إسرائيل تغلق معابر غزة حتى إشعار آخر وسط تبادل التهديدات
٤ مايو ٢٠١٩
وسط أجواء مشحونة تنذر بتصعيد خطير بين قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، قررت إسرائيل غلق المعابر من وإلى غزة حتى إشعار آخر، فيما قالت مصادر طبية في غزة إن رضيعة قتلت جراء غارة إسرائيلية على القطاع.
إعلان
هددت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" اليوم السبت إسرائيل "برّد أقسى وأكبر وأوسع" في حال استمرار تصعيدها في قطاع غزة. وتصاعد التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل اليوم في قطاع غزة لليوم الثاني وسط هجمات متبادلة من الجانبين.
وقررت إسرائيل اليوم السبت (الرابع من أيار/مايو 2019) إغلاق معابر قطاع غزة حتى إشعار آخر على خلفية حالة التوتر الراهنة مع الفصائل الفلسطينية. وقال رائد فتوح رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة التابعة للسلطة الفلسطينية إنه تم إبلاغهم بإغلاق معبر (كرم أبو سالم) التجاري يوم غد الأحد حتى إشعار آخر.
وفي السياق ذاته أعلنت إدارة معبر (إيرز/بيت حانون) الخاص بعبور الأفراد أن السلطات الإسرائيلية قررت إغلاقه يوم غد حتى إشعار آخر عدا عن السماح لسيارات الإسعاف والحالات المرضية. وكان المعبران مغلقان اليوم باعتباره إجازة رسمية لدى إسرائيل.
وأعلنت مصادر فلسطينية أن السلطات الإسرائيلية أبلغت بإغلاق ساحل البحر قبالة قطاع غزة بشكل كامل أمام الصيادين حتى إشعار آخر.
مقابل ذلك، هددت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بقصف أهداف إسرائيلية ضمن "المواقع الاستراتيجية" بالنسبة لإسرائيل، تتضمن أهدافا مثل "ميناء أسدود، ومفاعل ديمونة، ومصافي حيفا، ومطار بن غوريون".
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي في بيان السبت إلى "وقف" إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة على إسرائيل "فورا". وقالت المتحدثة باسم الاتحاد مايا كوسيانسيتش في بيان "من الملح معالجة هذا الوضع الخطير بهدف حماية المدنيين"، داعية إلى "نزع فتيل التصعيد". وأضافت "من حق الإسرائيليين والفلسطينيين أن يعيشوا بسلام وأمن وكرامة".
في غضون ذلك، أفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس في غزة السبت أن طفلة تبلغ أربعة عشر شهرا قتلت في غارة جوية إسرائيلية أصابت منزل عائلتها شرق مدينة غزة. كما قتلت والدة الطفلة صبا أبو عرار مساء اليوم السبت، على ما أعلن الناطق بإسم وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
وقال المتحدث أشرف القدرة لوكالة فرانس برس "استشهدت المواطنة فلسطين صالح أبو عرار (37 عاما) متأثرة بجروح اصيبت بها مساء بالرأس جراء الاستهداف الجوي الإسرائيلي لمنزلها" في حي الزيتون شرق غزة، موضحا أن فلسطين هي "أم الرضيعة الشهيدة صبا أبو عرار التي استشهدت مساء في الغارة نفسها".
واوضح القدرة أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي هي شهيدان و12 إصابة بجروح مختلفة جراء التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ صباح" السبت.
ح.ع.ح/ع.خ(د.ب.أ/أ.ف.ب)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
التصعيد الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة رئيس الوزراء آنذاك، ارييل شارون، للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت اسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثارموجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط مثيرة الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حماس إسماعيل هنية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك