"تحذير أخير" من إسرائيل للحوثيين بـ"نفس مصير حماس وحزب الله"
٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
وجهت إسرائيل "التحذير الأخير" للحوثيين في اليمن من إنهم سيواجهون نفس "المصير التعيس" الذي لحق بحماس وحزب الله والأسد، فيما تواصلت الهجمات الحوثية على إسرائيل، التي قالت إنها اعترضت صاروخا قبل وصوله إلى أراضيها.
إعلان
وجه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، الاثنين (30 ديسمبر/كانون الأول)، ما أسماه "التحذير الأخير" لميليشيا الحوثي لوقف هجماتها الصاروخية على بلاده، محذرا من أن الحوثييين قد يواجهون "المصير التعيس" الذي لحق بحماس وحزب الله والرئيس السوري بشار الأسد.
وشمل تحذير دانون طهران، إذ قال إن إسرائيل يمكنها ضرب أي هدف في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، قائلا إنها لن تتسامح مع هجمات الجماعات المتحالفة مع إيران.
وأمام مجلس الأمن الدولي، قال دانون: "إلى الحوثيين، ربما لم تنتبهوا لما حدث في الشرق الأوسط خلال العام الماضي. حسنا، اسمحوا لي أن أذكركم بما حدث لحماس وحزب الله والأسد ولكل من حاول تدميرنا. ليكن هذا هو التحذير الأخير لكم. هذا ليس تهديدا. إنه وعيد. سوف تواجهون المصير التعيس ذاته".
ومتحدثا إلى الصحافيين قبل الاجتماع، قال إن "إسرائيل ستدافع عن شعبها. وإذا لم تكن مسافة 2000 كيلومتر كافية لإبعاد أطفالنا عن الإرهاب، فدعوني أؤكد لكم أنها لن تكون كافية لحماية إرهابهم من قوتنا".
وسبق تحذير دانون تحذير مماثل أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، حيث شدد على أن إسرائيل "لا تزال في بداية" مواجهتها في اليمن، وذلك في أعقاب ضربات إسرائيلية على أهداف عدة مرتبطة بالحوثيين في اليمن، منها مطار صنعاء وموانئ على الساحل الغربي للبلاد ومحطتان للطاقة.
إعلان
هجوم صاروخي حوثي جديد
تزامنت تصريحات دانون مع إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن وأدى لدوي صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل، فيما أكد قيادي حوثي بارز أن الميليشيا لن تتوقف عن شن الهجمات.
وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنّ "سلاح الجو الإسرائيلي اعترض صاروخا أطلق من اليمن قبل أن يخترق الأراضي الإسرائيلية".
وذكرت خدمة إسعاف "نجمة داود الحمراء" أنها لم تتلق أي تقارير عن سقوط ضحايا حتى الآن.
من جانبهم أعلن الحوثيون اليوم الثلاثاء مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخين باليستيين خلال الليل على إسرائيل، بعد ساعات من إعلان جيشها اعتراضه صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله المجال الجوي للدولة العبرية.
وذكرت الجماعة في بيان أنّه تم استهداف مطارَ بن غوريون بصاروخٍ باليستي فرط صوتيٍّ"، فيما استهدف الهجوم الآخر "محطةَ الكهرباءِ جنوبيَّ القدسِ بصاروخٍ باليستي آخر. وزعم البيان الحوثي أنّ "الصاروخين أصابا هدفَيهما بنجاحٍ"، وهو ما لم تؤكده إسرائيل.
يُشار إلى أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط خالد خياري، أعرب عن قلقه البالغ مجددا إزاء تصاعد العنف، داعيًا الحوثيين إلى وقف هجماتهم على إسرائيل واحترام القانونين الدولي والإنساني.
وفي إحاطة أمام اجتماع مجلس الأمن، قال خياري: "من شأن استمرار التصعيد العسكري أن يعرض استقرار المنطقة للخطر مع تبعات سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية سلبية". وأضاف: "سيستمر الملايين في اليمن وإسرائيل وأنحاء المنطقة في تحمل وطأة التصعيد بلا نهاية".
م ف (رويترز)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش