إعادة نهائي الوداد والترجي في عيون الصحف الأوروبية
مهدوي رضوان
٧ يونيو ٢٠١٩
بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إعادة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الوداد المغربي والترجي التونسي، تفاعلت عدة صحف أوروبية مع قرار "كاف" غير المسبوق في أفريقيا، التي تعرضت إلى ضربة قوية، حسب بعض تلك الصحف.
إعلان
في خطوة غير مسبوقة، قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يوم الأربعاء الماضي (الخامس من حزيران/ يونيو 2019)، إعادة مباراة إياب الدور النهائي من مسابقة دوري أبطال أفريقيا، بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، وذلك بعد انتهاء منافسات كأس الأمم الأفريقية التي تُقام قريباً في مصر.
وستلعب المباراة على ملعب محايد، كما ستبقى نتيجة الذهاب (1-1 في المغرب) معتمدة. وقال هادي هامل مستشار رئيس الاتحاد الأفريقي "شروط للعب والأمن لم تكن قائمة خلال مباراة إياب الدوري النهائي لدوري الأبطال، ما حال دون اكتمال المباراة".
وتفاعلت الصحف الأوروبية، بشكل كبير مع قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" بإعادة المباراة. وأكدت أكثر من وسيلة إعلام أوروبية أن ما حدث في مباراة الإياب بين الفريقين، كان بمثابة ضربة قوية للكرة الأفريقية.
ألمانيا
موقع "شبورت بازر" المتخصص في الأخبار الرياضية، علق على إعادة نهائي إياب دوري أبطال أفريقيا، بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي بالقول إن "استخدام تقنية الفيديو دائما موضوع جدل في ألمانيا. أما في أفريقيا فقد أدى ذلك إلى فضيحة". وأضاف أنه بعد مباراة النهائي "المثيرة للجدل"، سيعاد الآن النهائي على أرض محايدة. كما أعاد الموقع الألماني، نشر تغريدة كتبها حارس المنتخب المصري السابق عصام الحضري "ما حدث اليوم في مباراة الوداد والترجي، سيكون له مردود وتبعات سيئة حول سمعة الكرة الإفريقية...".
أما موقع الإذاعة الوطنية الألمانية "دويتشلاند فونك"، فقد كتب يقول "إحباط في تونس وفرح في المغرب، بعد قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إعادة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الوداد والترجي". وأردف أن ما حدث في تلك المباراة النهائية، وقرار إعادتها في وقت لاحق على أرض محايدة، يعرض "كاف" إلى انتقادات لاذعة.
وفي نفس السياق، كتبت صحيفة "فرانكفورته ألغيماينه" أن قرار إعادة إياب النهائي الأفريقي، تسبب في غضب كبير في تونس. وأضافت أن لاعبي الترجي اعتقدوا أنهم فازوا بالفعل بالنهائي الأفريقي وهو ما لم يحدث، فيما ستُحدد هوية الفائز بهذا اللقب بعد انتهاء مسابقة كأس الأمم الأفريقية في مصر.
في حين كتب موقع "فوسبال" الرياضي أنه "على عكس دوري أبطال أوروبا (تلعب مباراة واحدة فقط في النهائي)، هناك مباراتان للفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا. قد لا يكون لهذه البطولة أهمية كبرى على الصعيد العالمي، بالمقارنة مع باقي البطولات الأخرى، إلاّ أن هذه المسابقة (دوري أبطال أفريقيا) هي المنافسة الكروية الأكثر أهمية في أفريقيا". وأضاف أن ما وقع في المباراة النهائية "فضيحة".
إنجلترا
ومن ألمانيا إلى إنجلترا، كتب صحيفة "ذا صن" أن بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إعادة مباراة الإياب بين الوداد البيضاوي والترجي التونسي، يتحتم على هذا الأخير إعادة الكأس والميداليات، التي اعتقد أنه فاز بها. وعادت الصحيفة البريطانية إلى الحديث مجدداً عن الأحداث التي وقعت في تونس ليلة النهائي.
في حين أعاد كل من موقع صحيفة "الغارديان"، و شبكة "بي بي سي" شريط أحداث نهائي كأس دوري أبطال أفريقيا، وأبرزا وجهة نظر كل من الوداد البيضاوي والترجي التونسي، فيما لم يعرف بعد موعد المباراة النهائية بعد قرار "كاف" إعادة مباراة الإياب بين الفريقين.
إسبانيا
وفي إسبانيا، كتبت صحيفة "الكونفيدونسيال" الشهيرة "فضيحة وإعادة نهائي دوري أبطال أفريقيا". وأضافت "في الأسبوع الماضي، تلقت الكرة الأفريقية ضربة موجعة للغاية". وأكدت الصحيفة الإسبانية أن الخلاف بين الوداد والترجي تجاوز الجانب الرياضي وأصبح سياسيا، حيث أشارت إلى ما تناولته بعض وسائل الإعلام التونسية، والتي أرجعت قرار إعادة النهائي إلى "العلاقة القوية بين رئيس "الكاف" أحمد أحمد والملك المغربي محمد السادس".
ويذكر أن الجانب المغربي سبق بدوره وأن وجه اتهامات للتونسي طارق بوشماوي، رئيس لجنة تعيينات الحكام في الكاف، معتبرا أنه "يحرك أخطبوط الفساد في الكرة الإفريقية".
وعلى شاكلة الصحف الإنجليزية، أشارت أغلب الصحف الإسبانية المشهورة "ماركا"، "آس"، "موندو ديبورتيفو" إلى قرار "كاف" إعادة مباراة النهائي بين الترجي والوداد بعد نهاية كأس الأمم الأفريقية في مصر، بالإضافة إلى رصد بعض مشاهد مباراة الإياب بين الفريقين في تونس.
فرنسا
أما في فرنسا، فقد كتبت صحيفة "لوموند" الشهيرة "إنه زلزال. بعد الخلاف الذي وقع بسبب عطل في تقنية الفيديو، قرر الاتحاد الأفريقي إعادة مباراة النهائي على أرض محايدة". وأضافت: "قرار (كاف) غير مسبوق...وفي هذه اللحظة ليس هناك أي فائز بين الوداد والترجي، لكن هناك خاسر وهي الكرة الأفريقية".
صحيفة "لوباريزيان" كتبت تقريراً مطولاً عن قرار الكاف الأخير بإعادة المباراة النهائية. وقالت في هذه الصدد "قرار الكاف غير مسبوق ويطرح عدة أسئلة، لاسيما على مستوى التنظيم واللوجستيك...". واختتمت تقريرها بأن الشيء المؤكد هو أن المباراة سيتم إعادتها، لكن لا أحد يعرف أين.
بطولة أمم أفريقيا تعود لمصر– تحديات ومكاسب تنتظر "المحروسة"
مصر هي الدولة صاحبة الخبرة الأكبر في تنظيم كأس أمم أفريقيا لكرة القدم. ورغم الإمكانيات التي تمتع بها والمكاسب المنتظرة من استضافتها لنسخة خاصة جداً من البطولة القارية، إلا أن التحديات كبيرة بالنسبة لمصر "المحروسة".
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Lisitsyn
للمرة الخامسة، مصر من جديد
في اجتماع بالعاصمة السنغالية دكار الثلاثاء (8 يناير/ كانون الثاني 2019) صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي يرأسه أحمد أحمد لصالح استضافة مصر لكأس أمم أفريقيا الثانية والثلاثين بدلا من الكاميرون. لتكون تلك هي البطولة الخامسة التي تستضيفها مصر، بعد بطولات أعوام 1959، 1974، 1986 و 2006.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mustafa
أسباب سحب التنظيم من الكاميرون
وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن في مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2018 سحب تنظيم البطولة من الكاميرون بعدما "تلقى تقارير مفصلة"، على مدار أكثر من عامٍ، لاحظ فيها أن العديد من الشروط "لم يتم الوفاء بها". وأوضحت وسائل إعلام أن الكاميرون تأخرت في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب (الصورة لملعب بافوسام) ، إضافة إلى وجود مخاوف لدى الاتحاد من الوضع الأمني هناك.
صورة من: DW/D. Köpp
مصر تتفوق بجدارة على جنوب أفريقيا
ومع إعلان سحب البطولة من الكاميرون أُعلِن أيضا عن فتح الباب لتلقي ترشيحات الدول التي تريد تنظيم البطولة. وكان الحديث يجري بقوة عن المغرب، غير أنه في النهاية لم يتقدم رسميا سوى مصر، وجنوب أفريقيا التي لديها ملاعب (الصورة) استضافت مونديال 2010. وجرى التصويت في داكار لـ"تحصد مصر 16 صوتاً، مقابل صوت واحد فقط لصالح جنوب إفريقيا، وامتناع (...) واحد عن التصويت"، حسب الاتحاد المصري لكرة القدم.
صورة من: Reuters
بداية مرحلة جديدة من أمم أفريقيا
كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2019 هي نسخة فريدة من البطولة التي انطلقت نسختها الأولى في الخرطوم عام 1957. فخلافاً للنسخ السابقة لن تقام البطولة في الشتاء وإنما في الصيف، أي من 15 حزيران/ يونيو وحتى 13 تموز/ يوليو المقبلين. وبعد أن كانت النسخ الماضية (ما عدا النسخ الأولى) بمشاركة 16 فريقاً، ستكون هذه النسخة الأكبر في تاريخ البطولات القارية بمشاركة 24 منتخباً.
صورة من: Reuters/A.-A. Dalsh
مصر مؤهلة لاستضافة البطولة
مصر لديها مؤهلات كثيرة جعلتها تفوز بتنظيم النسخة الـ32 من كأس الأمم الإفريقية. وسبق لبلاد النيل والأهرامات أن استضافت البطولة القارية أربع مرات، كما استضافت عام 1997 كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما، واستضافت عام 2009 كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً. ومصر لديها البنية التحتية اللازمة، من ملاعب وأماكن إقامة وشبكات نقل ومواصلات ومطارات، ومراكز البث ووسائل التواصل الحديثة، من أجل تنظيم بطولة ناجحة.
صورة من: imago/OceanPhoto
خمس مدن وثمانية ملاعب للبطولة
رشح الاتحاد المصري ثماني ملاعب لاستضافة أمم أفريقيا 2019، أربعة منها بالقاهرة الكبرى هي: استاد القاهرة (مدينة نصر، الصورة)، استاد السلام (مدينة السلام)، ملعب الدفاع الجوي (القاهرة الجديدة) وملعب الكلية الحربية (بالقرب من مطار القاهرة). بالإضافة إلى ملعب الجيش (الثالث) بمدينة السويس. وهناك استاد مدينة الإسماعلية. واستاد الإسكندرية وكذلك ملعب مدينة برج العرب، غربي الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/Ulmer
ملاعب خاوية بعد أحداث مؤسفة
ورغم السعة الضخمة لملاعب كالقاهرة وبرج العرب، إلا أنها تظهر خاوية من الجماهير في أغلب المباريات، خصوصا المحلية، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك. فبعد وقوع أحداث مؤسفة مثل "أحداث ملعب بورسعيد 2012" (الصورة)، و"أحداث ملعب الدفاع الجوي 2015"، حيث قتل العشرات من جماهير فريقي الأهلي والزمالك، قرر الأمن المصري أن تقام المباريات بدون جمهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
عبء على الأمن والجمهور
غير أنه يجري السماح للجماهير من حين لآخر بحضور المباريات الدولية، مثل المباراة التي أقيمت على ملعب برج العرب (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) وتأهل من خلالها المنتخب المصري لمونديال روسيا 2018 بالفوز على الكونغو بهدفي النجم العالمي محمد صلاح (الصورة). غير أن تلك المباريات تمثل عبأ كبيرا على رجال الأمن والجماهير معا، حيث تكون الإجراءات الأمنية والتفتيش على أعلى مستوى ما يسبب ضغوطا على الجميع.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS
مخاطر الإرهاب تلقى بظلالها
وهناك عبء إضافي يشكله الإرهاب لا سيما في سيناء، والذي يستهدف رجال الجيش والشرطة والأقباط والسياح الأجانب على وجه الخصوص. ونظراً لتواجد ملعبي الإسماعيلية والسويس بالقرب من سيناء فستكون هناك حاجة لتأمين قوي للاعبين والجماهير. ولن يقل الأمر أهمية بالنسبة للمباريات في القاهرة أو الإسكندرية. ويتوقع أن يستغل تنظيم "داعش" هذه المناسبة لإرهاب المشاركين، على غرار ما فعله قبل مونديال روسيا.
صورة من: Imago/ZUMA Press
فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة
لكن السلطات والمسؤولين المصريين كانوا على علم تام بتلك المخاطر قبل التقدم لاستضافة تلك البطولة، التي تمثل فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة لمصر، من بينها الفوز مرة أخرى بالكأس الغائبة منذ 2010، وعودة الجماهير للملاعب، والمكاسب المادية من تنشيط السياحة، إضافة إلى بعث رسالة بعودة الأمن إلى ربوع "المحروسة"، كما يسعى إليه المنظمون. الكاتب: صلاح شرارة