إعلان فوز الأسد بولاية رابعة وحصوله على 95.1% من الأصوات
٢٧ مايو ٢٠٢١
بعد انتخابات أثارت الجدل ورفضها الاتحاد الأوروبي وقوى دولية أخرى، أعلن فوز الرئيس السوري بشار الأسد بولاية رابعة، مدتها سبع سنوات. وقال وزير خارجية الاتحاد إن الانتخابات لن تؤدي للتقارب بأي حال مع نظام الأسد.
إعلان
في مؤتمر صحفي، عقد في مقر مجلس الشعب بدمشق ونُقل على الهواء مباشرة، قال رئيس مجلس الشعب السوري حموده الصباغ مساء الخميس (27 مايو/ أيار 2021) إن الرئيس بشار الأسد (55 عاما) فاز بولاية رابعة، مدتها سبع سنوات، بعد حصوله على 95.1% من الأصوات.
ويتولى بشار الأسد مقاليد السلطة في سوريا منذ وفاة والده حافظ الأسد عام 2000، والذي حكم البلاد نحو 30 عاما. وتعيش سوريا حربا أهلية منذ عام 2011، إثر قمع الأسد الابن لاحتجاجات سلمية مطالبة بالديموقراطية، لكن حدة الاقتتال تراجعت بعد اتفاق برعاية روسية تركية.
وأصبحت قوات الأسد تسيطر حاليا على نحو ثلثي مساحة الأراضي في سوريا، بعد مقتل مئات الآلاف من السوريين وفرار نحو 11 مليونا من منازلهم، يشكلون نحو نصف عدد سكان سوريا.
وجرت الانتخابات الرئاسية يوم أمس الاربعاء، وحصل المرشح محمود مرعي على 470 ألفا و 276 صوتا بنسبة 3ر3 % من أصوات المقترعين وحصل المرشح عبد الله سلوم عبد الله على 213 ألفا و968 صوتا وحصل على 5ر1 % من نسبة المقترعين .
وقال الصباغ "عدد الذين شاركوا في الانتخابات في الداخل والخارج بلغ 14 مليون و239140 مقترع وبنسبة 64ر78 % من عدد الذين يحق لهم الاقتراع وعددهم 18 مليون 107109 ناخبين ".
وكان الأسد حصل في الانتخابات الرئاسية في عام 2014 على 7ر88 % من الأصوات، وحصل على 10 ملايين و319 ألفا و723 صوتا، وبلغت نسبة المشاركة في التصويت في الانتخابات 42ر73 %.
ومن المنتظر أن يؤدي الرئيس الأسد اليمن الدستوري منتصف شهر تموز / يوليو القادم.
الاتحاد الأوروبي لا يعترف بانتخابات الأسد
وقد وجهت للانتخابات انتقادات حادة من قبل المعارضة ووصفتها بــ"التمثيلية"، كما رفضها أيضا الأكراد في شمال شرق البلاد. ووجهت قوى غربية، من بينها ألمانيا، انتقادات أيضا للانتخابات ووصفتها بأنها "لا حرة ولا نزيهة".
وقد أصدرت ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا بيانا مشتركا يوم الأربعاء انتقدوا فيه الانتخابات وأعلنوا دعمهم للمعارضة.
ومن جهته رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتائج الانتخابات، وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل بعد مشاورات الخميس في لشبونة مع وزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء بالتكتل إن الانتخابات "لن تؤدي إلى إنهاء للنزاع" في سوريا. وأضاف أن عملية الانتخاب لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى مبادرات من أجل عودة العلاقات الدولية مع النظام السوري إلى طبيعتها.
وقد مدد الاتحاد الأوروبي الخميس أيضا عقوباته ضد حكومة الأسد وداعميها لمدة عام آخر حتى أول يونيو/ حزيران 2022. ومن بين ما تشمله العقوبات تجميد أصول لـ70 منظمة وشركة، وكذلك منع 238 سوريا من دخول الاتحاد وتجميد ممتلكاتهم إضافة إلى تحجيم للاستثمارات وتجميد لأرصدة تخص البنك المركزي السوري.
وجرت أمس الانتخابات الرئاسية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وسط أقبال كبير على صناديق الاقتراع في محافظات دمشق وريفها وحمص واللاذقية وطرطوس، بينما جرت في مناطق محددة في محافظة درعا جنوب
سوريا بعد رفض دخول الصناديق إلى عدد من المدن والبلدات التي نفذت إضرابا عاما أمس، كما شهدت مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية مظاهرات رفضا للانتخابات الرئاسية.
ومنعت قوات سوريا الديمقراطية / قسد/ إجراء الانتخابات في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، وأغلقت المعابر مع مناطق سيطرة الحكومة السورية مساء يوم الثلاثاء وإعادة فتحها اليوم بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية .
ص.ش/ز.أ. ب (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد
تحكم عائلة الأسد سوريا منذ أكثر من 5 عقود بقبضة من حديد، إذ يستمر الرئيس السوري بشار الأسد على نهج أبيه حافظ الذي تولى الحكم بانقلاب عسكري. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا في عهد عائلة الأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق".
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق. م.ع.ح/ع.ج.م