أفاد علماء يعملون في تلسكوب لاسلكي عملاق شرقي أستراليا برصدهم لإشارات غريبة قد يكون مصدرها مجرات بعيدة. إلا أن هذه الإشارات جاءت من جهاز ميكروويف بداخل مطبخ المرصد. وكانت مجموعة العلماء بمرصد التلسكوب اللاسلكي ببلدة باركيز الأسترالية تدرس طبيعة "نبضات لاسلكية سريعة" تستغرق جزءا من الألف من الثانية وتنبعث منذ مليارات السنوات الضوئية. ومع ذلك اختلطت هذه النبضات الفضائية مع إشارات يطلق عليها اسم "بريتونز" ومصدرها كوكب الأرض.

وقال جون ساركيسيان، عالم الأبحاث في مرصد باركيز اللاسلكي، إن "هذه الإشارات يكتنفها الغموض، ونحن لم نستطع أن نكتشف المكان الذي جاءت منه". وأضاف: "من المفترض أن النبضات اللاسلكية السريعة تأتي من النجوم النيترونية أو الشهب المتصادمة التي تطلق حزمات من الطاقة لها مواصفات خاصة.وهذه النبضات متماثلة للغاية، ومع ذلك فهي مختلفة بما فيه الكفاية لكي تظهر أنها تأتي من مصدر محلي".

واستخدمت إميلي بيتروف وهي طالبة تقوم بإعداد رسالة دكتوراة بجامعة سوينبورن للتكنولوجيا بمدينة ملبورن الأسترالية جهازا جديدا متطورا لرصد الإشارات اللاسلكية، وقامت بتتبع مصدر الإشارات الأرضية إلى مكان داخل مبنى المرصد. وقال ساركاسيان :"كان أمرا محبطا، حيث أننا لدينا غرف خاصة لوضع معداتنا الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر". غير أن الباحثة بيتروف ضيقت نطاق البحث عن مصدر الإشارات إلى أن توصلت إلى مكان كان الأقل احتمالا، وهو غرفة تناول الشاي وبشكل خاص جهاز الميكروويف.

واكتشف العلماء بالمرصد أنه عندما يفتح أحد باب جهاز الميكروويف قبل أن يكمل الجهاز دورته تنبعث منه إشارة لاسلكية سريعة للغاية تعمل على إغلاقه، وهي تماثل تماما الإشارة القادمة من المجرة. ودفع هذا الموقف العلماء إلى كتابة مقال بحثي حول هذا الموضوع جاء فيه إن "انبعاث النبضات اللاسلكية من فرن الميكروويف أثناء عملية إغلاق الجهاز توضح تماما كل الصفات التي تمت ملاحظتها حول الإشارات الأرضية". وأضاف ساركسيان: "إننا نشعر بالدهشة من أن كثيرا من الأشخاص حتى العلماء كانوا يفتحون باب الميكروويف بدون فصل التيار الكهربائي عنه أولا". وأكد أنه تم حظر استخدام أجهزة الميكروويف في مطبخ المرصد بعد ذلك.

هـ.إ./ف.ي (د.ب.أ)