إشادة بقرار برلين إنهاء المشاركة بمهمة باتريوت في تركيا
١٦ أغسطس ٢٠١٥
تسحب ألمانيا بطاريتي صواريخ باتريوت وجنودها من جنوب تركيا بداية العام المقبل بعد إعادة تقييم للتهديدات ضد تركيا نتيجة الصراع في سوريا. وقد لقي هذا القرار الإشادة من أعضاء في البرلمان من الائتلاف الحاكم والمعارضة.
إعلان
يرى وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن إنهاء مشاركة الجيش الألماني في مهمة منظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت" في جنوب تركيا لا يمثل إنهاء لدعم ألمانيا لتركيا. وقال في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (16 آب/ أغسطس) "إن ألمانيا سوف تظل ملتزمة تجاه أمن تركيا". وأشار إلى أن هذا الالتزام يشمل جهد الحكومة الألمانية في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية وكذلك في تحقيق الاستقرار للشرق الأوسط والأدنى من خلال مهمة التدريب التي يقوم بها الجيش الألماني في شمال العراق.
أما هانز-بيتر بارتلس، مفوض الدفاع بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" فقد أشاد بإنهاء مشاركة الجيش الألماني في مهمة منظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت" في جنوب تركيا. وقال بارتلس في تصريحات لنفس الصحيفة "إذا لم يعد هناك أساس لمهمة الجيش الألماني في تركيا، يكون من الصائب إنهاؤها. إن عمل جنودنا هناك ليس هدفا في حد ذاته".
ويتمثل السبب الرسمي لإنهاء المهمة في تراجع التهديد الذي تتعرض له تركيا – عضو الناتو - من خطر هجمات صاروخية من جانب الجيش السوري. لكن القرار يأتي بعد انتقادات من مسؤولين ألمان لحملة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان العسكرية ضد الأكراد وإعلانه الشهر الماضي أن عملية السلام التي بدأها مع حزب العمال الكردستاني في عام 2012 بلغت نهايتها فعليا.
فقد أشار خبير شؤون الدفاع في الحزب الاشتراكي المشارك في الائتلاف الحاكم، إلى أن أحد أسباب القرار الألماني هو موقف تركيا من حزب العمال الكردستاني، وقال "ليس لدي الانطباع أن تركيا ليست ملتزمة بشكل تام بإستراتيجية الناتو في محاربة تنظيم داعش".
كذلك أثنى حزبا الخضر واليسار المعارضين على قرار الحكومة إنهاء مشاركة الجيش الألماني في مهمة باتريوت بتركيا، حيث قالت كلاوديا روت القيادية في حزب الخضر ونائبة رئيس البوندستاغ "هذه خطوة صحيحة وضرورية تجاه شريك الناتو أدروغان (الرئيس التركي) الذي يخرج أكثر وأكثر من تحت السيطرة" في إشارة منها إلى موقفه من حزب العمال الكردستاني. أما سفيم داغدالين، العضو في كتلة حزب اليسار المعارض، فطالبت علاوة على إنهاء مهمة باتريوت بـ "وقف فوري لتصدير الأسلحة إلى تركيا".
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلاين أن برلين ستسمح بانتهاء مهمة الصواريخ باتريوت الخاصة بها ومدتها ثلاثة أعوام في يناير/ كانون الثاني بدلا من السعي للحصول على موافقة برلمانية لتمديدها. غير أنها قالت في بيان على موقع وزارة الدفاع على الانترنت "شهد التهديد في هذه الحرب التي تمزق المنطقة تحولا... ينبع الآن من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. ومن ثم سنظل منخرطين في المنطقة في جهد متواصل لإرساء الاستقرار بها."
ونشرت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وهولندا صواريخ باتريوت في أوائل عام 2013 بعد أن طلبت تركيا من حلفائها في حلف شمال الأطلسي المساعدة في حماية أراضيها وسط تصاعد الصراع السوري. وأنهت هولندا مهمتها في وقت سابق من العام الحالي وحلت محلها اسبانيا.