إطلاق سراح أميركي سُجن بسبب تغريدات تنتقد الحكومة السعودية
٢١ مارس ٢٠٢٣
أطلقت السلطات السعودية سراح مواطن أميركي كان يقضي حكما بالسجن 19 عاما بسبب تغريدات انتقد فيها سياسات حكام المملكة. وتتزامن هذه الخطوة مع مساعي الرياض لتخفيف توتر علاقاتها مع واشنطن.
إعلان
أكد نجل مواطن أمريكي محكوم عليه بالسجن لمدة 19 عاما في السعودية بسبب نشره انتقادات للحكومة على تويتر إن السلطات السعودية أفرجت عن والده لكنه سيظل ممنوعا من السفر. يأتي ذلك في الوقت الذي تتحرك فيه الرياض لتخفيف التوتر مع واشنطن.
وقضت محكمة جنائية بسجن سعد إبراهيم الماضي (72 عاما) 16 عاما في 2022 قبل أن ترفع محكمة الاستئناف عقوبته إلى 19 عاما الشهر الماضي. وقال ابنه إبراهيم إن والده موجود في منزله مع أسرته بالرياض. وأضاف "جميع التهم أُسقطت، لكن علينا الآن مكافحة حظر السفر". ولم ترد الحكومة السعودية حتى الآن على طلب للتعليق. ولم يصدر رد حتى الآن من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية.
وأُلقي القبض على الماضي، وهو مواطن أمريكي سعودي كان يعيش بعد تقاعده في فلوريدا، عقب وصوله إلى الرياض في نوفمبر تشرين الثاني 2021 بسبب عدة تهم منها تمويل الإرهاب والعمل على زعزعة استقرار المملكة.
وزادت قضيته وقضايا أمريكيين آخرين ما زالوا يخضعون لحظر السفر في السعوديةمن توتر العلاقة بين الحليفين التقليديين. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه أثار القضايا خلال اجتماعات مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما زار المملكة في يوليو/ تموز.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول، توعد بايدن بأن تكون هناك عواقب على الرياض بعد أن قرر تحالف أوبك بلوس النفطي، الذي تقوده السعودية ويضم روسيا، خفض أهداف الإنتاج. لكن الجانبين عملا على تحسين العلاقات في الآونة الأخيرة.
خبير سياسي:معظم الدول العربية ترتكب مثل جريمة خاشقجي ولا يكشف عنها..وخبير آخر:"اكتشفوني أنا هنا"
01:06
"ضغط استراتيجي"
وتضخ المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مئات المليارات من الدولارات في مسعى للتحول وفتح اقتصادها وتقليل اعتماده على الخام. وتزامنت الإصلاحات مع اعتقالات كثيرة لمنتقدي الأمير محمد ورجال أعمال ورجال دين وناشطين في مجال الحقوق. وعرض التلفزيون الرسمي السعودي الأسبوع الماضي لقطات لسجناء حُكم عليهم بالسجن لمدد تصل إلى 15 عاما بسبب منشورات على تويتر تحتوي على انتقادات.
وصدر حكم بسجن امرأتين سعوديتين لمدة 45 و35 عاما العام الماضي لاتهامات من بينها "استخدام الإنترنت لتمزيق النسيج الاجتماعي". وقال عبد الله العودة رئيس قسم السعودية في منظمة مبادرة الحرية إن الإفراج عن الماضي يظهر أن الضغط الأمريكي كان فعالا. وأضاف "هناك كثيرون رهن الاعتقال في السعودية ولا يتمتعون بمزايا الجنسية الأمريكية للفت الأنظار إلى قضاياهم. "يظهر الإفراج عن الماضي أن الضغط الاستراتيجي يؤتي ثماره وعلى المسؤولين الأمريكيين مواصلة الضغط للإفراج عن السجناء ورفع حظر السفر".
وقدم أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في الكونجرس مشروع قانون هذا الشهر قد يؤدي إلى إعادة تقييم المساعدة الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة للمملكة بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان.
و.ب/ ح.ز (رويترز/ أ.ف.ب)
في صور.. معتقلو رأي وملفات حقوقية ساخنة في الخليج
يوم 17 يونيو 2012 شهد اعتقال رائف بدوي. ليس هذا المدون السعودي معتقل الرأي الوحيد في الخليج، بل هناك العشرات غالبيتهم تتركز في السعودية والإمارات والبحرين. ورغم كل المناشدات إلاّ أن عددا منهم لا يزالون رهن الاعتقال.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/Canadian Press/P. Chiasson
أحمد منصور- الإمارات
يوجد العديد من معتقلي الرأي في الإمارات، منهم الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور الذي حُكم عليه عام 2018 بالسجن لمدة 10 سنوات وغرامة مليون درهم إماراتي (حوالي 270 ألف دولار أمريكي) بسبب منشورات على مواقع التواصل. قالت منظمات حقوقية إنه يتعرض لانتهاكات خطيرة منها السجن الانفرادي وتدهور وضعه الصحي. عُرف بنشاطه الحقوقي الذي جلب له متاعب كبيرة مع السلطات الإماراتية.
صورة من: Reuters/N. Monteiro
رائف بدوي- السعودية
هو المؤسّس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية، اعتقل عام 2012 بتهمة "إهانة الإسلام" وحُكم عليه بألف جلدة وبالسجن عشر سنوات. وتسبب تنفيذ حكم الجلد عليه علناً في إثارة انتقادات دولية واسعة للسعودية. يسعى البرلمان الكندي لمنح الجنسية له للضغط من أجل إطلاق سراحه. اعتقلت كذلك أخته سمر بدوي نتيجة نشاطها الحقوقي، ولا تزال في السجن منذ 2018 رفقة مجموعة من معتقلي الرأي.
صورة من: picture alliance/dpa
سلمان العودة- السعودية
الداعية الشهير اعتقلته السلطات السعودية عام 2017 في أعقاب الأزمة مع قطر، جاء اعتقاله بعد تدوينة دعا فيها الله إلى "التأليف بين قلوب ولاة الأمور لما فيه خير الشعوب". واتهمته السلطات بالانتماء إلى جماعة محظورة لكن لم تصدر حكما في قضيته. يعاني متاعب صحية كبيرة في السجن وتقول مواقع معارضة إن اعتقاله أتى بعدما رفض كتابة تغريدات تقف إلى جانب السلطة في ملف الأزمة مع قطر.
صورة من: Creative Commons
الخواجة وعلي سلمان - البحرين
لا تختلف البحرين في قضبتها الحديدية عن جارتها السعودية، يوجد عدد من معتقلي رأي لديها منهم عبد الهادي الخواجة، مؤسس مركز الخليج لحقوق الإنسان، والذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ الحكم عليه منذ عام 2011 بسبب مشاركته في الاحتجاجات السلمية في سياق الربيع العربي. كما يقضي الأمين العام لحزب الوفاق، الشيخ علي سلمان عقوبة مشابهة.
صورة من: DW
العمالة الأجنبية في قطر
اعتقل الناشط الكيني مالكولم بيدالي شهر مايو/أيار 2021، وهو حارس أمن ومدون اشتهر بالكتابة عن أوضاع العمال الأجانب في قطر. طالبت العفو الدولية بالإفراج عنه، لكن السلطات وجهت له تهمة تلقي أموال أجنبية بغرض نشر معلومات مضللة، قبل أن تفرج عنه لاحقا. ولم ترد تقارير من المنظمات الحقوقية الدولية عن وجود معتقلين قطريين حاليين في السجون لكن هناك انتقادات كبيرة لقطر في ملف العمالة الأجنبية.
صورة من: Maya Alleruzzo/AP Photo/picture-alliance
معتقلو "البدون" ـ الكويت
أكبر معركة حقوقية في الكويت هي معركة البدون "عديمي الجنسية". أدى نشطاء الضريبة غاليا بسبب احتجاجات سلمية. أدين ثلاثة منهم عام 2020 بالسجن بين المؤبد و10 سنوات. اعتبرت منظمة العفو الدولية الأحكام بحقهم دليلا آخر على رفض السلطات الاعتراف بحقوقهم وإلغاء التمييز المجحف بحقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
اعتقالات مضادة
لا تعتقل الدول الخليجية مواطنيها فقط، بل حتى الحاملين لجنسيات جيرانها، سبق لعمان أن حكمت بالسجن على مواطنين إماراتيين ضمن ستة متهمين بـ"المساس بسلامة أراضي البلاد"، قبل أن تفرج عنهم عام 2021 في سياق صفقة تبادلية مع الإمارات التي أفرجت بدورها عن العماني عبد الله الشامسي وهو طالب أدين بتهمة التخابر مع قطر عام 2017 وذلك في سياق توتر عماني إماراتي صامت.