مقتل قائد الجيش الليبي وقادة آخرين في تحطم طائرتهم فوق أنقرة
عبده جميل المخلافي أ ف ب/رويترز/أ ب/د ب أ)
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥
أكد رئيس الوزراء الليبي مقتل قائد الجيش الليبي وقادة آخرين في حادث تحطم طائرتهم خلال عودتهم من تركيا. والسلطات التركية تعلن العثور على حطام الطائرة، التي كان قد فُقد الاتصال بها فوق أنقرة بعد طلبها الهبوط الاضطراري.
وكان الفريق أول محمد الحداد، المنحدر من مدينة مصراتة (غرب ليبيا)، قد عُيّن في هذا المنصب في آب/أغسطس 2020 من قبل رئيس حكومة الوفاق الوطني السابق فايز السراج.صورة من: Yousef Murad/AP Photo/picture alliance
إعلان
نعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة اليوم الثلاثاء (23 ديسمبر/كانون الأول 2025) رئيس أركان الجيش الليبي محمد علي أحمد الحداد.
وقال الدبيبة في بيان "ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد الحداد ومرافقيه... إثر فاجعة وحادث أليم أثناء عودتهم من رحلة رسمية من مدينة أنقرة التركية"، مشيرا إلى أن الحداد كان يرافقه عدد من مسؤولي الجيش وآخرون.
وأضاف البيان "هذا المصاب الجلل خسارة كبيرة للوطن وللمؤسسة العسكرية ولجميع أبناء الشعب إذ فقدنا رجالا خدموا بلادهم بإخلاص وتفان وكانوا مثالا في الانضباط والمسؤولية والالتزام الوطني".
مقتل قادة عسكرين آخرين
وبحسب رئيس الوزراء الليبي، كان على متن الطائرة عدد من كبار المسؤولين العسكريين الآخرين، بينهم رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان العامة للجيش الليبي محمد العصاوي دياب.
كما كان المصور بمكتب إعلام رئيس الأركان العامة محمد عمر أحمد محجوب على متن الطائرة.
كما نعى المجلس الرئاسي الليبي في بيان خاص رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، الفريق أول ركن محمد الحداد، ورئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومرافقيهم".
وكان الفريق أول محمد الحداد، المنحدر من مدينة مصراتة (غرب ليبيا)، قد عُيّن في هذا المنصب في آب/أغسطس 2020 من قبل رئيس حكومة الوفاق الوطني السابق فايز السراج.
تُظهر لقطة من كاميرا مراقبة لحظة تحطم الطائرة التي كانت تقل القادة الليبيين على بعد كيلومترين جنوب قرية كيسيكافاك في قضاء هيمانا بأنقرةصورة من: AA/Anadolu/picture alliance
فقدان الاتصال بالطائرة بعد طلبها الهبوط الاضطراري
وفي أحدث تصريح أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا العثور على حطام الطائرة التي كانت تقلّ رئيس أركان الجيش الليبي، والتي فُقد الاتصال بها بعيد إقلاعها من أنقرة مساء الثلاثاء.
وقال الوزير التركي في منشور على منصة إكس إنّ "حطام الطائرة التي أقلعت من مطار أنقرة-أسنبوغا متوجّهة إلى طرابلس، عثرت عليه قوات الدرك على بُعد كيلومترين جنوب قرية كسيكَفاك، في قضاء هايمانا" الواقع على مسافة نحو خمسين كيلومترا إلى جنوب شرق العاصمة التركية.
وكان الوزير التركي قد أعلن في وقت سابق اليوم فقدان الاتصال اللاسلكي مع طائرة تقل رئيس أركان الجيش الليبي وأربعة آخرين بعد إقلاعها من أنقرة متجهة إلى طرابلس.
وقال الوزير عبر منصة إكس إن الطائرة أقلعت في الساعة 17:10 بتوقيت غرينتش قبل انقطاع الاتصال اللاسلكي معها في الساعة 17:52 بتوقيت غرينتش. وأضاف أن الطائرة طلبت الهبوط الاضطراري فوق أنقرة ، إلا أنه لم يتسنَّ التواصل معها بعد ذلك.
وأضاف أن "طلب هبوط اضطراري ورد من محيط منطقة هايمانا، لكن لم يتم التمكن من الاتصال بالطائرة بعد ذلك"، موضحا أن "الطائرة كانت تقل خمسة أشخاص، بينهم رئيس أركان القوات المسلحة الليبية ، الفريق محمد علي أحمد الحداد".
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن زيارة رئيس الأركان الليبي الفريق أول ركن محمد الحداد إلى أنقرة، مشيرة إلى أنه التقى بنظيره التركي وعدد من القادة العسكريين.صورة من: DHA
وكانت قناة (إن.تي.في) التركية قد أفادت بفقدان إشارة الاتصال اللاسلكي لطائرة خاصة يُعتقد أنها كانت تقل رئيس أركان الجيش الليبي محمد علي أحمد الحداد فوق العاصمة التركية أنقرة، وأن بيانات لتتبع الرحلات الجوية أظهرت تحويل مسار الرحلات الجوية بعيدا عن مطار إيسنبوجا في أنقرة.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن زيارة رئيس الأركان الليبيإلى أنقرة، مشيرة إلى أنه التقى بنظيره التركيوعدد من القادة العسكريين.
إعلان
علاقة تركيا بطرفي الصراع في ليبيا
وتُعد تركيا حليفا رئيسيا لحكومة طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة المعترف بها من الأمم المتحدة، وقد انخرطت معها عسكريا منذ كانون الثاني/يناير 2020، مع تقديمها خصوصا مسيّرات قتالية ومدربين عسكريين، فضلا عن دعم اقتصادي.
لكنّ أنقرة التي كانت تدعم سلطات طرابلس ضد العملية العسكرية لقوات المشير خليفة حفتر ومعقله مدينة بنغازي شرق ليبيا ، تقاربت في الأشهر الأخيرة مع الرجل القوي في بنغازي: فقد زاره رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن في آب/أغسطس بعد استقباله نجل المشير، صدام حفتر، في العاصمة التركية في نيسان/أبريل.
كما تدخلت أنقرة لتسهيل التوصل إلى اتفاق هذا الخريف بين طرابلس وجماعة مسلحة قوية في الغرب، وهي قوة الردع، ما أنهى بذلك أشهرا من التوتر حول العاصمة.
تحرير: علي المخلافي
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة