شهدت العاصمة روما والعديد من المدن الإيطالية تظاهرات وإضرابات، تلبية لدعوة نقابات للتعبئة تنديدا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتضامنا مع الفلسطينيين. كما أغلق عمال أرصفة موانئ والطرق المؤدية إليها.
قلل وزير النقل الإيطالي ماتيو سالفيني من تأثر الاحتجاجات على حركة النقل مشيدا بمن واصلوا العمل ورفضوا المشاركة في الاحتجاجات التي اتهم نقابات "يسارية متطرفة" بتنظيمهاصورة من: Andrea Merola/ZUMA Press Wire/IMAGO
إعلان
تظاهر عشرات الآلاف اليوم الإثنين (22 أيلول/ سبتمبر 2025)، في عدد من المدن الإيطالية استجابة لدعوة النقابات إلى التعبئة، للتنديد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتضامنا مع الفلسطينيين، في يومٍ شهد أيضا إضرابات وقطع طرق.
في روما، تجمع أكثر من 20 ألف شخص بينهم عدد كبير من طلاب المدارس الثانوية أمام محطة تيرميني، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين "فلسطين حرة!". وعانت خدمات القطارات المحلية المتجهة إلى روما من تأخيرات وإلغاءات بسبب الإضرابات لكن حركة مترو الانفاق سارت بشكل طبيعي. وكانت معظم خطوط المترو في ميلانو، العاصمة المالية لإيطاليا، تعمل أيضا.
وشهدت مدن إيطالية أخرى تظاهرات مماثلة، أبرزها ميلانو (شمال)، حيث أفاد المنظمون بمشاركة نحو 50 ألف شخص، فيما رصد مراسلو فرانس برس متظاهرين وهم يحرقون العلم الأمريكي.
حل الدولتين يحظى بالدعم
02:05
This browser does not support the video element.
وذكر شاهد من رويترز أن شرطة مكافحة الشغب اشتبكت مع متظاهرين قرب محطة القطارات المركزية في ميلانو واستخدمت الغاز المسيل للدموع، بينما ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن المتظاهرين كانوا يحاولون إيقاف حركة المرور على الطريق السريع القريب من مدينة بولونيا.
وفي بولونيا (شمال)، قدرت السلطات عدد المشاركين بأكثر من 10 آلاف شخص. وخرجت تظاهرات كذلك في تورينو (شمال) وفلورنسا (وسط) ونابولي وباري وباليرمو (جنوب).
شارك آلاف من طلاب المدارس الثانوية في احتجاجات العاصمة روما تضامنا مع الفلسطينيينصورة من: Vincenzo Nuzzolese/ZUMA Press Wire/IMAGO
إضراب وتعطيل في الموانئ
وأغلق عمال موانئ مضربون الطرق المؤدية إلى موانئ في إيطاليا اليوم الاثنين. ويقول عمال الموانئ الإيطاليون إنهم يسعون إلى منع استخدام إيطاليا نقطة انطلاق لنقل الأسلحة والإمدادات الأخرى إلى إسرائيل.
وعلى امتداد الساحل في مدينة ليفورنو في توسكانا، أغلق العمال المحتجون مدخل الميناء. كما جرى تنظيم احتجاجات مماثلة في ترييستي، شمال شرق البلاد.
من جانبه قلل وزير النقل ماتيو سالفيني من تأثير الاحتجاجات على شبكة السكك الحديدة وأشاد بمن واصلوا العمل. وقال "إضراب اليوم تسبب فقط في إلغاء عدد محدود من القطارات. لا يمكن للتعبئة السياسية للنقابيين اليساريين المتطرفين أن تضر بملايين العمال".
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م