تعهدت أسر النشطاء السياسيين بمواصلة الاحتجاج الاسبوعي بعد أن منعت شرطة مكافحة الشغب التركية اعتصاما في إسطنبول لمجموعة "أمهات السبت" المهتمة بالأقارب الذين اختفوا قسرا خلال ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.
إعلان
في تحدٍ لحظر تمارسه شرطة مكافحة الشغب التركية ضد اعتصام ما يعرف بمجموعة "أمهات السبت"، تعهدت أسر النشطاء السياسيين المختفين اليوم (السبت الأول من أيلول/ سبتمبر 2018) بمواصلة تقليدها الذي يرجع لعقود ماضية رغم حظر حكومي وإجراءات صارمة من جانب الشرطة الأسبوع الماضي، وتفريقهم بالقوة للاعتصام هذا اليوم.
وطوقت الشرطة المنطقة بالعديد من المدرعات المزودة بمدافع مياه، واعترضت مسار المسيرة في وسط إسطنبول على بعد أمتار قليلة من نقطة التجمع المعتزمة وهي ميدان "غلطة سراي". وتتجمع المجموعة كل سبت منذ أيار/مايو 1995 في وقفات احتجاجية بحي بايوغلو بوسط إسطنبول. واعتصام هذا الأسبوع هو الاعتصام رقم701. واحتجزت الشرطة الأسبوع الماضي أكثر من عشرين شخصا واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق العشرات من المشاركين الآخرين.
وذكرت صحيفة جمهوريت أنه بعد منع الدخول إلى ساحة غلطة سراي أدلت المجموعة ببيان أمام الصحافة ثم غادرت المنطقة. ونقلت جمهوريت البيان الذي جاء فيه: "نحن موجودون في غلطة سراي لأن المجرمين لم يتم معاقبتهم بعد، رغم أن هوياتهم معروفة (للسلطات)". وشارك أيضا في المسيرة نواب برلمانيون من حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري" و"حزب الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد.
وقال النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي، ساروهان أولوتش، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "هذا عار. لا يوجد تفسير منطقي لحظر وقفة احتجاجية سلمية يتم تنظيمها منذ 23 عاما".
وقال الخبير التركي من منظمة العفو الدولية أندرو غاردنر اليوم السبت، في تغريدة مرفقة معها صورة لضباط الشرطة: "هذا الصورة تقول كل شيء. هذه تركيا بعد شهر من رفع حالة الطوارئ في اليوم العالمي للمختفين!".
وفي تموز/ يوليو المنصرم أنهت تركيا حالة طوارئ بعد فرضها لنحو عامين، كانت قد أعلنتها بعد انقلاب تموز/يوليو 2016 الفاشل. وجلبت حالة الطوارئ معها حملة إجراءات صارمة بحق منتقدي الحكومة والإعلام المعارض وكبح حرية التعبير والتجمع.
كما جرى منع وقفة احتجاجية مماثلة في ولاية ديار بكر بجنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية، اليوم السبت. وقالت مديرة مكتب هيومان رايتس ووتش بتركيا، إيما سينكلير- ويب في تغريدة: "جرى منع وقفة أمهات السبت في ديار بكر وكذلك وقفة إسطنبول،
ويأتي هذا الأمر بموجب القانون الجديد الذي حل محل حالة الطوارئ بجعلها عادية، ومنح المحافظين سلطة كبيرة لتقييد الحركة ومنع الاحتجاج".
وأتهم وزير الداخلية سليمان صويلو الأسبوع الجاري حزب العمال الكردستاني المحظور باستغلال المجموعة لتحقيق مصالحه. وقال حزب العدالة والتنمية الحاكم بشكل منفصل يوم الأربعاء أنه لن يتم السماح بإجراء الاعتصام. وأصدر رئيس حي بايوغلو بيانا اليوم مستشهدا بعدم وجود تصريح رسمي وكذلك الصلات الإرهابية المزعومة للمنظمين في تبرير الحظر، وهى نفس المبررات التي جرى استخدامها لفرض حظر الأسبوع الماضي. وقالت المجموعة إنها لن تتوقف عن مطلبها بأن تأخذ العدالة مجراها، لمعرفة حقيقة ما حدث لكل شخص ممن اختفوا. كما طلبت لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي التقى أعضاء من المجموعة في عام 2011 عندما كان رئيسا للوزراء.
ونقل موقع "شبيغل أون لاين" واسع الانتشار في مقال عنونه"الأمهات اعداء الدولة" اليوم السبت عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قوله "لا تسامح مع سياسة التعذيب" ضمن اشارتها إلى أنّ منظمات حقوق الانسان قد كشفت عن وقائع تعذيب جرت في السجون التركية العام الماضي لتسجل سابقة للمرة الأولى خلال سنين، كما كشفت تلك المنظمات حسب المجلة الالمانية- عن اختفاء اشخاص كانوا معتقلين لدى الشرطة.
م.م/ ع.ج.م (د ب أ)
تحالف الإكراه.. أبرز محطات الخلاف بين ألمانيا وتركيا
تحاول تركيا حاليا تحسين علاقاتها مع ألمانيا، خاصة بعد تأزم الوضع الاقتصادي وتفاقم الخلاف مع الولايات المتحدة. لكن تركيا كانت غالبا هي السباقة لتعكير صفو العلاقات مع حليفها التاريخي ألمانيا، وهذه أبرز محطات الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
عودة المياه إلى مجاريها؟
رغم المساعي التركية الأخيرة لتحسين علاقاتها مع ألمانيا قبيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى برلين في شهر أيلول/سبتمبر 2018. إلا أن تركيا كانت غالبا هي السباقة إلى تأجيج العلاقات مع حليفها التاريخي ألمانيا. لقاء قديم يعود لعام 2011 جمع أردوغان بالمستشارة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
حبس صحفيين ونشطاء ألمان
رفعت محكمة تركية الاثنين (20 أب/أغسطس 2018) حظر السفر المفروض على الصحفية الألمانية ميسالي تولو التي اعتقلت العام الماضي بتهم تتعلق بالإرهاب. وتسببت قضية تولو، بالإضافة إلى قضية الصحفي دينيز يوجيل الذي ظل محتجزا عاما كاملا، وقضية الحقوقي بيتر شتويتنر الذي احتجز لثلاثة أشهر، إلى توتر شديد في علاقات أنقرة مع برلين. ومنذ الإفراج عن يوجيل في فبراير الماضي بدأت حدة التوتر في العلاقات تتراجع نسبيا.
صورة من: picture-alliance/dap/Zentralbild/K. Schindler/privat/TurkeyRelease Germany
اتفاقية اللاجئين مع تركيا
توصلت بروكسل وأنقرة إلى اتفاق في آذار/مارس 2016، يسمح بإعادة اللاجئين إلى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء السوريون الذين وصلوا إلى اليونان. وذلك بعد تدفق أكثر من مليون لاجئ ومهاجر عبر تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي في عامي 2015 و2016. ووافقت أوروبا على تمويل صندوق مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو مخصص لأكثر من مليونين ونصف مليون لاجئ موجودين في تركيا، في مقابل وعد أنقرة بالحد من تدفقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
الاعتراف بإبادة الأرمن
ازداد تدهور العلاقات بين ألمانيا وتركيا إثر قيام البرلمان الألماني "بوندستاغ" في حزيران/يونيو 2016، بالاعتراف بتعرض الأرمن للإبادة خلال حكم السلطنة العثمانية مطلع القرن الماضي. وكذلك بعد إدانة ألمانيا المستمرة لعمليات القمع في تركيا التي أعقبت الانقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان صيف عام 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
انتقادات تركية للغرب
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغرب في أكثر من مرة متهما إياه بعدم إظهار التضامن مع أنقرة بعد محاولة الانقلاب الفاشل. وقال إن الدول التي تخشى على مصير مدبري الانقلاب بدلا من القلق على ديمقراطية تركيا لا يمكن أن تكون صديقة.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
منح اللجوء لمعارضين تتهمهم تركيا بدعم الانقلاب
ما زاد من تدهور العلاقات المتوترة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي هو منح ألمانيا حق اللجوء لجنود أتراك سابقين ومن ضمنهم قيادات عسكرية، تتهمهم الحكومة في أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في شهر تموز/ يوليو 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
رفض تجميد أصول مقربين من غولن في ألمانيا
رفضت ألمانيا طلباً رسمياً من تركيا بتجميد أصول أعضاء من شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل. وأبلغت برلين أنقرة أنه ليس هناك أساس قانوني كي يقيد مكتب الإشراف المالي الاتحادي حركة غولن وأنصاره.
صورة من: picture alliance/dpa/M.Smith
مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي
رُشحت تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، وبدأت المفاوضات بين الجانبين حول هذا الشأن عام 2005. لكن المفاوضات تجمدت خريف عام 2016. وتعترض أغلب الأحزاب السياسية الألمانية في الوقت الحاضر على انضمام تركيا للاتحاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
الترويج للتعديلات الدستورية على الأرض الألمانية
رفضت ألمانيا ترويج ساسة أتراك في أراضيها للتعديلات الدستورية التي أقرت عام 2017. واتهم أردوغان المستشارة ميركل آنذاك باللجوء إلى ممارسات "نازية" لمساندتها هولندا في النزاع الذي نشب بينها وبين تركيا لنفس المسالة، مما أثار استنكار ألمانيا وحمل الرئيس الألماني شتاينماير على مطالبته بالتوقف عن هذه "المقارنات المشينة".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Steinberg
التجسس في ألمانيا على معارضي أردوغان
أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية سحبها أئمة من ألمانيا، وذلك بعدما أعلنت هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية) في كانون الثاني/يناير 2017، أنها تحقق في اتهامات بالتجسس ضد اتحاد "ديتيب" الإسلامي التركي في ألمانيا. وتتهم الهيئة أئمة المساجد التابعة لـ "ديتيب" بتقديم معلومات عن معارضين للرئيس أردوغان للقنصليات التركية.
صورة من: DW/O. Pieper
الجنود الألمان يغادرون قاعدة أنجرليك التركية
رفضت أنقرة زيارة وفد من لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني لجنود الجيش الألماني المتمركزين في قاعدة أنجرليك التابعة لحلف الناتو. وقررت ألمانيا إثر ذلك في حزيران/يونيو 2017 سحب قواتها الـ 260 الذين كانوا للمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق، بنقل هذه القوات إلى الأردن. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تشبيه ميركل بهتلر وهجوم الصحافة التركية على ألمانيا
نشرت صحيفة تركية موالية للحكومة في أيلول/سبتمبر 2017، صورة للمستشارة ميركل، على صفحتها الأولى، تظهرها بشارب هتلر الشهير، ويبدو فوق رأسها الصليب المعقوف رمز النازية. وجاء التصعيد الإعلامي هذا قبيل الانتخابات التشريعية الألمانية عام 2017 وبعد المناظرة التلفزيونية بين المستشارة ميركل ومنافسها الاشتراكي شولتس، حيث دعا كلاهما إلى إنهاء المفاوضات بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Say
قمة جبل جليد الخلافات
شددت الخارجية الألمانية في تموز/يوليو 2017، من تحذيرات السفر إلى تركيا التي تعد مقصدا سياحيا للألمان، وذلك عقب تصاعد حدة الخلاف بين ألمانيا وتركيا وإعلان برلين عن "توجه جديد" في سياستها تجاه أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
إيقاف تصدير الأسلحة
تصدير الأسلحة إلى تركيا يمثل إشكالية أيضا، وأوقفت الحكومة الألمانية صادرات الأسلحة لها بالكامل تقريبا خلال الأشهر الأولى من توليها المهام رسميا مطلع هذا العام. جاء ذلك بعد تزايد الانتقادات ضد تصدير أسلحة إلى تركيا إثر توغل قواتها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية. وكان من بين الأسلحة التي استخدمتها تركيا دبابات ألمانية من طراز "ليوبارد".
صورة من: Reuters
قضية مسعود أوزيل واستغلالها إعلاميا
أعلن مسعود أوزيل اعتزاله اللعب دوليا مع منتخب ألمانيا على خلفية الانتقادات الحادة التي وجهت إليه بسبب التقاطه صورا مع أردوغان، قبيل نهائيات كأس العالم في روسيا. واتهم أوزيل الاتحاد الألماني بالعنصرية مشددا على أنه لم تكن لديه أي "أغراض سياسية" عندما التقط الصورة مع أردوغان. فيما انتقد أردوغان المعاملة التي لاقاها أوزيل التي وصفها بـ"غير المقبولة".
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
"ضمانات هيرمس"
رغم الأزمة التي مرت بها العلاقات الألمانية - التركية، ارتفعت الضمانات الألمانية لائتمان الصادرات إلى تركيا، والتي تعرف باسم "ضمانات هيرمس"، بصورة ملحوظة في عام 2017 ووصلت إلى نحو 1.5 مليار يورو. وكانت الحكومة الألمانية قد وضعت حدا أقصى للضمانات في أيلول/ سبتمبر 2017، بلغ هذا المبلغ. ورفعت ألمانيا هذا التحديد في شهر تموز/يوليو الماضي. وتعتبر ألمانيا أهم شريك تجاري لتركيا على مستوى العالم.
صورة من: picture-alliance/Hermes Images/AGF/Bildagentur-online