قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً مضاد للطائرات أطلق من سوريا باتجاه إسرائيل تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في أجزاء من إسرائيل والضفة الغربية قبل أن ينفجر في الجو، ما استدعى الرد.
إعلان
قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم بطاريات صواريخ في سوريا اليوم الأربعاء (التاسع من شباط/فبراير 2022) بعد إطلاق صاروخ مضاد للطائرات باتجاه إسرائيل خلال ما أفاد التلفزيون السوري بأنها ضربة استهدفت في وقت سابق مواقع في محيط دمشق.
ورفض متحدث عسكري التعليق على التقرير السوري عن هجوم إسرائيلي أولي بالقرب من العاصمة السورية، والذي وردت أنباء عن أنه أودى بحياة جندي وإصابة خمسة. لكن الجيش قال إنه نفذ ضربة مضادة في سوريا ردا على إطلاق صاروخ مضاد للطائرات. وأضاف أن الصاروخ تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في أجزاء من إسرائيل والضفة الغربية قبل أن ينفجر في الجو.
وقال الجيش على تويتر "عقب إطلاق صاروخ مضاد للطائرات في وقت سابق الليلة، هاجمت قوات الدفاع الإسرائيلية رادارا وبطاريات صواريخ أرض جو أُطلقت على طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي".
وتحدث التلفزيون السوري في وقت سابق عن إسقاط الدفاعات الجوية السورية عددا من الصواريخ الإسرائيلية في سماء دمشق. وقال التلفزيون السوري إنه تم تنفيذ هجوم بصواريخ من اتجاه الجولان مستهدفا بعض النقاط في محيط مدينة دمشق.
وشنت إسرائيل هجمات متكررة على ما تقول إنها أهداف إيرانية في سوريا، حيث ساندت قوات مدعومة من طهران بقيادة حزب الله اللبناني الرئيس بشار الأسد على مدى العقد الماضي.
ومنذ بدء النزاع السوري، تستهدف إسرائيل دورياً مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.
وطال قصف إسرائيلي في 31 كانون الثاني/يناير "مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر" تابعة لحزب الله شمال شرق دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلنت إسرائيل في السادس من الشهر ذاته إطلاقها قذائف مدفعية على الجانب السوري من الحدود بعد رصدها "عدداً من المشتبه بهم داخل نقاط عسكرية".
كما قتل مسلحان مواليان للنظام السوري لدمشق جراء قصف إسرائيلي استهدف في 28 كانون الأول/ديسمبر مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد.
خ.س/إ.ف (رويترز، أ ف ب)
إدلب... مدن أثرية "منسية" تتحول لمخيمات للاجئين
لم يجد بعض من فرّ من نيران المعارك في سوريا إلا اللجوء لمواقع أثرية بائدة. في إدلب، التي يعيش فيها حوالي ثلاثة ملايين نازح، اتخذ البعض من "المدن المنسية" المهجورة التي تعود للعهد البيزنطي منزلاً لا يتطلب دفع أجار.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
ذكريات الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية السورية لا تزال حية في ذاكرة محمد عثمان. لم يخطر على باله بالمطلق أن أحد تلك المواقع سيصبح بيته يوماً ما. خيمة العائلة مثبتة بحجارة يفوح منها عبق التاريخ وحبل الغسيل مشدود إلى رواق حجري في منطقة أثرية تعود للعهد البيزنطي.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
منذ سنتين ونصف يعيش محمد وزوجته وأربعة أطفال في "سرجبلة"، التي تقع قرب الحدود التركية. في هذا الموقع البيزنطي القديم تعيش حوالي 50 عائلة أخرى. لم يبق أمام محمد وعائلته إلا الفرار بجلودهم بعد تعرض مدينته معرة النعمان لقصف قوات النظام السوري.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
يطعم محمد عائلته مما يجنيه من بعض الأعمال الموسمية. ويضطر في بعض الأحيان للاستدانة ليسد رمق أطفاله. تعيش العائلة وغيرها من العائلات في هذا الموقع الأثري الذي يعود للقرن الخامس الميلادي لأنه لا يترتب عليها دفع أي إيجار لمجرد نصب الخيمة على الأرض. "لم نترك ديارنا بمحض إرادتنا لنعيش في هذا المكان المهجور منذ آلاف السنين"، يبرر محمد عثمان.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لا يرتاد الأطفال المدارس. وتحولت الأوابد الأثرية لملعب لهم، رغم المخاطر المترتبة على ذلك. يقول محمد عثمان لمصور رويترز: "في الصيف نواجه خطر الأفاعي والعقارب. وفي الشتاء يحاصرنا البرد والثلوج". وقد كان شتاء هذا العام قاسياً جداً في إدلب، ما أدى لموت بعض اللاجئين تجمداً.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
غير بعيد عن "سرجبلة" تعيش 80 عائلة أخرى في موقع "بابسقا" الأثري، المصنف على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني. يعيش محمود أبو خليفة وأسرته هنا. يقول إنه كان يملك أرضاَ قبل لجوئه إلى هنا: "كانت غلال الأرض والماشية تؤمن لنا حياة كريمة. اليوم نعيش بين الأحجار المهجورة والطين".
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
تمكنت بعض العوائل من أخذ مواشيها معها عند فرارها من نار الحرب. وهذا ما فعله محمود أبو خليفة. ترعى الأغنام والماعز كل النهار بين أطلال المدينة المهجورة. ويبحث الدجاج في الأرض عن كل ما يؤكل. صنع محمود أبو خليفة حظيرة لمواشيه وقن لدجاجه من حجارة الموقع التاريخي. ويستخدم أحد الكهوف لتخزين علف المواشي وممتلكات بسيطة للعائلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
في السنوات الأولى للحرب اتخذت المعارضة المسلحة من "بابسقا" الأثرية موقعاً لها تشن منه هجمات على قوات النظام. وحتى اليوم يمكن العثور على بعض بقايا تلك المرحلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لدى محمود أبو خليفة وزوجته زهرة سبعة أطفال. يسمي محمد وزوجته مخيم بابسقا "مخيم الخرابة". الوضع في إدلب لم يستقر؛ إذ أنها ما تزال تتعرض لقصف قوات النظام. يتمنى محمود أبو خليفة بأن يحيى أطفاله حياة أفضل ومطلبه الوحيد "العودة إلى قريتنا".
إعداد: ديانا هودالي/خ.س