رئيس وزراء إسبانيا يوضح سبب غرق بلاده في الظلام
٢٨ أبريل ٢٠٢٥
صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الاثنين (28 نيسان/أبريل 2025) أن مشكلة في شبكة الكهرباء الأوروبية تسببت في انقطاع التيار على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا مع استمرار التحقيقات لتحديد سبب المشكلة. وطلب سانشيز من العامة الامتناع عن التكهنات، وقال إنه لم يتم استبعاد أي نظرية بشأن سبب انقطاع الكهرباء.
وتقدم سانشيز بالشكر إلى حكومتي فرنسا والمغرب، حيث يجري سحب الكهرباء من البلدين لاستعادة الطاقة بشمال وجنوب إسبانيا.
وكان رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا قد أعلن على موقع إكس أنه لا يوجد في الوقت الحالي دليل على أن انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال ناجم عن هجوم إلكتروني. وأضاف كوستا، البرتغالي الجنسية، أن شركات توزيع الكهرباء في البلدين تعمل على معرفة السبب واستعادة إمدادات الكهرباء.
ومن جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إنها تحدثت مع رئيس الوزراء الإسباني سانشيز بشأن انقطاع التيار الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية.
وتابعت فون دير لاين على موقع "إكس": "أكّدتُ دعم المفوضية الأوروبية في متابعة الوضع مع السلطات الوطنية والأوروبية ومجموعة تنسيق الكهرباء التابعة لنا. سنُنسّق جهودنا ونتبادل المعلومات للمساعدة في استعادة نظام الكهرباء، واتفقنا على البقاء على اتصال وثيق".
وذكرت شركة توزيع الكهرباء الإسبانية "ريد إلكتريكا" على موقع إكس أنه تم استعادة التيار الكهربائي في مناطق عديدة بشمال وجنوب وغرب إسبانيا.
الداخلية الإسبانية تعلن حالة الطوارئ
وفي مساء الاثنين، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة الطوارئ بعد أن شهد معظم أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية انقطاعا في التيار الكهربائي.
وأضافت الوزارة أن حالة الطوارئ ستطبق في المناطق التي تستدعي فيها الضرورة ذلك. وطلبت مدن مدريد والأندلس وإكستريمادورا من الحكومة المركزية تولي مسؤولية النظام العام فيها.
تعطل شبكات الهاتف وتوقف القطارات في إسبانيا والبرتغال
وانقطعت الكهرباء على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال الاثنين، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات، قبل أن يعود التيار إلى بعض المناطق بعد ساعات.
في مدريد وغيرها من المدن، سارع السكان لسحب الأموال من البنوك، وامتلأت الشوارع بالحشود التي حاولت عبثاً الحصول على إشارة على الهواتف المحمولة. وعلق آخرون في المصاعد أو داخل المرائب. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات المترو غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصاً في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.
وتعطلت إشارات المرور، الأمر الذي أجبر المركبات على التباطؤ لتجنب الاصطدامات، ودفع الشرطة إلى تكثيف توجيه حركة المرور عند التقاطعات. وقالت شركة تشغيل السكك الحديد الإسبانية "أديف" إن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى توقف القطارات في أنحاء البلاد.
وعقد رئيس الوزراء بيديو سانشيز اجتماعاً حكومياً طارئاً لبحث الانقطاع المفاجئ، وفق ما أفاد مكتبه عبر تطبيق تلغرام. وأمل سانشيز على الاثر بعودة "سريعة" للتيار في ضوء "إعادة تشغيل المحطات العاملة بالغاز والمياه في كل انحاء البلاد".
قال مدير العمليات في شركة الكهرباء الإسابية إدواردو برييتو "لا نستطيع التكهن في الوقت الراهن بأسباب" الانقطاع، لكن العمل جار لتحديد مصدره. وأضاف أن أعمال الصيانة جارية، لكن إعادة التيار ستستغرق ما بين ست وعشر ساعات "إذا سارت الأمور على ما يرام".
وأعلنت شركة الكهرباء وقت لاحق الاثنين إن التيار عاد في أجزاء من شمال وجنوب وغرب إسبانيا.
في البرتغال المجاورة، قالت شركة الكهرباء إن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها تأثرت بانقطاع الكهرباء، وهي منطقة تشمل 48 مليون نسمة في إسبانيا و10,5 ملايين نسمة في البرتغال، مضيفة أنه "من المستحيل التكهن بموعد عودة الوضع إلى طبيعته".
وقالت منظمة مراقبة النقل الجوي الأوروبية (يوروكونترول) إن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في تعطل الرحلات الجوية من وإلى مدريد وبرشلونة ولشبونة، مضيفة أنه من السابق لأوانه تحديد عدد الرحلات المتأثرة.
انقطعت الكهرباء أيضا لفترة وجيزة في جنوب غرب فرنسا، حسبما أعلنت شركة تشغيل الكهرباء المحلية مؤكدة عودة التيار مذاك. وقالت الشركة إن "حادثاً كهربائياً يؤثر حالياً على إسبانيا والبرتغال، ولا يزال السبب غير محدد".
كما سادت الفوضى حركة النقل في برشلونة، ثاني أكبر مدينة في إسبانيا من ناحية عدد السكان، حيث تدفق السكان المحليون والسياح على حد سواء إلى الشوارع في محاولة لمعرفة ما حدث. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات مترو في مدريد غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصاً في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.
إلى ذلك، أفاد موقع "نتبلوكس" لرصد نشاط الإنترنت وكالة فرانس برس بأن انقطاع الإنترنت تسبب في "تعطل جزء كبير من البنية التحتية الرقمية للبلاد"، لافتا الى أن اتصالات الإنترنت انخفضت إلى 17% فقط من الاستخدام العادي.
ونشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية صوراً على موقعها الإلكتروني لقطارات المترو المتوقفة في مدريد، وللشرطة وهي تنظم حركة المرور، ولصحافييها وهم يعملون في مكتب مظلم على أضواء كاشفة. وأشارت إلى أن الأقسام الأساسية في المستشفيات تمكنت من الاستمرار في العمل بفضل المولدات الاحتياطية، في حين ظلت بعض الوحدات الأخرى بدون كهرباء.
في أوروبا، انقطعت الكهرباء في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 عن عشرة ملايين شخص لمدة ساعة في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا. وتسبب في ذلك عطل في شبكة الكهرباء الألمانية.
خ.س/ ص.ش (أ ب، أ ف ب)