إشارات ترحيب من واشنطن والناتو بالمقترح الألماني بشأن سوريا
٢٣ أكتوبر ٢٠١٩
لقي اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية بشأن مهمة دولية لإحلال الاستقرار في شمال سوريا قبولاً من جانب الولايات المتحدة ورئيس حلف الناتو، لكن من غير المرجح أن تشارك واشنطن بقوات في هذه المهمة، تاركة المسألة برمتها للأوروبيين.
إعلان
حددت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور ملامح مقترحها بشأن مهمة دولية لإحلال الاستقرار في شمال سوريا أمام لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
وقالت الوزيرة، حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية من مصادر مشاركة في الجلسة اليوم الأربعاء (23 أكتوبر/تشرين الأول)، إنه يتعين أن تكون هذه المهمة بتفويض من الأمم المتحدة، وأن تكون قواتها تحت قيادة الأمم المتحدة أيضاً.
وذكرت الوزيرة أن المهمة ستكون من جنود الخوذ الزرقاء على غرار مهمة مالي، مشيرة إلى أنه سيكون هناك حاجة إلى قدرات عسكرية واسعة النطاق، وقوات قتالية أيضاً، إلا أنها لم تذكر مدى الحجم المطلوب لهذه القوات وإلى أي مدى قد تشارك القوات الألمانية فيها.
وأضافت الوزيرة أن المهام الخاصة بالمهمة يجب أن تكون الفصل بين أطراف النزاع، ومراقبة وقف إطلاق النار، ورصد الوضع هناك، مشيرة إلى أن المنطقة الأمنية يمكن تقسيمها إلى قطاعات تتولى ألمانيا مسؤولية أحدها.
ترحيب أمريكي "حذر"
من جانبها، رحبت السفيرة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كاي بيلي هتشيسون بالمبادرة الألمانية، ووصفتها " بالإيجابية" محذرة من حدوث تعقيدات.
وقالت هتشيسون إن المبادرة التي طرحتها وزيرة الدفاع الألمانيةالتي تنص على "تشكيل مجموعة أوروبية تكون ضمن قوة حفظ سلام دولية تعد أمراً إيجابياً بالتأكيد" مشيرة إلى احتمالية مشاركة فرنسا وبريطانيا .
وأشارت هتشيسون إلى أن الوضع معقد في المنطقة بين الحدود التركية وبقية سوريا، "حيث تتواجد قوات سورية وروسية وبالطبع الأكراد الذين يعيشون هناك".
وأوضحت هتشيسون، في مؤتمر صحفي، أنه من غير المرجح أن تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في مثل هذه المهمة، وأنه يجب على الحلفاء الأوروبيين تحمل المسؤولية.
وكانت المبعوثة تتحدث قبل اجتماع يعقده وزراء دفاع دول الحلف غدا الخميس، ودعت إلى تحقيق في احتمال ارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم التركي في شمال سوريا، كما دعت الدول الأوروبية إلى استعادة رعاياها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
الناتو: لابد من إشراك الفاعلين على الأرض
بدوره، صرح أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغأنه تواصل مع وزيرة الدفاع الألمانية كرامب-كارنباور بشأن مقترحها لإنشاء منطقة آمنة بحماية دولية في شمال سوريا، إلا أنه شدد على أن الحل يتعين أن يشمل الأطراف الفاعلة "على الأرض".
وقال ستولتنبرغ في بروكسل :"أرحب بأن يقدم حلفاء الناتو مقترحات بشأن كيفية المضي قدما، وكيفية التوصل إلى حل سياسي. وبالطبع فإن الحل السياسي يتعين أن يشمل جميع الأطراف الفاعلة على الأرض".
وأضاف:"لا يمكن أن يكون لديك حل سياسي يتضمن فقط بعض اللاعبين. أي حل سياسي يمكن أن تكون له أشكال وصيغ مختلفة، إلا أنه ينبغي أن يشمل اللاعبين الموجودين على الأرض"، وتابع: "سيتم تناول هذا الأمر، وبحثه خلال اجتماعنا، وأتوقع من كرامب-كارنباورأن تتشارك أفكارها مع الحلفاء الآخرين".
ع.ح./ ع.ج.م. (د ب ا، رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ