"إعلان شتوتغارت"- تعهد بمناهضة الكراهية والتحريض في ألمانيا
٢ ديسمبر ٢٠٢١
تعهد وزراء داخلية الولايات الألمانية بأن يعيش اليهود بأمان في ألمانيا وملاحقة مرتكبي "الجرائم المعادية للسامية بكل حزم". الوزراء وقعوا على تعهد بهذا الخصوص يحمل اسم "إعلان شتوتغارت" كما زاروا معبدا لليهود.
رئيس مؤتمر وزراء الداخلية الألمان، توماس شتروبل، يوقع داخل أحد المعابد اليهودية في شتوتغارت على "إعلان شتوتغارت"، وتعهد الوزراء بحماية الطائفة اليهودية.صورة من: Bernd Weißbrod/dpa/picture alliance
إعلان
قام وزراء داخلية الولايات الألمانية بزيارة لمعبد يهودي في مدينة شتوتغارت اليوم الخميس (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2021) كنوع من التضامن في ظل انتشار جرائم معاداة السامية. ووقع الوزراء على إعلان مناهض للكراهية والتحريض يحمل اسم "إعلان شتوتغارت"، كما وعدوا بحماية الطائفة اليهودية.
وقال رئيس مؤتمر وزراء الداخلية الألمان، توماس شتروبل، في كلمة له في المعبد اليوم مخاطبا اليهود: "لستم وحدكم فنحن بجانبكم". وتعهد شتروبل بأن "يلاحق أفراد الشرطة الجرائم المعادية للسامية بكل حزم"، مطالبا بأن يعيش اليهود في أمان وأن يشعروا بالأمان في ألمانيا.
وبسبب جائحة كورونا، عقد الوزراء مشاوراتهم بشكل مزدوج جمع بين الحضور الفعلي والافتراضي، وتمثل زيارة المعبد الموعد الخارجي الوحيد للوزراء خلال مشاوراتهم.
ووقع شتروبل، وهو وزير داخلية ولاية بادن-فورتمبرغ، مع وزير داخلية سكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس ووزير داخلية بافاريا يوآخيم هيرمان ووكيل وزارة الداخلية الاتحادية هانز-غيورغ إنغيلكه، داخل المعبد "إعلان شتوتغارت" لمناهضة الكراهية والتحريض.
ويتضمن الإعلان مطالبة الحكومة الاتحادية والولايات بعدة أمور من بينها إمكانية تحديد المجرمين على شبكة الإنترنت وتتبع محتويات الكراهية والتحريض بصورة أكثر حزما وملاحقتها على خدمات الرسائل مثل تليغرام.
من جانبها، قالت باربارا تراوب من الطائفة اليهودية في ولاية بادن فورتمبرغ إن الإعلان يمثل إشارة مهمة بالنسبة لكل اليهود في ألمانيا وأضافت أن البيان "تعبير عن ضرورة واقعية".
ويشار إلى أن رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر، كان قد أعرب عن اعتقاده بأن هناك حاجة كبيرة للعمل لمكافحة معاداة السامية والتطرف اليميني في ألمانيا. وجاء ذلك بعد عامين من الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسا يهوديا في مدينة هاله الألمانية.
إحصاءات صادمة عن معاداة السامية في ألمانيا
01:52
This browser does not support the video element.
وقال شوستر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "انتشار الكراهية والتحريض، على سبيل المثال في شكل نظريات مؤامرة معادية للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي، مشكلة جسيمة". وأشار إلى أنه "على المستوى السياسي والاجتماعي، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لمكافحة تزايد معاداة السامية".
في المقابل، أكد شوستر أن هناك حاليا العديد من المبادرات المعنية بمكافحة معاداة السامية، والتي غالبا ما يتحمل المشاركون فيها مخاطر شخصية، لأنهم يناهضون التطرف اليميني، مشيرا إلى أنه من المهم بالنسبة لهؤلاء أن يكون لديهم أساس موثوق يستندون عليه.
ص.ش/ أ.ح (د ب أ)
في صور.. الهجمات على الكنس اليهودية في ألمانيا
محاولة الهجوم الأخيرة على كنيس يهودي في هاله بشرق البلاد ليست الأولى من نوعها في ألمانيا. إذ حتى بعد أهوال الحقبة النازية، مايزال الأفراد والنصب التذكارية وأماكن العبادة اليهودية هدفاً لهجمات معادية للسامية.
صورة من: Imago Images/S. Schellhorn
كولونيا، 1959: الصليب المعقوف وخطاب الكراهية
في أيلول/سبتمبر 1959، قام رجلان من الحزب النازي الألماني، برسم الصليب المعقوف وكتابة شعار "الألمان يطالبون بخروج اليهود"، على جدران الكنيس في كولونيا. انتشر بعد ذلك عبر ألمانيا رسومات وشعارات جدارية ضد السامية، تمكنت الشرطة من اعتقال الجناة، وقام البرلمان بتمرير قانون ضد "تحريض الناس"، والذي لازال حبراً على ورق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Joko
لوبيك 1994: أول حريق متعمد على معبد منذ عقود
أصيب العالم بالصدمة بعد إحراق كنيس يهودي شمال لوبيك في آذار/مارس 1994، في هجوم يعتبر الأول من نوعه منذ عقود. تم في النهاية إدانة أربعة أشخاص من اليمين المتطرف. في اليوم التالي للحريق، تجمع 4000 شخص في الشارع، حاملين شعارات "لوبيك تحبس أنفاسها"، ولكن في العام 1995 تعرض ذات الكنيس إلى هجوم آخر.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner
إيسن 2000: إلقاء حجارة داخل كنيس قديم
قام أكثر من 100 فلسطيني من لبنان، بإلقاء الحجارة على كنيس قديم في إيسن بغرب ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر 2000. جاء الحادث بعد مظاهرة ضد "العنف في الشرق الأوسط". أصيب خلال الهجوم شرطي ألماني، فيما نفى نائب رئيس الوفد العام لفلسطين في ألمانيا(الممثلية الفلسطينية) محمود علاء الدين تورطه.
صورة من: picture-alliance/B. Boensch
دوسلدورف 2000: حريق متعمد وحجارة
قام شاب فلسطيني، 19 عاماً، وآخر مغربي، 20 عاماً، بتخريب كنيس يهودي جديد في دوسلدورف باستخدام الحجارة ومواد حارقة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، "انتقاماً" من اليهود وإسرائيل. وصرح المستشار الألماني، آنذاك، جيرهارد شرودير :"يجب أن يثور الناس ضد معاداة السامية". وعلى إثر الحادث قامت السلطات الفيدرالية وعدة مؤسسات غير ربحية بإطلاق حملات ضد التطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ماينز 2010: هجوم بقنبلة مولوتوف بعد وقت قصير من افتتاح كنيس
بعد وقت قصير من افتتاح كنيس في ماينز، قام متطرفون بإحراق الكنيس الجديد في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2010. المبنى المدهش، من تصميم المعماري مانويل هيرز، أنشئ فوق كنيس قديم تم إحراقه على يد النازيين عام 1938.
صورة من: picture-alliance/akg/Bildarchiv Steffens
فوبرتال 2014: مواد حارقة
في يوليو 2014، ألقى ثلاثة شبان فلسطينيين مواد حارقة بالقرب من الباب الأمامي لكنيس في فوبرتال. إلا أن المحكمة أقرت بعدم وجود "دليل قاطع" على معاداة السامية. أثار القرار الجدل بشكل واسع، وتسبب بموجة غضب وسط الجالية اليهودية في ألمانيا ووسائل الإعلام الأجنبية. وعليه أعلن رئيس الجالية اليهودية فوبرتال أن الحكم "دعوة لمزيد من الجرائم".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Seidel
برلين 2019: مهاجم وسكين
تسلق رجل وفي حوزته سكينًا حاجزًا يقع في المعبد اليهودي الجديد في برلين مساء يوم السبت 4 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وذلك خلال الفترة المقدسة بين عطلتي "رأس السنة" ويوم كيبور. استطاع رجال الأمن السيطرة على المهاجم، الذي ظلت دوافعه غير واضحة. وقامت الشرطة لاحقاً بإطلاق سراحه، وهو قرار وصفه زعماء يهود بأنه "فشل" في تحقيق العدالة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Avers
هاله 2019: إطلاق نار في يوم الغفران
تجمع حوالي 80 شخصًا في الكنيس بعد ظهر الأربعاء للمشاركة في مراسم يوم الغفران، والذي يعتبر أقدس يوم في التقويم اليهودي. وبحسب ما ورد، حاول المهاجم المزعوم إطلاق النار على المعبد، ولكن لم يتمكن من المرور عبر باب الأمان. قتل اثنين من المارة وأصيب آخرين بإطلاق النار. وقد تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الفاعل، ليثبت لاحقاً أن لديه سجلا من الخطاب اليميني المتطرف ومعاداة السامية وكراهية النساء.