إعلامي يقاضي ميركل بسبب انتقادها لقصيدته حول أردوغان
٢ أبريل ٢٠١٩
قبل أعوام، وبقصيدة بها "أبيات مهينة" ضد أردوغان تسبب الألماني بومرمان بأزمة دبلوماسية مع تركيا. ووصفت ميركل آنذاك القصيدة بالـ"مهينة". والآن أعلنت محكمة في برلين تحريك دعوى ضدها بسبب انتقادها للقصيدة من موقعها كمسؤولة.
إعلان
حرك الإعلامي الألماني يان بومرمان دعوى قضائية ضد المستشارة أنغيلا ميركل بسبب انتقادها لـ"قصيدته المسيئة" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال متحدث باسم المحكمة الإدارية في برلين اليوم الثلاثاء (الثاني من أبريل/ نيسان 2019) إنه من المقرر النظر في الدعوى في 16 أبريل/ نيسان الجاري. تجدر الإشارة إلى أن الدعوى موجهة رسميا ضد ديوان المستشارية في برلين.
وكان الإعلامي الساخر بومرمان تسبب في أزمة دبلوماسية مع تركيا بسبب قصديته الساخرة التي بثها في برنامجه التليفزيوني عام 2016، ووصفت ميركل القصيدة في ذلك الحين بأنها "مهينة عن عمد"، بحسب تصريحات المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت عقب مكالمة هاتفية أجرتها ميركل مع رئيس الوزراء التركي في ذلك الوقت أحمد داوود أوغلو.
وبعد ذلك تراجعت ميركل عن هذه التصريحات واعتبرتها خاطئة. وبحسب تقرير إعلامي، هدد بومرمان ميركل بالتقدم بدعوى قضائية ضدها عام 2017. غير أن المحكمة ستنظر الآن فيما إذا كان وصف ميركل للقصيدة بـ"مهينة عن عمد" يعتبر مخالفا للقانون، بسبب تواجدها في الحكومة.
يُذكر أن أردوغان نفسه تقدم بدعوى قضائية ضد بومرمان بتهمة الإهانة، وحكمت المحكمة الابتدائية في مدينة هامبورغ الألمانية لصالح الدعوى جزئيا، حيث قضت بعدم السماح لبومرمان بإعادة بث الأبيات "المهينة" لأردوغان في قصيدته. وكان الرئيس التركي يطالب بحظر بث القصيدة بالكامل. ويعتزم بومرمان الطعن على الحكم.
وفي تعليق لها على قرار المحكمة بنظر القضية ضد ميركل قالت صحيفة "مونشنر مركور" إن "قضية بومرمان أضحت منذ فترة طويلة درسا تعليميا في كيفية عدم تدخل الحكومة في بلد حر (في مثل تلك القضية)، إذا ما كانت تريد أن تتمسك بحرية الفن وحرية التعبير". وأضافت الصحيفة التي تصدر في ميونيخ: "يجب عليها (الحكومة) أن تبقى بعيدة وأن تترك الأمر للمحاكم بدلا من أن تنصاع لذوي السلطان".
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
محطات مثيرة للجدل في زيارة أردوغان لبرلين
منذ الإعلان عن زيارة أردوغان لبرلين وسيل الانتقادات لا يتوقف. ومع وصوله الفعلي لألمانيا تصاعدت أصوات منتقديه، خاصة بسبب مراسم الاستقبال الضخمة، التي حظي بها الضيف. في ما يلي أهم المحطات المثيرة للجدل في زيارة أردوغان.
صورة من: Reuters/F. Bensch
"اختلافات ومصالح"
خلال مؤتمرها الصحفي المشترك مع الرئيس التركي أردوغان في برلين الجمعة (28 سبتمبر/ أيلول 2018) أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه لا تزال هناك "اختلافات عميقة" مع تركيا فيما يتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، مشددة على أن هناك مصالح مشتركة مع تركيا كالناتو والهجرة ومكافحة الإرهاب. أما الرئيس التركي فدعا برلين لتسليم ما قال إنهم مئات من مؤيدي رجل الدين فتح الله غولن المقيمين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
مقاطعة المأدبة على شرف الرئيس
وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صباح الجمعة (28 أيلول/ سبتمبر 2018) في قصر "بيلفو" الرئاسي في برلين بالتشريفات العسكرية. وتقام مساء الجمعة مأدبة عشاء على شرفه، الأمر الذي أثار بدوره جدلاً واسعاً في ألمانيا. كما رفض العديد من الساسة الألمان المشاركة في المأدبة المُقامة على شرف الضيف التركي احتجاجاً على سجل حكومته في مجال حقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/R. Krause
المراسم الضخمة "أمر سخيف"
ومنذ الإعلان عن زيارة أردوغان لبرلين وسيل الانتقادات لهذه الزيارة المثيرة للجدل لا يتوقف. وطالت الانتقادات عدة جوانب، أهمها مراسم الاستقبال الضخمة للضيف التركي، وهو ما انتقده عدد من الساسة أبرزهم رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض، زارا فاغنكنشت، التي قالت إن "استقبال شخص يهدم الديمقراطية في بلاده ويؤسس ديكتاتورية إسلامية، بالسجادة الحمراء وبكل مراتب الشرف، هو أمر سخيف".
صورة من: Reuters/Presidential Press Office/K. Ozer
أول زيارة بمراسم عسكرية
رغم أن أردوغان زار ألمانيا من قبل في أكثر من 12 مناسبة عندما كان رئيساً للوزراء أو حتى رئيساً لتركيا إلا أن زيارته هذه هي أول زيارة رسمية له بمراسم تكريم عسكرية كاملة، ولم تتوقف انتقادات زارا فاغنكنشت على تلك المراسم وإنما اتهمت أردوغان بدعم جماعات إرهابية. أما حزب الخضر، فقد طالب المستشارة ميركل باتخاذ موقف واضح ضد الرئيس التركي وسياسته.
صورة من: picture-alliance/dpa
"إشارة رابعة"
لم تتوقف زيارة أردوغان في إثارة الجدل عند مراسم الاستقبال الضخمة، بل طالت أيضاً طريقة إلقائه التحية لمؤيديه. ففي طريقه إلى الفندق في برلين حيَّا أردوغان مؤيديه، الذين تجمعوا على جانب الطريق برفع "أصابعه الأربعة" وهي الإشارة المعروفة لدى جماعة الإخوان المسلمين، بالأخص في مصر. غير أنه يبقى من غير المعروف إن كان أردوغان يعني بذلك في برلين أيضا الإشارة إلى الإخوان وواقعة رابعة في مصر، بحسب مراقبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
شعبيته في ألمانيا أكبر
بالرغم من الانتقادات المتتالية لسياسته ووضع حقوق الإنسان في تركيا، يحظى أردوغان بقاعدة شعبية مهمة بين أفراد الجالية التركية في ألمانيا، ومن بينهم فئة الشباب أيضاً. فقد حصل أردوغان في الانتخابات الرئاسية على نسبة أصوات لدى الجالية التركية في ألمانيا تفوق نسبة ما حصل عليه داخل تركيا نفسها، وفقا للنتائج الأولية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
المعارضون "الأعداء"
قائمة المعارضين "أعداء" أردوغان داخل وخارج تركيا طويلة، وذلك بسبب سياسته القمعية ووضع حقوق المواطنين وحقوق الإنسان في تركيا. وقد رفض العديد من السياسيين المعارضين الألمان لقاء الضيف التركي. كما تقرر تنظيم مظاهرات ضد زيارة أردوغان في عدة مواقع في برلين وكولونيا. وقد أصيب شرطيان في برلين الخميس في مظاهرة عفوية ضد أردوغان، شارك فيها أشخاص ملثمون وألقيت خلالها حجارة على الشرطة. اعداد: إيمان ملوك