إعادة انتخاب البرادعي على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أعادت الدول الأعضاء بالوكالة الذرية للطاقة والذي يبلغ عددها 35 انتخاب محمد البرادعي لولاية ثالثة، وذلك بعد أن سحبت واشنطن تحفظاتها بشان إعادة انتخابه. وتعكس هذه الخطوة تحولا مهما في الموقف الأمريكي على ضوء فشل واشنطن في كسب الأصوات الكافية لإبعاده وبعد أن باتت تشعر بالعزلة في مواقفها في هذا الشأن. وسبق للإدارة الأمريكية أن تراجعت الاسبوع الماضي عن معارضتها لانتخاب البرادعي وأعلنت استعدادها لقبوله مديرا عاما للوكالة لفترة ثالثة رغم الخلافات السابقة مع البرادعي بشأن الملف العراقي وبرامج ايران النوويي. إلا أنها جددت دعوتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعامل أكثر صرامة وجدية مع الملف النووي الإيراني.
من هو محمد البرادعي؟
ولد البرادعي، وهو دبلوماسي مصري محترف في 17 حزيران/ يونيو 1942، ودرس في جامعة القاهرة قبل أن ينتقل إلى نيويورك ليحصل فيها على درجة الدكتوراه في القانون الدولي عام 1964. وفي العام نفسه بدأ العمل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ثم انتقل إلى جنيف. وفي عام 1984 انتقل البرادعي إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا حيث شغل في البداية منصباً إستشارياً ليتولى بعد ذلك منصب مدير الشؤون القانونية. تخصص البرادعي في مجال التعاون التقني والسلامة النووية، وهو ما أهله لشغل موقع ممثل المدير العام للشؤون الخارجية. وفي حزيران/ يونيو 1991 عين مديراً عاماً للوكالة خلفاً للسويدي هانس بليكس بعد أن كان معاوناً له. ويعرف عن محمد البرادعي، المرشح الوحيد لمنصب المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الذي يتولاه منذ العام 1997، كفاءته العالية وحرفيته والتزامه التام بالحيادية في عمله كموظف دولي تجرد من التحيز للجنسية أو للدين أو العرق.
فشل التحفظات الأمريكية
وعلى الرغم من أن ترشيح البرادعي يحظى بدعم واسع من الدول الأعضاء الخمس والثلاثين في مجلس المحافظين، وخاصة من الصين ودول عدم الانحياز ودول الاتحاد الأوروبي، إلا أن الولايات المتحدة أعلنت عن معارضتها لإعادة انتخابه. الإدارة الأمريكية بررت ذلك رسمياً بإشارتها إلا أن رئيس أي وكالة تابعة للأمم المتحدة لا يجوز أن يخدم أكثر من ولايتين وفق تقليد كرسه المساهمون البارزون في المنظمات الدولية المعروفون "بـمجموعة جنيف". لكن السبب الحقيقي للتحفظات الأمريكية تجاه خبير مثل البرادعي يتمتع بثقة دولية كبيرة وخبرة قانونية ودبلوماسية عالية يكمن في فشلها في "تطويعه" لخدمة رؤيتها وأهدافها السياسية. ففي المرحلة التي سبقت الحرب على العراق حافظ البرادعي على استقلاليته ولم يتحول إلى بوق يخدم الدعاية الأمريكية. وقد وجدت واشنطن نفسها منذ الأسبوع الماضي، بعد مماطلة دامت ستة اشهر، مضطرة إلى التصويت لصالح المرشح الوحيد لرئاسة الوكالة الذرية بعد دعم جميع أعضاء الوكالة للبرادعي.