أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل نحو تسعين مسلحا واعتقال 160 في مداهمة لمجمع الشفاء الطبي في غزة، بينما قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن 100 من العاملين في مجال تقديم المساعدات قتلوا خلال أسبوع.
إعلان
ذكر الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء 20 مارس / آذار 2024) أن قواته قتلت حتى الآن أكثر من 90 مسلحا من حركة حماس، خلال غارته المستمرة، على مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقال الجيش في بيان "خلال اليوم الماضي، قضت القوات على مسلحين وعثرت على أسلحة في منطقة المستشفى، مع منع إلحاق الضرر بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية والمعدات الطبية، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم. ومن جهة أخرى، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف فتحة نفق تابع لحركة حماس، شمال غزة، تم تحديده، بعد إطلاق صاروخ باتجاه "سديروت" أمس الثلاثاء وسقط الصاروخ على غزة. في سياق متصل، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة اليوم ، مقتل أكثر من 100 من العاملين في مجال تقديم المساعدات في هجمات للجيش الإسرائيلي في أسبوع. كما أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 31 ألفا و923 قتيلا و74 ألفا و96 مصابا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وفي شمال غزة، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف خلية تابعة لحماس، مكونة من ستة رجال، في منطقة "جباليا". وكان الجيش الإسرائيلي قد قال أنه تم اعتقال حوالي 300 شخص مشتبه بهم خلال العملية الجارية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن من بين المعتقلين "عشرات المسلحين البارزين" في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بحسب قناة "أي نيوز 24" الإخبارية الإسرائيلية. وأضاف أن المعتقلين متورطون في توجيه الهجمات العدائية في الضفة الغربية، ومن بينهم أعضاء في وحدة الدعاية التابعة لحماس وأعضاء في وحدة الصواريخ التابعة للجهاد الإسلامي.
الجوع ينتشر ويواجه سكان القطاع مجاعة قريبة
02:23
ويتم استجواب المشتبه بهم الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في الشفاء من قبل محققين ميدانيين من الوحدة 504 التابعة لمديرية المخابرات العسكرية، قبل نقلهم إلى إسرائيل لإجراء مزيد من التحقيقات. ونشر الجيش الإسرائيلي أيضا لقطات تظهر الأسلحة التي عثر عليها الجنود في مكتب مجاور لمكتب مدير الشفاء. كان الجيش الاسرائيلي قد شن يوم أمس الأول الاثنين هجوما مباغتا على المستشفى بعد محاصرته، مطالبا بعض المطلوبين بتسليم انفسهم، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة.
يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأسبوع المقبل في أول زيارة رسمية له منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس، بناء على دعوة نظيره الأميركي لويد أوستن، وفق بيان صادر عن مكتبه اليوم الأربعاء. ولم يوضح البيان تاريخ الزيارة لكنه قال إن غالانت سيجتمع مع وزير الدفاع في البنتاغون للبحث في تطورات الحرب في قطاع غزة و"مجالات التعاون العسكري الثنائي والقضايا الإنسانية". من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن إرسال وفد "بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن" للبحث في الهجوم البري الذي تعد له إسرائيل في رفح في جنوب قطاع غزة، "للقضاء على حماس"، والتي هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ح.ز/ س.ك/ع.ج (د.ب.أ / أ.ف.ب/ رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance