نددت إسرائيل بتصريحات نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا التي وصفت عملياتها في غزة بأنها "إبادة". التصريحات تعد الأولى من نوعها داخل المفوضية.
نددت إسرائيل بتصريحات نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا التي وصفت عملياتها في غزة بأنها "إبادة".صورة من: Wiktor Dabkowski/picture alliance
إعلان
نددت إسرائيل اليوم الخميس (الرابع من سبتمبر/ أيلول 2025) بتصريحات نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا التي وصفت العمليات الإسرائيلية في غزة بأنها "إبادة" متهمة إياها بأنها "ناطقة باسم دعاية حماس".
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين على إكس "ندين بشدة الادعاءات التي لا أساس لها، والتي صرّحت بها نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية".
وبعد هذه التصريحات أصبحت تيريزا أول مسؤول بالمفوضية يوجه لإسرائيل هذا الاتهام.
وقالت ريبيرا في حفل افتتاح العام الدراسي بجامعة العلوم السياسية في باريس "الإبادة الجماعية في غزة تكشف تقاعس أوروبا عن التحرك والتحدث بصوت واحد، حتى في الوقت الذي تنتشر فيه الاحتجاجات في أنحاء المدن الأوروبية ويدعو فيه 14 عضوا في مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار على الفور".
ورفضت إسرائيل مرارا مثل هذه الاتهامات. وتأتي ريبيرا في المرتبة الثانية من حيث الأقدمية في المفوضية الأوروبية بعد رئيستها أورزولا فون دير لاين.
وتشمل المهام التي تضطلع بها ريبيرا وهي سياسية إسبانية اشتراكية، قضايا المناخ ومكافحة الاحتكار، لكنها ليست مسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وتتهم المفوضية الأوروبية إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان في غزة، لكنها تمتنع عن اتهامها "بالإبادة الجماعية".
وفي رده، قال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية إنه "بدلا من ترداد تهمة "الإبادة" التي نشرتها حماس، كان ينبغي لريبيرا أن تدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وحض حماس على إلقاء السلاح لتنتهي الحرب".
ويُشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
تحرير: ع.ش
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م