إسطنبول تلغي حفل ماسياس بعد احتجاجات على دعمه لإسرائيل
ندى فاروق رويترز، أ ف ب
٤ سبتمبر ٢٠٢٥
كان من المقرر أن يقيم الفنان الفرنسي من أصل جزائري إنريكو ماسياس حفلا في إسطنبول، لكن بعد احتجاجات على خلفية مواقفه السياسية ألغي الحفل. ماسياس، 86 عامًا، أكد أن طالما دعا بصدق للسلام والتعايش بين اليهود والمسلمين.
قال إنريكو ماسياس: إذا حدث عنف من الجانب الإسرائيلي فهو بسبب حماس، وليس لدي أي شيء ضد الفلسطينيين.صورة من: Thomas Samson/AFP
إعلان
ألغت السلطات التركية حفلًا غنائيًا للمغني الفرنسي من أصل جزائري، إنريكو ماسياس، الذي يعتنق الديانة اليهودية، بعد دعوات للاحتجاج على موقفه الداعم لإسرائيل.
وقال مكتب حاكم إسطنبول في بيان يوم الأربعاء (الثالث من سبتمبر/ أيلول) إنه تقرر إلغاء الحفل المقرر مساء الجمعة في المدينة "بعد دعوات مكثفة للاحتجاج"، مؤكدًا أن هذه الاحتجاجات قد تضع المتظاهرين "في وضع غير منصف قانونيًا وتتسبب في مظالم".
كما أعلن الحاكم حظر أي احتجاجات حول مكان الحفل في منطقة شيشلي بإسطنبول.
وتنتقد تركيا، العضو فيحلف شمال الأطلسي ، إسرائيل بشدة بسبب أفعالها في غزة، وتتهمها بارتكاب إبادة جماعية، في حين تنفي إسرائيل ذلك.
لماذا إلغاء حفلات موسيقية لمغنيات في أضنة بتركيا؟
04:58
This browser does not support the video element.
"أول يهودي نجح في جمع اليهود والمسلمين"
من جانبه، أعرب ماسياس، البالغ من العمر 86 عامًا، لوكالة فرانس برس عن حزنه الشديد لعدم تمكنه من لقاء جمهوره في إسطنبول وإزمير، قائلاً: "منذ أكثر من ستين عامًا، نلت شرف الغناء في هاتين المدينتين اللتين أحبهما بشكل خاص بسبب جمهورهما الاستثنائي. لطالما شاركت جمهوري قيم السلام والأخوة ، وأنا حزين لأنني لم أتمكن من رؤيتهم".
وفي مقابلة مع قناة "ليجند" الفرنسية على يوتيوب في أغسطس/ آب، قال ماسياس، الذي دافع سابقًا عن العمليات الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إنه "كان يغني دائمًا من أجل السلام بين اليهود والمسلمين"، مؤكّدًا: "أنا أول يهودي نجح في جمع اليهود والمسلمين".
وأضاف: "مشكلتي أنني لا أستطيع تحمل عنف الإرهابيين، وإذا حدث عنف من الجانب الإسرائيلي فهو بسبب حماس، وليس لدي أي شيء ضد الفلسطينيين".
ماسياس ساهم في نشر الموسيقى الأندلسية
ولد ماسياس عام 1938 لعائلة يهودية عربية في قسنطينة، ولم يعد إلىالجزائر منذ مغادرته عام 1961 بسبب الانتقادات الموجهة له على خلفية دعمه لإسرائيل. وفي تصريح له عام 2013، قال: "ما زلت متفائلًا، وإذا شاء القدر أن أعود إلى الجزائر فلن أرفض".
وعلى مدى أكثر من ستين عامًا ومن خلال نحو 150 أغنية، ساهم إنريكو ماسياس في نشر الموسيقى العربية الأندلسية. وتُعدّ أغانيه الناجحة، مثل "أطفال جميع البلدان" و"رجال الشمال"، جزءًا من التراث الموسيقي الناطق بالفرنسية، وقد جابت هذه الأغاني العديد من البلدان.
تركيا والعالم العربي.. علاقات تتأرجح بين الصداقة والعداوة
تشترك تركيا مع الدول العربية في موضوع الدين الإسلامي، فضلاً عن القرب الجغرافي، وتقارب الرؤى في ملف النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن علاقات تركيا مع العرب ليست وردية تماماً، خاصة في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الإمارات - التوتر الكبير
تمثل الطريقة التي رد بها أردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي.
صورة من: picture alliance/Photoshot
السعودية - تنافس صامت تروّضه المصالح
يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. إلّا أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/K. Ozer
قطر- الحليف الموثوق في الخليج
أظهر وقوف أردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. أردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/Dha
الجزائر- الغاز يذيب الخلافات
تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات ديبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Images/Pool Presidential Press Service/K. Ozer
المغرب - علاقة هادئة دون تشنج
ظن متتبعون أن قرار المغرب برفع رسوم الاستيراد على سلع الملابس التركية سيؤثر سلبا على علاقة الجانبين المرتبطين باتفاقية للتبادل الحر، إلّا أن ذلك لم يحصل، فالاستثمار التركي لا يزال يتدفق على المغرب. حافظ أردوغان على علاقة مثمرة مع الرباط، خاصة مع اتخاذ هذه الأخيرة إجراءات ضد مدارس فتح الله غولن في ترابها، وهو ما تفاعلت معه أنقرة بمنع ندوة كانت مقرّرة للجماعة المغربية المعارضة، العدل والإحسان.
صورة من: picture alliance/AA
مصر - عداء بسبب الإخوان
العداء واضح بين أنقرة والقاهرة منذ عزل مرسي، إذ لا يزال أردوغان يقول إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، بينما ترّد القاهرة أن أردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان". تنطلق أسباب العداء من رفض أردوغان للتدخل العسكري في الشأن السياسي، خاصة مع تاريخ بلاده مع الانقلابات العسكرية، فضلاً عن التقارب الإيديولوجي بين إسلاميي تركيا وإسلاميي مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa
العراق- مد وجزر
توترت علاقتهما عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، ووصل التوتر حدّ استدعاء السفيرين. لكن البلدين يدركان أن ما يجمعهما أكبر، خاصة تخوفهما من تنامي النفوذ الكردي، ورغبتهما تحقيق شراكة فعلية تستفيد من الحدود المشتركة بينهما. لذلك وقع تقارب جديد مؤخرا، من شأنه استمرار وصول السلع التركية إلى العراق، وتقوية التعاون المائي، واستمرار تصدير النفط العراقي إلى تركيا.