شنّت إسرائيل ضربات جديدة على ميناءين في غرب اليمن قالت قال إنهما يستخدمان من قبل الحوثيين في "نشاطات إرهابية". وتوعد نتنياهو ووزير دفاعه بضرب الحوثيين وقيادة الجماعة التي تواصل إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية.
يتعرض ميناء الحديدة على البحر الأحمر لأعمال قصف في إطار التصعيد بين إسرائيل والمتمردين الحوثيين (أرشيف)صورة من: AL-MASIRAH TV/REUTERS
إعلان
قصفت إسرائيل ميناءي الحديدة والصليف في اليمن على البحر الأحمر، بينما أفادت وزارة الصحة التابعة للمتمردين الحوثيين بمقتل شخص وإصابة تسعة آخرين في القصف.
وأكّد الجيش الإسرائيلي شن غارات على ميناءي الحديدة والصليف اللذين قال إنهما يستخدمان في "نشاطات إرهابية"، ردا على هجمات الحوثيين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط 30 قذيفة على أهداف تابعة لجماعة الحوثي في ثامن هجوم من هذا النوع. وأضاف أن ميناءي الحديدة والصليف يستخدمان لنقل الأسلحة مكررا تحذيراته لسكان المنطقتين بإخلائهما.
تزامن هذا مع توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمزيد من الضربات، وذلك في بيان مصوّر قال فيه "نجح طيارونا الآن في توجيه ضربات جديدة لميناءين إرهابيين تابعين للحوثيين"، مشيرا إلى أن الضربات تندرج في إطار "استمرار" استهداف الحوثيين، ومؤكدا أن "هناك المزيد".
وأضاف "لسنا مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي وترك الحوثيين يهاجموننا. سنضربهم بقوة أكبر، بما في ذلك قيادتهم وجميع البنى التحتية التي تسمح لهم بضربنا".
وقال نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان مشترك إنهما سيلاحقان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية التابعة للميليشيات للحوثية غير المعترف بها دوليا، أن الاستهداف المتكرر على الموانئ اليمنية، "سيقابل برد مؤلم".
وأعلن الحوثيون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء، مسؤوليتهم عن العديد من الهجمات بصواريخ بطائرات مسيّرة ضد الأراضي الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر الأربعاء تحذيرا دعا فيه إلى إخلاء كل من ميناء رأس عيسى وميناء الحديدة وميناء الصليف حتى إشعار آخر.
وأعلن الجيش الخميس إنه اعترض صاروخا أُطلق من اليمن وأدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في القدس ووسط إسرائيل. وتبنى الحوثيون إطلاق الصاروخ وقالوا إنه استهدف المطار نفسه.
وكان ذلك التحذير الثاني من نوعه، بعد تحذير سابق قبل قصف مطار صنعاء في السادس من أيار/مايو، ردا على صاروخ أطلقه الحوثيون نحو مطار بن غوريون، وكانت المرة الأولى التي يطال فيها صاروخ محيط المطار في تل أبيب، أدى إلى تعليق العديد من الرحلات الجوية منه وإليه.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي العديد من الضربات في الأشهر الأخيرة ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن وعطل مطار صنعاء وقصف محطات طاقة ومصانع إسمنت.
وجاءت الضربات الإسرائيلية بعد ساعات على مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج، حيث أمضى أربعة أيام متنقلا بين السعودية وقطر والإمارات.
وقبل زيارته، أبرمت الولايات المتحدة بوساطة عُمانية اتفاقا لوقف إطلاق النار مع المتمردين المدعومين من إيران، وضع حدا للهجمات الأمريكية التي استمرت أسابيع، ردا على ضربات شنّها المتمردون اليمنيون على سفن في البحر الأحمر.
لكن ترامب حذّر بأن واشنطن قد "تستأنف العمليات العسكرية" ضد الحوثيين في اليمن إذا شنوا هجوما.
وبعد موافقتهم على وقف استهداف السفن الأمريكية، أشار الحوثيون إلى أنهم سيواصلون هجماتهم على السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن.
تحرير عبد جميل المخلافي
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش