إعادة انتخابات إسطنبول.. انتقاد ألماني وأوغلو يتحدث عن خيانة
٦ مايو ٢٠١٩
انتقد ساسة ألمان قرار إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول، وذهبت رئيسة قائمة الحزب الليبرالي للانتخابات الأوروبية إلى أن "تركيا لم تعد شريكاً للاتحاد الأوروبي". هذا فيما وصف رئيس بلدية إسطنبول أكرم أوغلو القرار بأنه "خيانة".
إعلان
أعربت كلاوديا روت، نائبة رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ)، وعدد من الساسة الألمان من أحزاب المعارضة عن غضبهمحيال قرار لجنة الانتخابات التركية بإلغاء نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول وإعادتها في الشهر المقبل.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر بأن "قرار اللجنة هو نتاج للضغط الكبير من المستويات العليا، وهذه إشارة مخيفة، فالرئيس رجب طيب أردوغان يبدو وكأنه عازم على إثبات خطأ كل من كان قد تمنى حدوث تحول ديمقراطي بعد الانتخابات البلدية".
وأضافت روت، الزعيمة السابقة لحزب الخضر الألماني المعارض، أنه يبدو أن الحزب الحاكم في تركيا لم يعد يحافظ على ظاهر الأوضاع الديمقراطية بل إنه صار يهز الثقة بشكل مقصود، و"هناك تخوف من أن إعادة هذه الانتخابات ستتم في المقام الأول لأن نتيجتها لم ترق للحاكم".
كما وجهت المرشحة الرئيسية للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) للانتخابات الأوروبية، نيكولا بير، انتقادات لقرار لجنة الانتخابات، وكتبت بير على تويتر: "أردوغان لا يقبل بالهزيمة، وبالتالي فإن تركيا لم تعد شريكاً للاتحاد الأوروبي".
وفي نفس السياق، كتبت كاتيا كيبنغ، زعيمة حزب اليسار المعارض، على تويتر: "هذا لا يمكن تصديقه، أردوغان يعيد الانتخابات في إسطنبول لأن النتيجة لا تناسبه، ومن ثم فعلى الحكومة الألمانية أن تدعم عمدة إسطنبول المنتخب أكرم إمام أوغلو".
المعارضة التركية: دليل على "الدكتاتورية"
ومن جانبه، وصف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بـ"الخيانة" قرار اللجنة العليا للانتخابات الذي قضى إبطال فوزه في الانتخابات التي جرت قبل خمسة أسابيع بعد قبولها طعناً تقدّم به منافسه مرشّح حزب العدالة والتنمية الحاكم. وقال إمام أوغلو إنّ "أولئك الذين يتّخذون قرارات في هذا البلد ربّما وقعوا (...) في الخيانة. ولكنّنا لن نستسلم أبداً، احتفظوا بالأمل".واتّسم خطاب أوغلو أمام الآلاف من أنصاره بنبرة هجومية، إذ دعا أنصاره إلى "كفكفة دموعهم"، وقال "سترون، سنفوز سوياً جميعاً". وأطلق أنصار إمام أوغلو خلال التجمّع شعارات دعت اللجنة العليا للانتخابات إلى الاستقالة وطالبوا بدولة "القانون" و"العدالة".
وبدوره قال حزب المعارضة الرئيسي اليوم الاثنين إن قرار إعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول "دكتاتورية صريحة". وقال أونورسال أديجوزيل نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، على تويتر "من غير المشروع الانتصار على حزب العدالة والتنمية". وأضاف "هذا النظام الذي يلغي إرادة الشعب ويتجاهل القانون، ليس ديمقراطياً ولا شرعياً. هذه دكتاتورية صريحة".
وكانت لجنة الانتخابات التركية اعترفت في نيسان/أبريل الماضي بفوز إمام أوغلو في انتخابات بلدية إسطنبول، غير أن هذا المنصب يمكن سحبه منه الآن بعد قرار اللجنة الصادر مساء اليوم بإلغاء النتيجة وإعادة الانتخابات.
وكان إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، قد فاز في الانتخابات البلدية التي جرت في التاسع والعشرين من آذار/مارس الماضي بفارق ضئيل على بن علي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء التركي السابق. وفي حين أن حزب العدالة والتنمية الحاكم حقق فوزاً على مستوى البلاد في تلك الانتخابات، إلا أنه خسر السباق الانتخابي على منصب رئيس البلدية في مدينتي اسطنبول وأنقرة اللتين تحملان أهمية سياسية كبيرة.
أ.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
ملامح تأثير أوروبا في اسطنبول.. هل تغيرت في ظل الأزمات؟
رغم الأزمة في العلاقة بينهما، فإن أوروبا وتركيا يجمعهما الكثير. اسطنبول مثلا. فالمدينة التي تأوي 15 مليون نسمة ليست فقط من الناحية الجغرافية جزءا من أوروبا. جولة عبر مدينة التناقضات.
صورة من: Rena Effendi
اسطنبول لا يمكن حصرها في أية خانة
اسطنبول هي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع في قارتين: أوروبا وآسيا. وفي مدينة البوسفور يلتقي التقليد بالحداثة والدين بأسلوب الحياة العلماني. والكثيرون يقولون بأن هذا ما يطبع سحر المدينة.
صورة من: Rena Effendi
مدينة عالمية ضاربة في التاريخ
اسطنبول يعود تاريخها إلى أكثر من 2600 سنة، وهذا يطبع إلى يومنا هذا مظاهر المدينة. حكام متعاقبون تنافسوا من أجل بسط السيطرة: فرس ويونانيون ورومان وعثمانيون. "القسطنطينية" كانت مركز الامبراطورية البيزنطية وبعدها العثمانية. انطلاقا من 1930 فقط غيرت المدينة اسمها إلى اسطنبول.
صورة من: Rena Effendi
بين ضفاف العالم
البوسفور هو الروح الزرقاء لإسطنبول. هذا المضيق في البحر يفصل الشطرين الأوروبي والآسيوي للمدينة. في كل يوم تنقل عبارات عشرات الآلاف من الناس من ضفة إلى أخرى. 20 دقيقة تقريبا تطول الرحلة بين كراكوي في أوروبا وكاديكوي في آسيا.
صورة من: Rena Effendi
جسور تضمن التواصل
ويمكن مشاهدة السفن بشكل جيد من جسر غالاتا. هنا يصطف الصيادون على أمل الحصول على صيد جيد. وفي تلك الرحاب نلتقي بالتجار والسياح وماسحي الأحذية. هذا الجسر الأول نشأ في 1845 حين كانت اسطنبول تحمل اسم القسطنطينية.
صورة من: Rena Effendi
"أوروبا هي إحساس"
اسمي وقفي، يقول أحد الصيادين، ويشير إلينا بيده. "أشعر بأنني أوروبي. نحن نتمنى حرية أكثر، ولذلك وجب على تركيا والاتحاد الأوروبي التقارب فيما بينهما"، يضيف وقفي الذي هو متقاعد، والصيد هوايته ـ لكن يمثل دخلا إضافيا. فمقابل كيلوغرامين من السمك يحصل في السوق على نحو ثمانية يورو.
صورة من: Rena Effendi
صوامع في قلب المدينة
في ساحة تقسيم في قلب المدينة ترتفع أصوات آلات البناء. في سرعة خارقة يتم هنا تشييد مسجد جديد ـ بقبة تعلو 30 مترا وصومعتين. ومن المتوقع الانتهاء من كل شيء حتى موعد الانتخابات في 2019. والمنتقدون يقولون: الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يفرض على الساحة هوية أخرى: إسلامية محافظة وعثمانية حديثة عوض علمانية وأوروبية.
صورة من: Rena Effendi
أوروبية وتقية
الطابع المحافظ يسود بالأحرى في حي الفاتح بإسطنبول ـ وهذا رغم أن الفاتح يقع في الجزء الأوروبي للمدينة. والكثير من الناس الذين يعيشون هنا جاؤوا من الأناضول بحثا عن العمل وحياة أفضل. والبعض يسمي الفاتح أيضا " حي الأتقياء" ـ والكثيرون هنا أنصار أوفياء للرئيس التركي وحزبه العدالة والتنمية.
صورة من: Rena Effendi
التبضع في ظل المسجد
في كل يوم أربعاء يُقام السوق بجنبات مسجد الفاتح. هنا يحصل التزاحم والتفاوض لبيع وشراء أدوات منزلية وألبسة وأغطية وخضر وفواكه. والأسعار منخفضة أكثر من أي مكان آخر. حتى سعر الإيجار. وفي الأثناء تعيش الكثير من العائلات السورية في الفاتح. أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ استقبلتهم تركيا منذ الحرب السورية في 2011 ـ عدد لم يتحمله أي بلد آخر.
صورة من: Rena Effendi
سوريا الصغيرة وسط اسطنبول
الفاتح بات في الأثناء مشهورا بمطاعمه السورية التي تقدم الوجبات السريعة التي بها قسط أوفر من الثوم. "مسافر" هي التسمية التي تُطلق رسميا على اللاجئين في تركيا. وتصنيف اللاجئ على غرار ما هو سائد في الاتحاد الأوروبي ليس موجودا هنا، لكن الحكومة وعدت عشرات الآلاف من السوريين بالحصول على الجنسية التركية. والمنتقدون يرون في ذلك محاولة لكسب مزيد من أصوات الناخبين.
صورة من: Rena Effendi
الحياة الليلية في اسطنبول
من يرغب في التجول والمتعة، يجب عليه التوجه إلى أحياء أخرى في اسطنبول: إلى كاديكوي على الجانب الآسيوي مثلا أو إلى هنا في كاراكوي أحد أقدم الأحياء. في المقاهي والمتاجر وقاعات العروض يلتقي السكان المحليون بالسياح. لا أحد هنا تعجبه السياسة الإسلامية المحافظة للحكومة.
صورة من: Rena Effendi
أمل استقبال مزيد من السياح
اسطنبول تغيرت كثيرا، تقول عائشة غول شراجوغلو التي تعمل في متجر لمنتجات التصميم في حي غالاتا المحبب لدى السياح. "قبل سنوات كان يأتي عدد كبير من الأوروبيين لقضاء العطلة هنا"، والآن يأتي سياح من مناطق أخرى ومعظمهم عرب، لكن غياب الأوروبيين"سيء لتجارتنا، وآمل أن يتغير هذا قريبا".