أضحت الانترنت في وقتنا المعاصر مصدرا مهما من مصادر المعلومات والمعرفة والتواصل مع الآخرين، إذ أصبح ذلك متاحا للجميع بمن فيهم الأطفال. ومع تزايد استخدام الأطفال للانترنت وغياب آليات حماية فاعلة لمراقبة ما يحدث على هذه الشبكة العالمية كان الأطفال في أحيان كثيرة ضحية لعمليات الاستدراج والاستغلال وللممارسات غير الإنسانية، الأمر الذي دفع بالكثير من الحكومات والبلدان لجعل عنصر السلامة في استخدام الانترنت في سلم أولوياتها.

وفي هذا السياق، قامت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بالمشاركة في حفل إطلاق بوابة الكترونية مخصصة للأطفال، تمكنهم من التصفح من دون مخاوف أو أضرار، حيث حمل هذا الموقع اسم Fragfinn. وتسمح هذه البوابة الالكترونية للمستخدم بزيارة صفحات ومواقع الكترونية محددة، جرى انتقاؤها من قبل أخصائيين بعناية ودقة. وقد نقل موقع تاغزشبيجل الالكتروني عن المستشارة الألمانية قولها أثناء مشاركتها في حفل إطلاق هذه البوابة: "يعد هذا المشروع حجر أساس في عملية تصفح آمنة للانترنت من قبل الأطفال واكتسابهم لمهارات التعامل مع الانترنت من دون مخاطر." يذكر أن هذا المشروع جاء بمبادرة من وزير الدولة للشؤون الثقافية، بيرند نويمان ووزيرة شؤون الأسرة أورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى عدد من شركات القطاع الخاص.

برامج الحماية والتمويل

وعن برامج الحماية والمراقبة التي تتمتع بها هذه البوابة الالكترونية قالت فريدريكا سيلر، مديرة هذا المشروع من جمعية المراقبة الذاتية الإختيارية للإعلام المتعدد الوسائط، إنه تم وضع تقنيات خاصة لمتابعة الأشخاص الذين قد يسيئون استخدام هذا الموقع وخاصة من خلال برامج الدردشة "الشات"، بالإضافة إلى وجود مراقبين يقومون على متابعة هذه الدردشات.

وسيتم تمويل هذه البوابة الالكترونية من قبل الحكومة الألمانية وعدد آخر كبير من الشركات العاملة في قطاع الانترنت والاتصالات مثل شركة دويتشه تلكوم للاتصالات، فودافون، جوجل فرع ألمانيا، وشركة 1&1 لخدمات الانترنت. وكذلك شاركت في التمويل والدعم بعض دور النشر والمجلات مثل مجلة الشباب "برافو". وعلاوة على ذلك فإن برامج الأطفال التي تنتجهما القناتان الأولى والثانية من التلفزيون الألماني العام سيتم ربطها بهذه الشبكة.

ضوابط عدة وشكوك في استمرار الدعم

وقالت المسؤولة سيلر بأن هناك شروطا خاصة يتعين على كل من يرغب في تقديم الدعم المالي لهذا المشروع الرائد أن يراعيها. كما أوضحت أنه يجوز للشركات الداعمة والممولة نشر دعاية لها على صفحات هذه الشبكة ضمن لوائح وأنظمة خاصة، إذ لا يسمح على سبيل المثال بنشر دعايات تروج للكحول أو التبغ.

وكانت الحكومة الألمانية أعلنت عن تخصيصها 1.5 مليون يورو لدعم هذه البوابة "شريطة أن تقوم بتمويل نفسها بنفسها بعد فترة محددة". غير أن شتيفان مولر، مدير موقع "Blinde Kuh" المخصص للأطفال والذي يلقى دعما من وزارة الأسرة الألمانية شكك في إمكانية تحقيق مثل هذا الأمر من دون الإبقاء على الدعم الحكومي.