1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل: ولادة طفلة من أب ميت تثير تساؤلات أخلاقية

١٦ يونيو ٢٠١٣

سجلت في إسرائيل أول حالة لولادة طفلة من أب ميت قبل سنوات بعد عملية تلقيح بويضة أم بالحيوانات المنوية المجمدة له بناء على رغبة الجدين، الأمر أثار تفهما في إسرائيل لكن أيضا جدلاً وتساؤلات أخلاقية حول "الوصايا البيولوجية".

Ein Baby wird von einer Hebamme kurz nach seiner Geburt untersucht, aufgenommen am 15.09.2010. Foto: Waltraud Grubitzsch
صورة من: picture-alliance/dpa

لم تكن الطفلة "آر" لتعرف أن قدرها قد كتب لها أن ولادتها ستصنع تاريخا: "آر" هي أول طفلة تولد في إسرائيل من أب ميت. وجاءت ولادة هذه البنت تجسيدا لرغبة زوجين في أن يكون لهما حفيد، وذلك عبر استخدام الحيوانات المنوية المجمدة لابنهما المتوفى، الذي كان يبلغ من العمر 30 عاما وقت وفاته. وعلى الرغم من الحماس الشديد الذي قوبلت به هذه الحالة من معظم الإسرائيليين، إلا أن ولادة الطفلة أثارت انتقادات وتساؤلات أخلاقية.

قصة ولادة "آر" بدأت حين توجه زوجان، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إلى إيريت روزنبلوم، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة (أسرة جديدة)، وهي منظمة إسرائيلية تدافع عن حقوق الإنسان العالمية في الزواج أو إنجاب الأطفال، بغض النظر عن الدين أو النوع أو الجنسية أو التوجه الجنسي. ثم عثر الزوجان على "إيه" ، وهي امرأة غير مرتبطة كانت تسعى لتصبح أما، وكانت ولادة الطفلة "آر" في شهر أيار/مايو الماضي. ولم تقتصر موافقة "ايه" على قبول الحيوانات المنوية فحسب، بل علاوة على ذلك فقد حصلت أيضا على جدين للطفلة.

وتقول روزنبلوم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "بالنسبة لي كانت متابعة كيفية سير الأمور بشكل طبيعي وبسلاسة بالنسبة لهذين الزوجين والمرأة مؤثرا"، مشيرة إلى أن الأم والجدين يتمتعون "بعلاقة جيدة للغاية".

وعلى الرغم من أن تقنيات التلقيح الاصطناعي في الآونة الأخيرة أصبحت شائعة في إسرائيل، إلا أنه لم يكن هناك سوى حوالي 10 حالات فقط حتى الآن لأطفال ولدوا باستخدام السائل المنوي المجمد لرجال متوفيين. وما يميز هذه الحالة هو أنها المرة الأولى التي يلجأ فيها الجدان، بدلا من الأرملة، إلى هذا الأسلوب.

بداية القصة: تجميد الحيوانات المنوية و"الوصايا البيولوجية"

وقد بدأ كل شيء قبل خمسة عشر عاما، عندما دخل جندي مكتب روزنبلوم وقال لها إنه يعاني من إصابة لحقت به في الجيش جعلته عقيما. ودفعها ذلك إلى أن تفكر: "لماذا لا تجمد الحيوانات المنوية الخاصة بك لاستخدامها في المستقبل، في حال حدوث شيء ما لك أثناء خدمتك العسكرية؟" وأضافت قائلة: "في البداية لم أكن أفكر في الموت. فكرت في الناس الأحياء"، مشيرة إلى أن العقم الناجم عن الإصابة من الأمور الشائعة بين الجنود الإسرائيليين. ثم بدأت في التحقيق في التداعيات القانونية والاعتراضات الأخلاقية على ما وصفته بـ "الوصايا البيولوجية" - وهو مصطلح صاغته وحصلت على براءة اختراع له في إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة.

البعض يرى أن التلقيح الاصطناعي بالحيونات المنوية المجمدة لأب ميت يتعارض مع فكرة الأبوة ويؤثر سلبا على شخصية المولود...صورة من: Fotolia/st-fotograf

ويسمح برنامج "الوصايا البيولوجية" للشباب من الرجال والنساء بمنح الإذن كي يتم استخدام السائل المنوي أو البويضات المجمدة في حالة الوفاة جراء تعرضهم لإصابة. وكانت الحالة الأولى التي قدمتها روزنبلوم في عام 2002 عندما قُتل جندي برصاص قناص في قطاع غزة، واستدعتها والدة الجندي من المشرحة بعدما وجدت أن ابنها كان يحتفظ بقصاصة من صحيفة تتحدث عنها. وتقول روزنبلوم إن الأم "أدركت أن ابنها كان يحتفظ بوصيته الأخيرة في جيبه". وتحكي روزنبلوم، وهي أم لثلاثة أطفال، "في نفس هذا المساء، أخذنا حيواناته المنوية"، مشيرة إلى أن السائل المنوي يمكن استخلاصه من الجثة في غضون 72 ساعة من الوفاة. وساعدت حالته في إرساء سابقة، رغم عدم تمكن المرأة التي تلقت حيواناته المنوية، بعد صراع قانوني طويل، من الحمل.

ومنذ إطلاق المشروع، تمكنت روزنبلوم من جمع أكثر من 600 وصية بيولوجية. وتقول إنه حتى الجيش الأمريكي بدأ يقترح على الجنود تجميد سائلهم المنوي قبل الذهاب إلى المعركة. وكان والد الطفلة "آر"، الذي توفي جراء الإصابة بمرض السرطان، قد عبر عن رغبته شفهيا في أن يصبح أبا مرات عديدة. وتقول روزنبلوم "كان سيصبح الأمر أكثر سهولة على والديه إذا كان قد ترك وراءه وصية بيولوجية، أو بيان مكتوب بخط اليد على الأقل".

ولا يخلو مشروع روزنبلوم من منتقدين. فقد كتبت روث لانداو، أستاذة العمل الاجتماعي في الجامعة العبرية، العديد من المقالات حول استخدام السائل المنوي أو بويضات المتوفين. وتقول لانداو "من اللطيف دائما أن نرى طفلا يولد"، لكن "هذا الطفل أيضا سينمو ويكبر ويجب أن نفكر في ما سيحدث لهوية هذا الشخص الجديد". وتشير لانداو إلى أنه يمكن أن يكون من السهل نسبيا أن ترغب في طفل مع العلم أنك لن تضطر إلى الاضطلاع بمسؤولية الوالدين.

وتصر روزنبلوم /54 عاما/ على أنها تحاول فقط المساعدة. "أفعل كل ما بوسعي كي لا يكون الشخص وحيدا". وتابعت روزنبلوم "طوال حياتي كنت أعرف أنه يكاد يكون من المستحيل إيقاف إرث شخصا ما. يمكنك إيقاف حياتهم، ولكنه لا يمكنك إيقاف إرثهم".

(الصور أعلاه رمزية وليست للطفلة آر)

ش.ع/ع.ج.م ( د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW