إعادة برمجة خلايا الجسم ـ تقنية حديثة تنبئ بثورة طبية
٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
شريحة إلكترونية قد تساعد على علاج بعض الأمراض وخلق نسيج عصبي جديد؛ هذه خلاصة دراسة علمية ركزت على استخدام التكنولوجيا في معالجة بعض الأمراض مثل الباركنسون، ومن المتوقع أن تمهد هذه التقنية الطريق أمام طرق جديدة للعلاج.
صورة من الأرشيف.صورة من: DW/Marlis Schaum
إعلان
طورعلماء رقاقة إلكترونية قد تساعد على شفاء الإصابات وخلق نسيج عصبي جديد، حيث بإمكان الرقاقة إعادة برمجة خلايا معينة في الجسم لتقوم بوظيفة خلايا أخرى. ومن المتوقع أن يُحدث هذا النوع الجديد من العملياتفي المستقبل نقلة نوعية كبيرة في مجال الطبفيما يخص علاج بعض الأمراض مثل الباركنسون والزهايمر، وفق ما أشار إليه موقع "هايل براكسيس" الألماني نقلا عن المجلة العلمية "ناتشر نانوتيكنولوجي".
وأشار موقع جامعة "أوهايو" الأمريكية، التي أصدرت الدراسة أن باحثين لديها، نجحوا بمساعدة شريحة إلكترونية في إعادة برمجة خلايا الجسم إلى أنواع أخرى من الخلايا، إذ يمكن استعمال هذه الرقاقة مستقبلامن أجل علاج الإصابات وبعض الأمراض.
وقال المشرف على الدراسة، تشاندان سين في تعليقه على نتائج الدراسة إن هذا الأمر يصعب تخيله، بيد أنه قابل للتحقق وتبلغ نسبة نجاحه حوالي 98 في المائة. وأضاف نفس المتحدث، بحسب ما نقل عنه موقع جامعة أوهايو، أنه بالاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيا "نستطيع تحويل خلايا الجلد إلى أي عضو (في الجسم)".
وأردف نفس المتحدث أنه بمعية الخبراء المشاركين في الدراسة لم يتوقعوا عمل هذه التقنية بكيفية جيدة وأن هذه النتائج هي فقط في البداية، وسيأتي ما هو أكثر في المستقبل القريب.
ما المقصود بإعادة برمجة الخلايا؟
وأوضحت الدراسة أن الخبراء أرادوا تحويل خلايا الجسم إلى أنواع أخرى من الخلايا، حتى يتمكنوا من استبدال النسيج المتضرر، وهو ما يطلق على اسم هذه العملية "بـإعادة برمجة الخلايا". ونجح الخبراء في إعادة برمجة خلايا جلد فئران حية إلى أنسجة عصبية،وكان من الممكن أيضا تحفيز الخلايا الجلدية على التحول إلى خلايا وعائية. كما تمكن الخبراء أيضا من علاج عضلات تعرضت للتلف.
نجاح التجربة على الفئران
واعتمدت النتائج على تجربة أجريت على فئران حية، إذ تم وضع شريحة إلكترونية على جلد الفئران من الخارج مبللة بمحلول خاص، وكذلك بالاعتماد على نبض إلكتروني قصير جعل جدران خلايا الجلد قابلة للاختراق. ولاحظ الخبراء بعد وقت قصير حدوث فتحات صغيرة جدا في جدران الخلايا، لينجح بعد ذلك ما يسمى "بعوامل إعادة البرمجة" من الدخول إلى الخلايا.
مزايا التقنية الجديدة
وقال المشرف على الدراسة، تشاندان سين، إنه لاحظ بالفعل تغييرات بعد سبعة أيام من القيام بالتجربة، فقد نمت أوعية جديدة في أرجل الفئران، بعدما كانت في السابق توقف دوران الدم. وأضاف أن استخدامات هذه التكنولوجيا الجديدة متنوعة جدا، ولا يقتصر الأمر فقط على استعمالها على الجلد، حيث يمكن استعمالها أيضا مع أنسجة أخرى داخل وخارج الجسم، وهو ما يعني كذلك إمكانية التعامل مع الضرر الذي قد يصيب أعضاء الجسم الداخلية.
مواصلة البحث ضرورية
وفي نفس السياق، أفادت الدراسةأن هذاالاستخدام الجديد للتكنولوجيا بحاجة للمزيد من التجربة حتى يمكن تطبيقه أيضا على البشر، ودون أن يعرض حياة المرضى إلى الخطر، موضحة أن استخدام الخلايا العصبية الجديدة، قد يتيح في المستقبل إمكانية التعامل مع بعض الأمراض، على غرار الباركنسون والزهايمر. فيما يتوقع تجريب هذه التكنولوجيا الجديدة على البشر في السنة القادمة.
ر.م/ع.ج.م
الطب المتجدد: عندما يعالج الجسم أمراضه ذاتياً
يتكون الجسم من أكثر من مائتي نوع من الخلاياـ تكون في البداية متشابهة وتعرف بالخلايا الجذعية. لكن سرعان ما تصبح لها وظائف محددة، تتحول بعدها إلى مصدر للخلايا الجذعية المهمة في الطب المتجدد، إذ تمنح الأمل لكثير من المرضى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخلايا الجذعية أصل الطب المتجدد
للخلايا الجذعية دور مهم في تطوير الطب المتجدد، فهي أصل جميع خلايا في الجسم، وبانقسامها تنشأ من الخلايا الجذعية خلايا فرعية لها وظائف محددة، لتتحول ثانية إلى خلايا جذعية. والمميز هو أن هذه العملية تستمر طيلة حياة الإنسان، وبذلك تتجدد أعضاء الجسم.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتقادات حادة
في عام 1998 نجح باحثون أمريكيون في الحصول على خلايا جذعية جنينية بشرية عبر قتل الأجنة، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة. فتوقيت بدء حياة الجنين الذي يتشكل بعد اتحاد البويضة بالنطفة لا يمكن تحديده، وفي عام 1991 تمّ تطبيق قانون حماية الأجنة في ألمانيا، الذي يمنع الحصول على خلايا جذعية من الأجنة، فضلاً عن أن استيراد هذه الخلايا الجنينية إلى ألمانيا لا يمكن أن يتم إلا وفق شروط صارمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
خلايا جذعية مقبولة أخلاقياً
على عكس الخلايا المشتقة من الأجنة، فإن الحصول على ما يعرف بالخلايا الجذعية المستحثة أمر مقبول من الناحية الأخلاقية. فهي خلايا يتم الحصول عليها من خلايا جسدية بالغة، ويمكن تحويلها إلى خلايا جذعية بواسطة أربع خلايا يتم زرعها في المختبر. وتستخدم لعلاج الخلايا أو كأساس لاختبار الأدوية. وكثيراً ما تستخدم في بحوث خاصة بتطور مرض الشلل الرعاش مثلاً.
صورة من: AFP/Getty Images
تجديد أعضاء الجسم
لا يمكن لجميع أعضاء الجسم أن تتجدد، كالعيون والدماغ والقلب. ومع التقدم في العمر، تصبح قدرة الأعضاء على التجدد محدودة، إذ تموت الخلايا وتنخفض قدرة الأعضاء على القيام بوظائفها. أحد أهداف الطب المتجدد هو إعادة تفعيل قوى الشفاء الذاتي للجسم ثانية.
صورة من: Adimas/Fotolia.com
أنسجة بديلة
عبر هندسة الأنسجة يمكن تطوير أنسجة تشبه الأصلية. ويمكن استخدام هذه الأنسجة في علاج الحروق وفي إنتاج الأوردة الدموية والأعضاء. هذه الطريقة تعزز عملية الشفاء الذاتي وهي بمثابة تقدم مهم في عالم الطب يفتح الباب أمام إمكانيات عديدة. وعبر هندسة الأنسجة يسعى الباحثون لاستبدال أعضاء كاملة مثل الكبد أوالكلى.
صورة من: Colourbox
العلاج بالخلايا
الهدف من العلاج بالخلايا هو تحفيز عمليات التجديد، فضلاً عن استبدال الخلايا المشوهة أو المصابة. ويستخدم العلاج الخلوي كثيراً في حالات زراعة الخلايا الجذعية في الدم، وذلك عن طريق استبدال نخاع العظام المريض بخلايا سليمة، مثل علاج الحالات المتقدمة من سرطان الدم. فالعلاج الكيميائي والإشعاعي يؤثر سلباً على عملية إنتاج خلايا الدم والجهاز المناعي للمريض.
صورة من: C. Lee-Thedieck/KIT
العلاج بالجينات
ما يزال العلاج الجيني موضع جدل كبير في عالم الأبحاث. وفيه يتم حقن مادة وراثية جديدة في الخلايا الجذعية، وبهذا يتم استبدال المورثة الجينية المصابة بمورثات سليمة. وتستخدم هذه الطريقة لعلاج الأمراض الوراثية بشكل أساسي وبعض أمراض السرطان. أما مشكلة هذا العلاج فهو استخدام بعض الفيروسات المعدلة وراثياً لنقل هذه المورثات، وهنا من الممكن للفيروسات أن تستعيد نشاطها وبالتالي إصابة المرضى بأمراض أخرى.