إسرائيل: حماس تفرج عن المجموعة السادسة من الرهائن في غزة
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣
أفرجت حركة حماس عن الدفعة السادسة من الرهائن في غزة ضمن اتفاق الهدنة وسلمتهم للصليب الأحمر. وفيما تحدثت قطر عن عشر رهائن إسرائيليين منهم خمسة مزدوجو الجنسية، تحدث الصليب الأحمر عن إطلاق سراح 16 رهينة.
إعلان
قال الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الأربعاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) إن حركة حماس قامت بتسليم عشرة من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، إضافة إلى أربعة مواطنين من تايلاند، للصليب الأحمر الدولي.
في غضون ذلك أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أنه "جرى للتو إطلاق سراح 16 رهينة كانوا محتجزين في غزة"، بتسهيل منها. وتتولى اللجنة، وهي منظمة محايدة مقرها سويسرا، مهمة تسهيلإطلاق سراح الرهائن من غزة والفلسطينيين من مراكز الاعتقال فيإسرائيل بموجب شروط الهدنة المؤقتة بين الجانبين.
من جانبها أعلنت قطر أنّ حركة حماس أفرجت عن عشرة رهائن إسرائيليين، خمسة منهم مزدوجو الجنسية هم هولندي وأميركية وثلاثة ألمان، فضلاً عن روسيّتين وأربعة تايلانديين أطلقت الحركة سراحهم خارج الاتّفاق.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصّة إكس (تويتر سابقاً) إنّ "المفرج عنهم من الإسرائيليين المحتجزين في غزة يتضمّنون 5 قصر و5 نساء، منهم من مزدوجي الجنسية: قاصر هولندي، ثلاثة ألمان، وأميركية واحدة".
وأشار المسؤول القطري إلى أنّه مقابل هؤلاء ستطلق إسرائيل سراح 30 سجيناً فلسطينياً.
ووصل الرهائن الإسرائيليون العشرة والتايلانديون الأربعة الذين أفرجت عنهم حركة حماس من قطاع غزة إلى مصر مساء الخميس، بحسب ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" التلفزيونية المقرّبة من أجهزة الأمن المصرية.
وأكّد الجيش الإسرائيلي من جانبه أنّ الرهائن المفرج عنهم "في طريقهم إلى إسرائيل".
وكان مسؤول إسرائيلي قال في وقت متأخر اليوم إن أمرا "فنيا" تسبب في تأخير إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بقطاع غزة ضمن المرحلة السادسة من اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الرهينتين الأوليين اللتين تم إطلاق سراحهما، وهما إسرائيليتان تحملان الجنسية الروسية، إيلينا تروفانوف (50 عاما) ووالدتها إيرينا تاتي (73 عاما)، موجودتان الآن في إسرائيل، تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
وبعد تقييم الحالة الطبية للأم وابنتها، سترافقهما قوات الجيش الإسرائيلي حتى وصولهما إلى عائلاتهم في المستشفيات.
مصدر: حماس غير راضية عن المقترحات بشأن تمديد الهدنة
في غضون ذلك قال مصدر في حماس مساء الأربعاء إنّ ما تمّ اقتراحه لتمديد الهدنة المؤقتة التي أوقفت القتال في قطاع غزة "ليس الأفضل" في هذه المرحلة. يأتي هذا في وقت تتكثّف فيه المفاوضات حول تمديد الهدنة قبل ساعات من انتهائها.
وصرّح المصدر لوكالة فرانس برس "المباحثات تتواصل وجهود الوساطة مكثفة بهدف تمديد الهدنة ليومين أو أكثر".
وبدأت الهدنة الحالية الجمعة الماضي لمدة أربعة أيام، قبل أن يتمّ تمديدها للمرة الأولى لمدة يومين. ويناقش الطرفان مذّاك مع الوسطاء - في مقدّمتهم قطر - تمديدها.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
ع.ش/ أ.ح/ ز.أ.ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance