يدور جدل في الدوائر العلمية بعد أن التقط تلسكوب روسي يعمل بموجات الراديو إشارة من الفضاء، ما أحيى آمال البعض بإمكانية وجود كائنات فضائية ذكية تحاول القيام بما نحاول القيام به، ألا وهو استكشاف الفضاء.
إعلان
قام علماء الفلك في المرصد الروسي "راتان 600"، الذي يعمل بموجات الراديو، بتسجيل "إشارة قوية قادمة من اتجاه الجرم السماوي إتش دي 164595"، وذلك بحسب ما ذكر موقع "سيكر" المهتم بالعلوم نقلاً عن المدوّن بول غيلستر، الذي حصل على وثائق يتم تداولها وراء الكواليس بخصوص هذه الإشارة.
ورغم أن البحث المتعلق بالإشارة لم يُنشر بعد، إلا أن الإشارة ستتم مناقشتها ضمن اجتماع لجنة "SETI" (البحث عن كائنات فضائية ذكية) على هامش المؤتمر الفلكي الدولي السابع والستين في المكسيك خلال شهر سبتمبر/ أيلول.
وتبدو الإشارة محل النقاش كدفقة مفاجئة من موجات الراديو على تردد 11 غيغاهيرتز تم رصدها في المرصد في الخامس من مايو/ أيار العام الماضي، ومصدرها الجرم السماوي "HD164595"، والواقع على بعد 95 سنة ضوئية ومعروف باحتوائه على كوكب واحد "يشبه كوكب زحل" وتبلغ كتلته نحو 4 في المائة من كتلة المشتري، ويدور حول شمسه خلال 40 يوماً فقط.
ورغم أن هذا الكوكب لا يصلح على الإطلاق للحياة البشرية كما نعرفها، إلا أنه قد تكون هناك كواكب أخرى غير مكتشفة تدور حول ذلك الجرم السماوي.
أما الأمر المثير للاهتمام فهو أن الجرم "HD164595" يشبه شمسنا بشكل كبير وإن كان أقدم منها بقليل، إذ يبلغ عمره نحو 6.3 مليار سنة، ويبلغ حجمه 99 في المائة من حجم الشمس، بالإضافة إلى احتوائه على نفس المكونات تقريباً وبنفس التركيب الكيميائي، وهذا مفيد لأن البحث عن كواكب مأهولة يبدأ بالبحث عن نجم يشبه في تكوينه وحجمه شمسنا.
وطبقاً لموقع "سيكر" فإن عالم الفلك نيك سونتزيف من جامعة إيه آند إم في تكساس الأمريكية، فإن الإشارة التي تم استقبالها من ذلك الجرم "غريبة" ومن الصعب تفسيرها بالظواهر الطبيعية.
وأضاف سونتزيف: "إذا ما كان ذلك المصدر الفلكي موثوقاً، فإن ذلك سيكون غريباً"، وتابع بالقول إن الإشارة قد يكون مصدرها كوكبنا، وأن تردد 11 غيغاهيرتز قد يعني أنها صادرة من منشأة عسكرية. لكن لا توجد أي برامج تستخدم هذا التردد بالذات.
بالإضافة إلى ذلك، يوضح المدوّن غيلستر أنه كي تكون هذه الإشارة من كائنات فضائية ذكية، يجب أن تكون الحضارة التي يفترض أن تنتمي لها تلك الكائنات من الطراز الثاني لحضارة كارداشيف، وهو المقياس الذي يقيس التطور التكنولوجي للحضارات.
أولى صور كواكب المجموعة الشمسية
تستكشف مسابير الفضاء منذ ستينيات القرن الماضي المجموعة الشمسية وترسل للأرض صوراً ومعلومات كانت خفية على العلماء. في هذه السلسلة نطلعكم على أول صور تلتقط لكواكب المجموعة الشمسية.
صورة من: Reuters/NASA/APL/SwRI/Handout
المجموعة الشمسية
تتكون المجموعة الشمسية من ثمانية أو تسعة كواكب، وذلك بسبب أن بعض العلماء فقط يعدون بلوتو كوكباً، في حين كان اتحاد الفلكيين العالمي قد سحب اعترافه ببلوتو كوكب في سنة 2006. وتمكن العلماء من الحصول على أول صور مقربة من الكوكب القزم "بلوتو" سنة 2015، بينما كانت الصور الأولى الملتقطة لبلوتو قديمة جداً وتعود لعام 1960.
عطارد
أما كوكب عطارد فكان المسبار "مارينر 10" أول من زاره، وذلك في سنة 1973. وأرسل المسبار هذه الصورة في سنة 1974. وعطارد هو الكوكب الأقرب إلى الشمس في المجموعة الشمسية وتتراوح المسافة بينه وبين الشمس بين 46 مليون و70 مليون كيلومتر، وذلك لأن المسار الذي يتخذه الكوكب للدوران حول الشمس غير متساو دائماً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa
الزهرة
الزهرة ثاني كواكب المجموعة الشمسية قرباً للشمس. المسبار "مارينر 10" قام بإرسال هذه الصورة سنة 1974 أيضاً، وقامت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) بزيادة عمق الألوان في الصورة لإظهار السحب التي تغطي الغلاف الجوي للكوكب، والتي تتكون من غاز ثاني أكسيد الكربون. وتعرض المسبار لعدة مشاكل تقنية في طريقه لاستكشاف الزهرة خسر بسببها الكثير من الطاقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa
الأرض
الأرض هو الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية من ناحية المسافة إلى الشمس. كانت أولى الصور الكاملة من الفضاء لكوكبنا قد صُورت من قبل المسبار "لونار أوربيتر 1" في الأول من آب/ أغسطس 1966، وذلك قبل ثلاثة أعوام من نزول أول شخص على القمر. واستفادت رحلة "أبولو" إلى القمر من مجموعة الصور التي التقطها المسبار "لونار أوربيتر 1".
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa/Loirp
المريخ
كانت هذه الصورة للمريخ هي أول صورة يلتقطها مسبار فضائي لكوكب على الإطلاق. وقام المسبار "مارينر 4" بالتقاط الصورة في 15 تموز/ يوليو 1965. فاجأت الصورة العلماء الذين كانوا يتوقعون وجود بحار ووديان وجبال في كوكب المريخ. ودلت الصورة على وجود فوهات على سطح الكوكب شبيهة بالفوهات الموجودة على القمر.
صورة من: picture-alliance/dpa
المشتري
قام المسبار "بيونير 10" بإرسال أول صورة للكوكب العملاق المشتري التقطها من مسافة تصل إلى 130 ألف كيلومتر من الكوكب، وذلك في سنة 1973. فيما اقتربت مركبة "جونو" التابعة لناسا لمسافة 5000 كليومتراً فقط من الكوكب في تموز/ يوليو 2016. يبلغ قطر الكوكب نحو 143 ألف كيلومتر وهو أكبر الكواكب في المجموعة الشمسية وتبلغ كتلته حوالي مرتين ونصف أكبر من كتلة مجموع كواكب المجموعة الشمسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
زحل
زحل هو الكوكب السادس من حيث البعد عن الشمس وثاني أكبر الكواكب بعد المشتري. قام المسبار "بيونير 11" بإرسال هذه الصورة في سنة 1979. يظهر في أعلى يسار الصورة القمر "تيتان"، وهو أحد أقمار زحل. وكاد المسبار أن يصطدم بقمرين من أقمار زحل أثناء الرحلة.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
أورانوس
هذه هي أولى الصور الملتقطة لكوكب أورانوس. يمكن التعرف على حلقات الكوكب في الصورة التي أرسلها المسبار "فوياجر 2" سنة 1986. أورانوس هو الكوكب الأبرد في المجموعة الشمسية وتصل درجات الحرارة فيه إلى 221 درجة مئوية تحت الصفر. وتعطلت كاميرا المسبار "بيونير 11" أثناء عبوره كوكب زحل، وترتب على العلماء إصلاح الكاميرا عن بعد من الأرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/Consolidated
نبتون
نجح المسبار "فوياجر 2" أيضاً في التقاط صور نادرة لكوكب نبتون في سنة 1989. تدور حول نبتون عدة حقول من السحب، ويعتبر أبعد الكواكب عن الشمس، إذا اُخذ في الاعتبار أن بلوتو ليس ضمن المجموعة. ويقع نبتون على بعد 4.5 مليار كيلومتر عن الشمس، أي أكثر بـ30 مرة من المسافة بين الأرض والشمس.
صورة من: picture-alliance/dpa
بلوتو
قدمت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في الثالث عشر من تموز/ يوليو 2015 صوراً مقربة من بلوتو. واحتفل العلماء بصور بلوتو على الرغم من عدم اعتباره كوكباً ضمن كواكب المجموعة الشمسية. كما قام المسبار "نيو هورايزنس" بقطع رحلة طولها نحو خمسة مليارات كيلومتر ووصل إلى حافة المجموعة الشمسية لالتقاط هذه الصورة.
صورة من: Reuters/NASA/APL/SwRI/Handout
10 صورة1 | 10
وأخيراً، من بين التفسيرات التي تستبعد احتمال الكائنات الفضائية لتفسير تلك الإشارة هي احتمال كونها ضوضاء أو إشارة خاطئة قفزت بين الأرض وأقمار اصطناعية قريبة، أو إشارة غريبة صادرة عن منشأة عسكرية.
ولكن برغم الجدل، إلا أن المجتمع العلمي الفلكي يتعامل مع هذه الإشارة بجدية بالغة، وينظر إليها على أنها قد تكون دليلاً محتملاً على وجود كائنات ذكية أخرى في هذا الكون غيرنا، والدليل هو قيام مصفوفة تلسكوب آلن التابعة لمعهد البحث عن كائنات فضائية ذكية في كاليفورنيا بتسليط أطباقها اللاقطة الـ42 باتجاه هذا الجرم السماوي، على أمل استقبال إشارة أخرى قد تضع حداً للتكهنات.