1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إعلان "فيدرالية برقة" يفجر جدلا غير مسبوق في ليبيا

١١ مارس ٢٠١٢

منذ اعلان هيئات محلية في منطقة برقة شرق ليبيا الأسبوع الماضي، إقامة إقليم فيدرالي في المنطقة، تشهد ليبيا جدلا غير مسبوق حول فكرة إقامة نظام فيدرالي أو كونفدرالي، كما تشهد كبريات المدن الليبية ردود فعل ومظاهرات متواصلة.

صورة من: DW

خرجت جموع غفيرة من الليبيين في معظم المدن الليبية في مظاهرات غضب تندد بفكرة الفيدرالية وتنبذ الانقسام وتدعو الى اللامركزية، وقد غصَت ساحة التحرير بمدينة بنغازي والتي يفرض أنها عاصمة إقليم برقة، بمتظاهرين ينددون بمحاولة تكوين هذه الفيدرالية. والتحم بهم (بالمتظاهرين) وفود من المناطق الشرقية تندد بذلك من أقصاها الى أخر حدودها .

وفي المقابل كانت ساحة الشهداء في طرابلس تغص بأهل العاصمة التي تخشي على وحدة ليبيا وتطالب باللامركزية وباللحمة الوطنية، لتلتقي مع مطالب أهل الجنوب والذي حملوا لفتات تقول "دم الشهداء لا يذهب هباء"، كما حملت إحدى فتيات العاصمة "ليبيا واحد وليس 3 (برقة، طرابلس، فزان )"، وحمل شاب يافع العمر لوحة وقعها بليبيا الموحدة كتب عليها "اقطعوا جسدي قطعة قطعة واتركوا ليبيا قطعة واحدة"، كما حملت لافتات أخرى تقول "يا ليبي يالعظيم ... لا ترضى بالتقسيم "، "الفيدرالية أقصر طريق لتمزيق الوحدة الوطنية"، "يا بنغازي قولي لا أولادك أول الشهداء"، وفي بنغازي رفعت لافتات تقول "الفيدرالية خيانة للوطن ولدم الشهيد، يا فيدرالي مانك صافي ... درت ما دار القذافي، مجلس اللجان الثورية برقة، دمك يا شهيد ينادي ... مانبيش تقسيم بلادي".

موقع DW يستطلع آراء عدد من المثقفين الليبيين، كما يرصد أجواء الشارع في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي كبرى مدن الشرق الليبي، التي انطلقت منها ثورة السابع عشر من فيبراير. وكان أعيان وزعماء قبليون وفعاليات محلية منطقة برقة "إقليما فيدراليا"، واختاروا الشيخ احمد الزبير الشريف السنوسي رئيسا لمجلسه الأعلى، وانعقد مؤتمر اعلان مجلس اقليم برقة في مدينة بنغازي، ويمتد الاقليم من حدود مصر شرقا إلى سرت غرب، وطالب المؤتمر بالعودة للدستور الملكي الذي كان معمولا به قبل انقلاب 1 سبتمبرأيلول الذي قام به العقيد معمر القذافي، كما يدعو إلى تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم، هي برقة وفزان(جنوب) وطرابلس(غرب).

مظاهرات رافضة لفكرة الفيدرالية وداعية لوحدة ليبياصورة من: DW

"ليبيا بحاجة إلى نظام لامركزي وليس فيدرالية"

تتعد حجج المعارضين لفكرة إقامة نظام فيدرالي في ليبيا، ولكنهم يختلفون في تحليل دوافع المبادرة التي اعلنت من درنة. الأستاذة فتحية المجبري سكرتير تحرير صحيفة برنيق ( الصحيفة الأولى في مدينة بنغازي ) قالت لـ DW"ما يحدث الآن هو إرهاصات المرحلة التي من الطبيعي جدا أن تمر بهذا المنحنى الخطير بعد تغيير نظام استمر لأكثر من 40 عام، والفيدرالية حتى وان كانت مرفوضة من غالبية الشعب إلا أننا لا يمكن أن نخوَن الداعين لها". ومضت الاعلامية الليبية تقول "هذا اختلاف طبيعي في الرؤى والاتجاهات وان اندس بعض المتعاونين مع ابناء القذافي لذر الرماد في العيون وانساق خلفهم بعض ممن لم يفهموا اللعبة أو دعاة الجهوية". ولكن المجبري تعتقد انه ستتم السيطرة على الموقف لان دولة المؤسسات والقانون والعدالة هي مطلب كل الأطراف. والليبيون اليوم بمختلف اتجاهاتهم ينضوون تحت شعار واحد "ليبيا حرة" وإلا ما معنى انضمام بعض الإسلاميين وتحالفهم مع الاحزاب الليبرالية لتشكيل قوة وطنية تحقق الهدف الأوحد ليبيا حرة، تتساءل السيدة المجبري.

بينما قال عمر الجد منسق التجمع الوطني للوفاق والتنمية من مدينة الخمس(شرق ليبيا) لـ DW :"هذا مخطط جزء منه قد يكون عربيا والذي قد يكون مغلف بالغرب لمصالح كالنفط والاقتصاد، والآخر قد يكون غربيا"، أشار الجد بأنه لا توجد شرعية للإعلان عن الكونفدرالية لعدم وجود نص في الدستور والقانون، فمن المعلوم أن أركان الدولة هي الشعب والإقليم والسلطة، فالدولة موجودة منذ الاستقلال حتى ولو تغيير النظام لا تتغير الدولة". وقال الجد انه حتى "لو فُتح المجال لتعددت الفيدراليات، وتساءل عن قصور النائب العام والداخلية والحكومة ورئيسها عن عدم محاسبة من يخرج عن سيادة الدولة معتبرا ذلك خيانة بنص قانون العقوبات الليبي المادة 23 ".

ويعزو عثمان البوسيفي الكاتب الصحافي المستقل من طرابلس في حوار لـ DW سبب ما حدث الى "ضعف أداء المجلس الوطني وضعف الحكومة"، وأبدى تخوفه من تحول ليبيا الى كيانات لن تنجح في إدارة شؤونها في ظل فساد إداري، وعلق على أن مساحة ليبيا الشاسعة هي من دفعت بهذه الأصوات المطالبة بالفيدرالية، ويعتقد الكاتب الصحافي الليبي أن أنجع الحول هو "اللامركزية وان تصل الخدمات الى ربوع ليبيا بأكملها". ومن جهتها أشارت عفاف الزبير الأستاذة الجامعية من مدينة بنغازي في حديث مع DW بأن الفيدرالية السياسية "لا تناسب ليبيا مطلقا فهي لا تملك مقومات الدولة الفيدرالية بتعدد الأعراق والأديان واللغات، خاصة وأن الشعب الليبي متداخل ومترابط اجتماعيا وتاريخيا، وليبيا تحتاج الى نظام جمهوري متعدد الاحزاب يعتمد على اللامركزية الإدارية".

أحمد الزبير السنوسي الذي أعلن فيدرالية برقة بشرق ليبياصورة من: picture-alliance/dpa

"الفيدرالية تمنع التسلط والفساد"

في مدينة بنغازي كبرى مدن الشرق الليبي، تُسمع آراء المؤيدن لفكرة الفيدرالية أكثر من مدن غرب أو جنوب البلاد، الشاب مؤيد سلطان من مدينة بنغازي، يرى أن "المركزية عمقت والاستغلال والتسلط، والفيدرالية تعتبرمن العوامل التي تمنع التسلط"، مطالبا بإعطاء كل إقليم من الأقليم الثلاثة حقه بإدارة شؤونه المحلية وان "يتمتع بثروات بلاده بالتساوي وارحموا طرابلس من التكدس البشع". أما السيدة وفاء قدور، ربة بيت من مدينة بنغازي، وهي مؤيدة لفكرة الفيدرالية فقد قالت لـ DW "ان الفيدرالية لا تعني التقسيم، فانا لا ارضى بتقسيم ليبيا، فأنا وطنية وأحب ليبيا أكثر من كل شيء، وأضافت لا لتهميش المدن لا في الشرق ولا الغرب ولا الجنوب، والفيدرالية الاتحادية تعني التعايش بين المدن كلها دون الأخرى، وبجيش واحد وعملة واحدة وعلم واحد ورئيس واحد، وبدون تهميش مدينة عن أخرى كما فعل النظام السابق". وانتقدت وفاء قدور من ينعتون مناصري الفيدرالية بأنهم "طابور خامس أو أعوان النظام السابق" وقالت ان هذا "غير صحيح"، وكل ما يقال لا لتهميش برقة.

وبرأي البروفيسور ابوبكر بعيره المتخصص في مجال الإدارة الفيدرالية، فان "النظام الأنسب لحكم ليبيا"، لأن البلاد تمر بمخاض عسير وما لم تتجه للفيدرالية ستعيش في هذه المشاكل ربما لعشرات السنين. وبرأي الخبير الليبي فإن من شأن النظام الفيدرالي أن "يقضي على التهميش ويعطي كل إقليم صلاحياته الخاصة به وأن يعالج مشاكله بشكل صحيح، ولا نريد أن نعيش تجارب دول أخرى كالسودان الذي انقسم الى دويلات بسبب التهميش والمركزية"، وأضاف بأن ليبيا تعيش مركزية أكثر من العهد السابق. ومن جهته أشار الناشط السياسي المستقل، صلاح الفاخري المؤيد للفيدرالية من مدينة بنغازي، في حديث لـ DW بأن الأزمة بين برقة ( الشرق) والغرب أزمة ثقة، والفيدرالية هي دعوة منطلقها "الخوف على وحدة ليبيا"، وأوضح قائلا: "يوجد رأى عام بين القياديين البرقاويين بأنهم لا يريدون أن يحكموا من قبل طرابلس مرة أخرى وبأي ثمن". وبرأي الناشط الليبي فإن سبب الاستعجال في اعلان مجلس برقة، هو رد فعل على نزعة التقسيم الجهوي في المؤتمر الوطني والاعلان بانه يضم 120 عضوا من طرابلس من أصل 200 ، وهذا يعني أن 51% النصاب القانوني 102 يقدروا يمرروا أي مشروع بطريقة قانونية حتى ولو اتحدت الأقاليم الأخرى ضده".

عصام الزبير- طرابلس

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW