إطارات السيارات أخطر بألف مرة من انبعاثات عوادم السيارات
٧ مارس ٢٠٢٠
إطارات السيارات تنتج ذرات تلوث مضرة بالبيئة أكثر 1000 مرة من الغازات الناتجة عن عوادم السيارات. هذا ما كشفت عنه سلسلة اختبارات جديدة جرت في بريطانيا لتقرع ناقوس خطر جديد في عالم الحفاظ على البيئة.
إعلان
يبدو أن إطارات السيارات مصدر كبير على كافة الأصعدة لتلوث البيئة، فقد كشفت سلسلة اختبارات جديدة أن الإطارات تنثر في الهواء ما مقداره 5.8 غرامات من الذرات السامة والمضرة في كل كيلومتر تقطعه السيارة، والذرات ناتجة عن التآكل المستمر للإطارات أثناء احتكاكها بأسفلت الشارع.
وحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإنّ هذا الرقم مقارنة برقم 4.5 مليغرامات الناتج عن التلوث بالعوادم، التي تطلقها السيارات، ما يعني أن نسبة الضرر الناجم عن تآكل إطارات السيارات أعلى ب 1000 مرة. وهنا لابد من التذكير أنّ مشكلة التخلص من إطارات السيارات المستهلكة والتالفة بسبب الخزن الطويل تشكل إحدى أكبر تحديات العصر إذ تتراكم عبر العالم جبال من الإطارات الخارجة عن الخدمة ويتطلب التخلص منها مبالغ وجهود كبيرة جداً.
وتذهب كثير من تقديرات المختصين إلى أنّ جبال الإطارات التالفة تضم أكثر من مليار ونصف مليار إطار، وهو رقم مخيف يحير المختصين بحماية البيئة. يشار إلى أن ألمانيا تعد من الدول الرائدة في مجال إعادة تدوير إطارات السيارات، إذ تذيبها وتخلطها بأسفلت تعبيد الطرق، لكنّ كميات الإطارات المستعملة لهذا الغرض ضئيلة مقارنة بالناتج السنوي للإطارات التالفة في بلد تسير في شوارعه أكثر من 40 مليون سيارة، حسب إحصاءات قديمة نسبيا.
كيف تتأثر بيئتنا وصحتنا بالزحام المروري؟
لا تنعكس الآثار السيئة للزحام المروري بشكل سلبي على البيئة والاقتصاد، بل وتصل إلى درجة التأثير على صحتنا الجسدية والنفسية. أغرب المعلومات عن الزحامات والاختناقات المرورية في ألمانيا والعالم.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Kadobnov
عواقب وخيمة
الزحام المروري كابوس لكل سائق سيارة، تلك الدقائق التي لا نهاية لها من الانتظار، حين يتحول قطع مسافة قصيرة بالسيارة إلى رحلة بلا نهاية لها على ما يبدو. طوابير السيارات الطويلة لا تفقد سائقيها وراكبيها أعصابهم فحسب، بل وتتسبب بعواقب وخيمة على المدى البعيد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. März
نصيحة ثمينة
يجب إطفاء محرك السيارة خلال التوقف في الزحام! نصيحة تنعكس إيجابياً على توفير الوقود بعد التوقف لعشرين ثانية فقط، فدوران محرك السيارة متوقفة لمدة ساعة يستنزف لتراً من الوقود. وارتفاع استهلاك الوقود يتسبب في انبعاث المزيد من ثاني أوكسيد الكاربون ما يزيد من تداعيات الاحتباس الحراري.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
شوارع كولونيا
ووفقاً لنادي السيارات الألماني ADAC حدث في ألمانيا 745 ألف زحام مروري في عام 2018 وحده، أي بزيادة نسبتها 3 سنوات مقارنة بالعام السابق. وبحسب شركة تومتوم لأنظمة الملاحة كانت شوارع مدينة كولونيا الأكثر زحاماً في ألمانيا حيث ترتفع فترة الرحلات العادية بالسيارة إلى أكثر من الثلث في المعدل.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
عاصمة الزحامات
أما شركة إينريكس المصنعة لأنظمة الملاحة فترى أن مدينة ميونيخ هي عاصمة الزحامات المرورية في ألمانيا، موضحة أن كل سائق في المدينة توقف بالمتوسط 51 ساعة خلال 2018 في الزحام. لكن الوضع في دول أخرى أكثر سوءا، ففي لوس إنجليس الأمريكية يقضي السائق قرابة 102 ساعة سنوياً، تتبعها موسكو 91 ساعة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Kadobnov
متلازمة الاحتراق النفسي
مَنْ يقف في الزحام المروري يواجه بعض المشاكل الصحية، إذ يبدأ الجسم بإفراز هورمونات التوتر، ما يؤثر على الجهاز المناعي بشكل كبير ويرفع من ضغط الدم. وتشير دارسة إلى أن سائقي السيارات الذين يقفون في الزحام يومياً يمكن أن يواجه مخاطر الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Cirou
خسائر بالمليارات
تقدر شركة إينريكس أن التكاليف الناتجة عن الزحام المروري في ألمانيا عام 2017 وصلت إلى 80 مليار يورو، بسبب تأخر إيصال البضائع والوقود المستهلك، ما يؤثر على الشركات وسائقي السيارات مادياً. ويقول كبير خبراء إينريكس غراهام كوكسون إن "الزحام المروري يهدد النمو الاقتصادي ويؤثر على نوعية حياتنا".
صورة من: picture-alliance/Zumapress/G. Falvey
تقاسم الركوب
هل يمكن تقليل حركة المرور من خلال تطبيقات عدد الزيارات من خلال تطبيقات "تقاسم الركوب" مثل أوبر؟ فمشاركة بعض الأشخاص في التنقل بالسيارة ذاتها يجعل كثيرون يتخلون عن التنقل بسياراتهم. لكن خبير المرور بروس شالار توصل إلى أن الأمر مختلف في مدن الولايات المتحدة، إذ ترك كثيرون التنقل بمترو الأنفاق أو الدراجة واعتمدوا على أوبر، بيد أن أصحاب السيارات لم يتخلوا عن سياراتهم.
صورة من: picture alliance/dpa/Imaginechina/Da Qing
من مسببات تلوث الهواء
العاصمة الأفغانية كابول تعاني هي الأخرى من الزحام والاختناقات المرورية، فقد وصل تلوث الهواء إلى مستويات خطيرة. كما يعمد سكان المدينة في الشتاء البارد إلى حرق الفحم وإطارات السيارات والقمامة لأجل التدفئة بشكل أو بآخر، ناهيك عن مولدات الكهرباء ومحركات السيارات، ما ينتج عنه الضباب الدخاني الذي يغطي معالم المدينة ويهدد حياة سكانها.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Berehulak
8 صورة1 | 8
التقديرات الجديدة للتلوث الناجم عن تآكل إطارات السيارات أجراها خبراء مؤسسة "ايمين اناليتكس" التي تعمل في بريطانيا، وقد بينت أنّ العين المجردة لا ترى ذرات الكاوتشوك المتطايرة. هذه الذرات هي جسيمات صلبة ميكروسكوبية الحجم، أو قطرات سائلة متناهية الصغر يستنشقها الإنسان لتكون سبباً في مشكلات صحية خطيرة. وأخطر أنواعها على الحياة عموماً هي الجزئيات التي قطرها 2.5 مايكرو سنتيمتر والمسماة PM2.5.
التعرض لهذه الجزيئات بأنواعها التي ذكرناها يصيب الرئة والقلب على وجه الخصوص بأضرار كبيرة، تربطها دراسات علمية بكثير من مشكلات الصحة العامة.
وحذرت الدراسة المنشورة عن هذه التجارب من أنّ انخفاض مستوى ضغط الهواء في الإطارات وخشونة أسفلت الشارع والإطارات رخيصة الثمن ترفع من نسبة التلوث الناتج عن تآكلها. ولابد من الإشارة هنا إلى أن مستويات التآكل ترتفع في الشاحنات وفي المعدات الثقيلة المستخدمة في الحفر وفي العربات المدرعة المدولبة العسكرية وفي الدراجات النارية، وهي على أدنى مستوياتها في الدراجات الهوائية. ولا يملك العالم في الوقت الراهن أي وسائل للسيطرة على هذه الملوثات القاتلة أو للحد منها وتقليص أثرها على الأقل، فيما يقترح كثير من حماة البيئة منع استخدام السيارات الخاصة في شوارع المدن الرئيسية الداخلية، أو على الأقل خفض السرعة المسموح السير بها على هذه الشوارع إلى 30 كم في الساعة. والأخطر من كل هذا أنّ خبراء حماية البيئة ما زالوا غير مهتمين، ولربما غير مطلعين، على الأخطار الناجمة عن تآكل الإطارات.
م.م
"مقبرة" فولكسفاغن الألمانية في صحراء كاليفورنيا الأمريكية