إعصار "إيان" في أمريكا.. مصرع العشرات وخسائر مادية "تاريخية"
١ أكتوبر ٢٠٢٢
تحاول ولايات أمريكية استيعاب حجم الدمار الناتج عن الإعصار "إيان"، أحد أقوى العواصف التي ضربت البر الرئيسي للولايات المتحدة، إذ تسبب في خسائر بعشرات المليارات من الدولارات ومقتل عدد غير معروف من الأشخاص.
إعلان
لا تزال حصيلة الخسائر البشريّة الناجمة من مرور إعصار إيان عبر ولاية فلوريدا الأمريكية ترتفع، وقد أبلغت السلطات عن 23 وفاة حتّى الآن. توازيًا، يستمرّ البحث عن 17 شخصًا من ركّاب قارب للمهاجرين انقلب الأربعاء قرب أرخبيل كيز.
وقالت إدارة إنفاذ القانون بفلوريدا في بيان إنّ الكثير من الضحايا ماتوا غرقًا. وتحدّث عدد من وسائل الإعلام عن خسائر بشريّة أكبر، وذكرت قناة "سي إن إن" أنّ 45 شخصًا لاقوا حتفهم.
أمّا حصيلة الخسائر المادّية فهي "تاريخيّة" في فلوريدا، حيث وصل ارتفاع منسوب المياه إلى حدّ غير مسبوق، بحسب رون ديسانتيس، حاكم الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد.
وقد غمرت المياه شوارع ومنازل وجرفت قوارب كانت راسية إلى داخل المدن. واستعملت السلطات في كيسيمي قرب أورلاندو المراكب لإنقاذ سكّان محاصرين في منازلهم في المناطق التي غمرتها المياه.
وبعد تراجعه إلى الفئة الأولى، أصبح "إيان" يحمل رياحًا سرعتها 140 كلم في الساعة ويُهدّد "بفيضانات بحريّة قاتلة" على سواحل كارولاينا الجنوبيّة وكارولاينا الشماليّة، كما ورد في أحدث نشرة صادرة عن المركز الوطني للأعاصير الذي وضع منطقة الساحل بكاملها، من جورجيا إلى كارولاينا الشماليّة، في حال تأهّب.
وتحدّث الرئيس جو بايدن مجددا مع ديسانتيس الجمعة للبحث في الاستجابة للكارثة، وقال إنّ "الحكومة الفدراليّة ستُواصل التحرّك من أجل سكّان فلوريدا"، وفق المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار. وقال "لقد بدأنا للتو في رؤية حجم هذا الدمار. من المحتمل أن يكون من بين الأسوأ..في تاريخ الأمة".
وبدأ انهمار الأمطار وهبوب الرياح في مدينة تشارلستون بالولاية الجنوبيّة. وواصلت فوريدا الجمعة (بالتوقيت المحلي) معاينة حجم الدمار. ويأتي هذا الإعصار بعد مرور حوالي عام على إعصار أيدا الذي وصف بأنه أعنف إعصار في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال الحاكم رون ديسانتيس في مؤتمر صحافي إنّ "صور المنازل المدمّرة في فورت مايرز بيتش مقلقة جدا. كانت مركز الإعصار فعلًا، لكنّها كانت عاصفة قويّة إلى درجة أنّ هناك أيضًا أضرارًا في الأراضي الداخليّة". وأضاف أنّه حتّى صباح الجمعة، ظلّ نحو 1,9 مليون شخص بدون كهرباء.
وبحسب تقديرات أولية، قد يكلّف مرور إعصار إيان شركات التأمين ما يصل إلى 47 مليار دولار وسيؤثر في النمو الأميركي خصوصا بسبب انقطاع التيار الكهربائي وإلغاء رحلات جوية والأضرار التي لحقت بالإنتاج الزراعي.
وأكد الرئيس الأميركي أنه يريد زيارة الولاية الجنوبية في أسرع وقت، لكنه يريد أيضا زيارة جزيرة بورتوريكو الأميركية التي دمرها الإعصار فيونا مؤخرا. وقال "قد يكون هذا أعنف إعصار في تاريخ فلوريدا".
وقبل فلوريدا، ضرب إيان كوبا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وعن أضرار مادّية جسيمة وحرمان كثير من المنازل الكهرباء.
إ.ع/ع.ج.م ( أ ف ب)
كوارث "تطرف الطقس".. عندما يدخل العالم مرحلة الخطر
تشهد مدينة هامبورغ الألمانية حاليا (من 22 حتى 24 سبتمبر 2021) إقامة "مؤتمر تطرف الطقس"، حيث يلتقي خبراء الأرضاد الجوية والمناخ للحديث عن أسباب التغير المناخي. وفي الواقع فإن تطرف الطقس أصبحت آثاره المدمرة واضحة للجميع.
صورة من: Dr. Christoph Sommergruber/dpa/picture alliance
طقس طبيعي أم مناخ متطرف؟
إعصار "أولاف" الذي ضرب هنا سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر/ أيلول، هو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. وقام منظمو "مؤتمر تطرف الطقس" مع خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية ومن هيئات أخرى بنشر معلومات حول الخطر الذي يتهدد العالم. والطقس هو حالة الغلاف الجوي في فترة قصيرة كيوم حتى أسبوع أما المناخ فهي حالته لفترة أطول.
صورة من: NOAA/NESDIS/STAR GOES/AP Photo/picture alliance
تحقق الخطر الذي طالما حذر العلماء منه
بسبب التهديد المتزايد من الأعاصير وحرائق الغابات، يحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "أعلى درجات الخطر لأمتنا" الأمريكية. مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن "العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي".
صورة من: Fotolia/Daniel Loretto
هطول الأمطار يدمر أساسيات العيش
أضحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الجاري، ما أدى بالقائمين على أحد السدود في مقاطعة هونان إلى فتح البوّابات حتى تخرج كميات كبيرة من المياه وبالتالي يقل الضغط عليه ويتفادي انفجاره. لكن الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.
صورة من: Str/Getty Images/AFP
ألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة "آرفايلر". صور كهذه من بلدة شولد المدمرة بالكامل تلقي بظلالها على مؤتمر هامبورغ لتطرف الطقس هذا العام، مذكرة بأنه يجب التحرك لمواجهة الكارثة.
صورة من: Wolfgang Rattay/REUTERS
وفي المقابل جفاف.. أفغانستان كمثال
ليست الأعاصير وحدها هي ما ينتج عن التغير المناخي، فهناك الجفاف أيضا مثلما الحال في أفغانستان، حيث أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذربرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.
صورة من: Ton Koene/VWPics/UIG/imago
الجراد يلتهم غذاء البشر
زيادة على الجفاف، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرهة بشكل متزايد في المناطق الجبلية حيث تسبب أضرار جسيمة لم تحدث من قبل ويساعد على ذلك تغير المناخ.
صورة من: Baz Ratner/REUTERS
حرائق الغابات.. حالة متكررة
جاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية. لكن هناك من اعترف بخطورة التغير المناخي وهناك من رفض الإقرار بذلك؛ محملاً الأمر لأشخاص ومنظمات. (فابيان شميث/ع.ا/ص.ش)