1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل وغزة - ماضي مثقل بالحروب ومستقبل ملبَد بالمخاطر

كيرستن كنيب/عبد الرحمن عثمان ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤

وصلت العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية إلى أدنى مستوياتها، فالعنف والاستعداد للعنف يزدادان لدى الطرفين. وهذا ما يستغله بالدرجة الأولى المتطرفون، الذين يضعون إيديولوجياتهم فوق كل مصلحة أخرى.

Palästina Proteste Jerusalem Westjordanland 14.11.2014
صورة من: Reuters/A. Awad

أفاقت إسرائيل على وجود أول جهادي لديها. فقبل شهرين اختفت آثار شاب إسرائيلي قاصر من أصل فلسطيني ليظهر مؤخرا في مستشفى بتركيا، حيث يعالج من حروق أصيب بها. ويعتقد أنه كان يقاتل في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش".

حادثة هذا الشاب الجهادي تثير المخاوف في إسرائيل من التطرف الديني. والسؤال المطروح هو: هل سيلتحق المزيد من الجهاديين الفلسطينيين بصفوف "داعش"؟. هذا التنظيم كان قد أعلن عن وجوده في قطاع غزة مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، رغم نفي حركة حماس لوجود عناصر من تنظيم "داعش" في القطاع. وظلت حماس متمسكة بموقفها هذا حتى بعد الهجوم على المركز الثقافي الفرنسي، الذي تبنته "الدولة الإسلامية". في الوقت نفسه تحاشت حماس حتى الآن إدانة تنظيم "داعش"، الذي يتخذ من سوريا والعراق مقرا له. "قررنا أن لا ندلي بتصريحات حول هذا التنظيم"، هذا ما قاله ضابط أمن من حماس لموقع Al-Monitorالناطق باللغة الإنجليزية على الإنترنت، وأضاف "نحن جميعنا إسلاميون، ولأسباب إيديولوجية من الصعب علينا أن نصفهم بالإرهابيين، لأننا نحن أيضا نوصف من الغرب وبعض الدول العربية بالإرهابيين".

علمانيون ضد إسلاميين

صورة من: Abbas Momani/AFP/Getty Images

تحاول حماس تصدير إيديولوجيتها الإسلامية داخل صفوف حركة فتح العلمانية، التي تحكم في الضفة الغربية. ونقل موقع Al-Monitor عن الزعيم الحمساوي محمود الزهار نهاية الشهر الماضي قوله إن على حماس نقل الكفاح المسلح إلى كل سنتيمتر في الضفة الغربية. وكان رد السلطة الفلسطينية اعتقال حوالي 200 شخص متطرف يشتبه في عضويتهم بحماس خلال تشرين الثاني/نوفمبر.

هذا العدد الكبير من المعتقلين يعكس حالة التوترالسائدة في الساحة الفلسطينية رغم حكومة الوحدة الوطنية، التي تشكلت بداية العام باتفاق بين فتح وحماس. كلاهما يتجادلان حول سياسة التعامل مع إسرائيل، وكلاهما متفقان فقط على إدانة الخطوط العريضة لهذه السياسة. مثلا، كلاهما يحمّل إسرائيل مسؤولية مقتل الوزير زياد أبو عين في العاشر من الشهر الجاري في مظاهرة بالقرب من رام الله. وموت أبو عين يثير غضب الفلسطينيين كموت الشاب محمد جوابرة ذي التسعة عشر عاما، والذي قتله جندي إسرائيلي في مظاهرة في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر.

الفلسطينيون يلجأون لمجلس الأمن

قتل الوزير زياد أبو عين في مظاهرة بالقرب من رام اللهصورة من: AFP/Getty Images/A. Moman

ينوي الفلسطينيون طرح هذه القضايا وقضية الاستيطان أمام مجلس الأمن الدولي في المستقبل، إضافة إلى الحرب على غزة في الصيف الماضي. كما يشكو الفلسطينيون من تنامي اعتداءات المستوطنين المتطرفين.

وقد قدم الفلسطينيون قبل بضعة أيام قرارا إلى مجلس الأمن يدعو إلى إقامة سلام دائم مع إسرائيل. "نحن نفعل ذلك بعد أن عانينا لسنوات من القتل والتدمير والقنابل والقصف والخداع والنفاق وتوسيع الاستيطان"، هذا ما كتبته يوم أمس صحيفة الحياة الجديدة الصادرة في رام الله. أما صحيفة القدس، فكتبت تقول، إن العالم أجمع يدرك أن إسرائيل تقف في طريق تحقيق السلام.

جمود حتى الانتخابات الإسرائيلية

ينوي نتينياهو الترشح مجددا للانتخابات في السابع عشر من آذار/ مارس المقبل على اعتبار أنه سياسي محنك وذو خبرةصورة من: AFP/Getty Images/G. Tibbon

بدورهم، يتهم الإسرائيليون الفلسطينيين بتدمير جهود السلام. وكتبت صحيفة جيروزالم بوست أن الفلسطينيين حاولوا في كل مباحثات سلام تقويض مقولة "دولتان لشعبين". وعلى العكس من ذلك كتبت صحيفة هآريتس اليسارية تقول، إن كثيرا من الإسرائيليين ينظرون إلى المستقبل بقلق. وحمّلت الصحيفة رئيس الوزراء بنيامين نتينياهو مسؤولية ذلك. وينوي نتينياهو الترشح مجددا للانتخابات في السابع عشر من آذار/مارس المقبل على اعتبار أنه سياسي محنك وذو خبرة. وعلق الصحفي بن كاسبيت على نتينياهو وخبرته بالقول "لديه خبرة في بناء المستوطنات وتحويل الثروة إلى الأثرياء وأن يظهر تارة كديماغوجي وتارة أخرى كمعتدل". لكن القليل من الإسرائيليين يؤمن بخبرة نتينياهو في النواحي الأمنية، خاصة وأنه احتاج إلى 50 يوما في الصيف الماضي لتحقيق انتصار عسكري ضد حماس، وهذا يجعل الإسرائيليين يخشون خطر اندلاع انتفاضة ثالثة.

احتمال اندلاع انتفاضة جديدة يؤثر على المباحثات بين الطرفين، خاصة وأن الطرفين لم يتقدما خطوة واحدة خلال الشهور الماضية. وعلى الأرجح، سيبقى الوضع على حاله حتى الانتخابات الإسرائيلية في آذار/مارس المقبل. لكن هذا لا يخدم السلام بأي شكل من الأشكال، خاصة وأن أعمال العنف شهدت زيادة ملحوظة في الأشهر الماضية، وهناك دلائل قليلة تشير إلى أنها قد تتراجع في الفترة المقبلة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW