إعلان براءة تلميذ ألماني من التخطيط لمذبحة يضع الشرطة في مرمى سهام النقاد
٢٠ نوفمبر ٢٠٠٧اتخذت التحقيقات في مخطط لتنفيذ مذبحة في مدرسة جورج بوشنر الثانوية بمدينة كولونيا الألمانية مجرى مغايراً. بداية اعتقدت الشرطة أن الطالب ابن السابعة عشرة الذي انتحر يوم الجمعة الماضي خطط مع صديق له في سن الثامنة عشرة لتنفيذ المذبحة. غير أن الشرطة أعلنت بعد ظهر أمس الاثنين الإفراج عن ابن الثامنة عشرة بعد اعتقاله وإجراء تحقيقات مطولة معه. وذكر المتحدث باسم الشرطة أنه قد ثبت أن الطالب المتهم لم يخطط للمشاركة في الجريمة، وقد سبق وأخبر صديقه بذلك، وهو ما توثقه بروتوكولات المراسلات والدردشة عبر الإنترنت. وعلى ضوء هذه المعطيات تم إطلاق سراح الطالب الذي يوجد حاليا مستشفى للأمراض النفسية بناء على رغبته.
إلا أن الشرطة تواجه الآن انتقادات لكيفية تعاملها مع "مخطط" تخلى عنه الشابان قبل أربعة أسابيع وتساؤلات حول السبب الذي جعلها لا تصطحب الصبي الذي أقدم على الانتحار إلى المنزل وتسلمه إلى أمه أو ترتب لتقديم مشورة نفسية له، واتهمت بعض الصحف الشرطة بتركها الطالب بعد التحقيقات التي أجرتها معه دون مراقبة.
مدرسة أخرى تغلق أبوابها في كولونيا بسبب تهديد
في هذه الأثناء أُفيد بأن مدرسة أخرى في كولونيا أغلقت أبوابها في هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الأولى للاعتداء الذي نفذه أحد الطلاب في مدرسة إعدادية بمدينة امسدتين الألمانية، والذي أسفر عن إصابة 37 شخصاًً بجروح بعضها خطيرة. وجاء الإغلاق بعد اكتشاف تهديد يحمل العبارة التالية على جدار إحدى الحمامات: "سوف أنفذ مذبحة في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007". وذكرت مصادر الحكومة المحلية في مدينة كولونيا أن إدارة المدرسة قررت على ضوء ذلك تعطيل الدروس هذا اليوم، لاسيما وأن حوالي 90 في المائة من التلاميذ لم يحضروا إلى المدرسة هذا اليوم. وتعمل الشرطة بالتعاون مع إدارة المدرسة في البحث عن الشخص الذي كتب العبارة التهديدية آنفة الذكر.
ضحايا مذابح المدارس أكثر من 500 في عشر سنوات
وقد جدد ذلك النقاش حول ظاهرة انتشار المذابح في المدارس خلال السنوات العشر الأخيرة. وقد أدت هذه المذابح إلى مصرع 522 شخصا معظمهم في الولايات المتحدة. وكانت آخر مذبحة من هذا النوع قد وقعت في مدرسة "جوكيلا Jokela" بمدينة توسولا الفنلندية في وقت سابق من هذا الشهر. وفي ألمانيا وقعت أسوأ الاعتداءات في أبريل عام 2002 بمدينة إيرفورت حيث لقي 28 شخصاً حتفهم.
إجراءات أمنية وتربوية وقائية
وعلى ضوء ذلك تم تشديد قانون حيازة الأسلحة الذي يمنع منذ عام 2004 اقتناء الأدوات التي تساعد على القتل، كما تم تشكيل لجان تربوية مرتبطة مع أجهزة الشرطة بشكل مباشر بهدف اتخاذ الإجراءات اللازمة عند الضرورة. كذلك تم وضع خطط طوارئ للتصرف وفقها لمنع حدوث مثل هذه الأعمال قبل وقوعها وكذا طريقة للتصرف عند وقوعها. علاوة على ذلك بدأت معظم الولايات الألمانية بتطبيق برنامج تدريبي للمعلمين لتمكينهم من اكتشاف التلاميذ الذين يميلون لارتكاب مثل هذه الأعمال العدوانية.
من ناحية أخرى يوجه البعض سهام النقد لمستوى الإرشاد والتوجيه النفسي داخل المدارس. في هذا السياق يرى يوسف كراوز، من اتحاد المعلمين الألمان، أنه من الضرورة بمكان تخصيص على الأقل موجه نفسي واحد لكل خمسة آلاف تلميذ، مشيرا إلى أن المدرسين مثقلين أصلا بواجباتهم التعليمية وغير قادرين على القيام بهذه المهمة.