يوميا، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس".
وقال فليتشر الذي دخل قطاع غزة الجمعة، إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمامه "مهمة هائلة (...) لكننا مدينون بذلك للناس هنا الذين عانوا الكثير"، مضيفا "هناك عمل هائل يتعين القيام به".
ولا يزال دخول قطاع غزة الذي تسيطر إسرائيل بالكامل على حدوده، يخضع لقيود شديدة. ودعا برنامج الأغذية العالمي الجمعة إلى فتح جميع المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل مع القطاع الفلسطيني "لإغراقه بالمواد الغذائية".
ضربة إسرائيلية على حافلة
ميدانيا، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة السبت انتشال جثث تسعة فلسطينيين، قال إنهم قُتلوا الجمعة في ضربة إسرائيلية على حافلة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "رصد مركبة مشبوهة تتجاوز الخط الأصفر"، وإن جنوده "أطلقوا النار لإزالة التهديد"، معتبرا أن العملية تمّت "وفقا لبنود الاتفاق".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الضحايا، وجميعهم من عائلة شعبان وبينهم أطفال، قُتلوا بينما كانوا "يحاولون التحقق من (حالة) منزلهم" بعد القصف الإسرائيلي خلال الحرب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس مساء الجمعة إن الجيش "بدأ بترسيم الخط الأصفر الذي يمتد على أكثر من 50% من أراضي غزة، بعلامات خاصة مستمرة لتحديد (حدوده) بوضوح".
وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1221 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وفي قطاع غزة، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 68116 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ف.ي/ع.ج.م (ا ف ب، رويترز، د ب ا)