إسرائيل تنفذ عملية عسكرية ليلية "محددة الهدف" في قطاع غزة
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٣
أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه "عملية محددة الهدف في وسط قطاع غزة" بدعم من "طائرات مقاتلة ومسيرات" على أهداف لحركة حماس، بدون تكبد إصابات. فيما تراجع تأييد الإسرائيليين للتوغل البري، وفق استطلاع للرأي.
إعلان
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة (27 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، أن قواته البرية نفذت خلال الليل "عملية محددة الهدف في وسط قطاع غزة" بدعم من "طائرات مقاتلة ومسيرات" على أهداف لحركة حماس. وأفاد الجيش في بيان أن الجنود خرجوا بعد ذلك من القطاع بدون تكبد إصابات.
وبموازاة هذه العملية البرية، جرى قصف أهداف "لمنظمة حماس الإرهابية" في وسط القطاع و"على امتداده"، بحسب البيان. وجاء في البيان أنه تمّ تدمير منصات لإطلاق الصواريخ ومراكز قيادة لحماس كما تم قتل عدد من عناصر الحركة.
وكان الجيش أعلن الخميس تنفيذ عملية برية "محددة الهدف" بدبابات خلال الليل في شمال قطاع غزة. وردت إسرائيل على هجوم غير مسبوق نفذه مئات من عناصر حركة حماس داخل أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بحملة قصف مركز على قطاع غزة وحشد قوات تحضيرا لهجوم بري. وأوقع الهجوم الذي نفذته حماس 1400 قتيلا إسرائيليّاً أغلبهم مدنيون، وتمّ أسر نحو مائتين وفق مصادر إسرائيلية.
وبلغ القصف القصف الإسرائيلي يومه العشرين، وتقول إسرائيل إنها بذلك تستهدف مواقع حركة لحماس. في المقابل تقول وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس في أحدث بياناتها أن سبعة آلاف قتيل لقوا مصرعهم جراء القصف الإسرائيلي المركز على القطاع غالبيتهم مدنيون. من جانب آخر، نقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن عضو في وفد حركة حماس الذي يزور موسكو قوله إن القصف الإسرائيلي لغزة أدى إلى مقتل 50 من الرهائن الذين أسرتهم حماس ونقلت الصحيفة عنه القول إن حماس لا يمكنها إطلاق سراح الرهائن حتى يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، وإنها تحتاج إلى وقت لتحديد مكان الأسرى في غزة.
يذكر أن حماس مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وحذّر أهالي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، مساء الخميس، من أنّ صبرهم نفد، مطالبين الحكومة باستقبالهم في الحال. وقال "منتدى أهالي الرهائن والمفقودين" للصحافيين في تلّ أبيب "انتهى وقت الصبر، من الآن فصاعداً سنناضل". وبحسب الجيش الإسرائيلي فقد تمّ الاتّصال بأُسر 224 رهينة لإبلاغها بأنّ أقارب لها محتجزون رهائن في غزة.
وبحسب استطلاع للرأي، فإن 49% من الإسرائيليين يؤيدون تأجيل شن هجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة. في المقابل، أعرب 29 بالمئة فقط عن تأييدهم لقيام الجيش الإسرائيلي بغزو القطاع الساحلي على الفور، بحسب استطلاع نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية.
وهذا يعني أن تأييد الهجوم البري يتضاءل بشكل كبير: ففي استطلاع أجري في 19 تشرين الأول/أكتوبر، كان 65 بالمئة لا يزالون يؤيدون هجوما بريا، كما أفادت الصحيفة. ولعب موضوع الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة دوراً مهماً في هذا التحول في الرأي العام.
صاروخ يصيب مدينة طابا المصرية
وفي خبر ذي صلة، ذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية نقلا عن مصادر أن صاروخا على صلة بالقتال الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين أصاب مدينة طابا في مصر، على بعد نحو 220 كيلومترا من قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة. وقالت القناة إن الصاروخ ضرب منشأة طبية في طابا مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل.
وأكد شاهد في المدينة السياحية سماع دوي انفجار ورؤية دخان يتصاعد لكن رويترز لم تتمكن بعد من تحديد مصدر الانفجار. وتقع طابا على الحدود المصرية مع مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه على علم بحادث أمني وقع خارج حدوده.
ف.ي/و.ب/م.س. (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.