إسرائيل تضرب آلاف الأهداف بغزة وانقطاع الاتصالات في القطاع
١ نوفمبر ٢٠٢٣أكد بيان للجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة جوية استهدفت مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزةللقضاء على قيادي في حماس ضالع في هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. ويأوي المخيم المكتظ بالسكان عائلات اللاجئين من حروب مع إسرائيل يعود تاريخها إلى عام 1948.
وحسب مسعفون فلسطينيون قتل نحو 50 شخصاً وجُرح ما لا يقل عن 150 آخرين. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم على مخيم اللاجئين أسفر عن مقتل القيادي في حماس إبراهيم البياري. وأضاف المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس أن العشرات من مقاتلي حماس كانوا في نفس الأنفاق مع البياري وقُتلوا أيضا في الهجوم. وتابع: "أفهم أن هذا هو السبب أيضا وراء وجود العديد من التقارير عن أضرار جانبية وخسائر في صفوف غير المقاتلين. ونحن نحقق في هذه التقارير أيضا".
غير أن حازم قاسم المتحدث باسم حماس نفى وجود أي قائد كبير هناك، ووصف هذا الادعاء بأنه "ذريعة إسرائيلية" لقتل المدنيين. بموازاة ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 11 جنديّاً في غزة أمس الثلاثاء، في أكبر خسارة له في يوم واحد منذ أن هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل حوالي 300 جندي ونحو 1100 مدني.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن معظم القتلى من جنود المشاة الذين أصيبت مركبتهم بصاروخ مضاد للدروع. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن سقوط الجنود في المعارك "ضربة شديدة وأليمة"، مشددا في المقابل على أن الجيش حقق "إنجازات ذات مغزى" في القطاع. وكتب على منصة إكس "إننا مستعدون وجاهزون لحملة طويلة ومعقدة".
غزة معزولة عن العالم
إلى جانب ذلك، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" فجر الأربعاء (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023)، أنّ كلّ خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية والخلوية "انقطعت بالكامل" في القطاع الذي تفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً عليه.
وأفادت الشركة في بيان "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة، وذلك بسبب تعرض المسارات الدولية والتي تمّ إعادة وصلها سابقاً للفصل مرة أخرى".
وأكدت منظمة "نت بلوكس" لمراقبة الشبكات أن "قطاع غزة يشهد انقطاعا جديدا للإنترنت ينعكس بشكل كبير على شركة بالتل"، ما يؤدي إلى "انقطاع كامل للاتصالات بالنسبة لمعظم سكان" القطاع.
وكان صحافي في وكالة فرانس برس في غزة أكد هذا الانقطاع موضحا أن بإمكانه الدخول إلى شبكة اتصالات بفضل شريحة هاتف نقال (سيم كارد) دولية. وقال صحافي آخر في وكالة فرانس برس في القطاع "وحدها أرقام الهاتف الجوال الإسرائيلية والمصرية يمكن استخدامها في رفح". والأسبوع الماضي، انقطعت شبكة الإنترنت والهاتف بشكل كامل قبل أن تعود مجدداً السبت.
وضع "صحّي كارثي"
ومن المؤكد أن انقطاع الاتصالات يزيد من انهيار الوضع الصحي في القطاع، وجدد مسؤولون أمميون ومسؤولو إغاثة ومنظمات الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود تحذيراتهم من أن كارثة صحية عامة تعمّ القطاع في ظل تناقص قدرة المستشفيات على علاج المصابين الذين يزدادون عددا بسبب تضاؤل إمدادات الكهرباء والوقود والمستلزمات الطبية.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء إن مولدات الكهرباء في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي بغزة ستتوقف في غضون ساعات. ودعا أصحاب محطات الوقود في القطاع إلى سرعة تغذية المستشفيين بالوقود إن أمكن. وبعد الهجوم على جباليا، أظهرت لقطات حصلت عليها رويترز عشرات الجثث مسجاة ومغطاة بالأكفان البيضاء ومصطفة بجانب المستشفى الإندونيسي.
ومع تضاؤل إمدادات الأدوية وانقطاع التيار الكهربائي وفي ظل الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي هزّ مباني المستشفيات، عمل الجراحون في غزة ليل نهار في محاولة لإنقاذ المرضى الذين يتدفقون باستمرار. وقال الطبيب محمد الرُن لوكالة رويترز "نتعامل مع الأمر ساعة بساعة لأنه احنا ما متوقعين امتى حتجينا الإصابات، وقمنا أكثر من مرة بفتح غرف عمليات خارجية حتى في قسم الاستقبال" وأحيانا في الممرات وأماكن الانتظار في المستشفى.
أكثر من "11 ألف " هدف عسكري
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه ضرب أكثر من 11 ألف هدف لـ"منظمات إرهابية" في قطاع غزة ردّاً على هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قتل فيه 1400 إسرائيليا وتم خطف 240 رهينة وفق السلطات الإسرائيلية. وحماس هي مجموعة مسلحة يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها مجموعة إرهابية.
غير أن الهجوم الإسرائيلي على القطاع تسبب إلى غاية اللحظة في مقتل 8525 شخصا بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة، أكثر من 3 آلاف منهم من الأطفال. غير أن الجانب الإسرائيلي يشكك في أرقام الوزارة التابعة لحماس، أما المتحدث باسم يونيسيف جيمس ألدر فقال: "تحققت مخاوفنا الجسيمة بشأن أعداد الأطفال الذين قتلوا، اذ بلغت العشرات، ثم المئات، وفي نهاية المطاف الآلاف، خلال أسبوعين فقط". ووصف ألدر حصيلة القتلى من الأطفال بأنها "مروعة"، مضيفا "من المذهل أن هذا العدد يرتفع بشكل كبير كل يوم". واستخلص القول "لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال. إنها جحيم حي لكل الآخرين".
ومع تزايد أعداد القتلى الفلسطينيين، تتزايد الأصوات المطالبة بوقف الحرب والتي تقول واشنطن إنها "قد لا تكون الطريق الصحيح". ورفعت مجموعة من المتظاهرين المناهضين للحرب أياديهم الملطخة باللون الأحمر لمقاطعة جلسة استماع في الكونغرس بشأن تقديم المزيد من المساعدات لإسرائيل. ورددوا هتافات من بينها "أوقفوا إطلاق النار الآن!" و"احموا أطفال غزة!" و"أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية"، قبل أن يتم إخراجهم من الغرفة.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب أ، ك ن أ)