ارتفع منسوب مياه نهر السين بباريس إلى ستة امتار مقتربا من أعلى مستوى له في 34 عاما، واتخذت إجراءات لحماية المتاحف الكبرى. وفي ألمانيا ارتفع عدد ضحايا الفيضانات في ولاية بافاريا إلى سبعة قتلى.
إعلان
ارتفعت مياه نهر السين، بعد ظهر الجمعة (الثالث من يونيو/حزيران 2016) لتصل تقريبا حتى خصر "زواف"، تمثال الجندي عند دعامة جسر "ألما" الممتد عبر ضفتي نهر السين في باريس.
وتشهد باريس واحدا من أسوأ الفيضانات خلال أكثر من 30 عاما، مع ارتفاع النهر الممتد وسطها لأكثر من 6 أمتار، أعلى من مستواه الطبيعي بعد ظهر الجمعة، وفقا لموقع الحكومة الإقليمية. وأغلق متحف اللوفر الشهير عالميا أبوابه، للسماح برفع الأعمال الفنية من الطوابق السفلى، وبث صورا عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" ليظهر عملية نقل التحف الفنية . وأكد المتحف أنه "لا خطر على الأعمال الفنية في متحف اللوفر".
وعلى طول ضفتي النهر، أعلنت كثير من المواقع الثقافية البارزة في المدينة هي الأخرى إغلاق أبوابها، بما في ذلك متحف دورسيه، الذي يستضيف واحدة من المجموعات الأكثر شمولا للفن الانطباعي في صالاته الشامخة التي كانت يوما محطة قطار. وبالقرب من شارع الشانزلزيه، أغلق متحف ومعرض "جراند باليه" المسقوف بقبة زجاجية أبوابه بعد ظهر اليوم. كما أغلق موقعان للمكتبة الوطنية أيضا، بما في ذلك مكتبة فرانسوا ميتران - وهي مجمع حديث يضم بين جنباته حديقة تتخذ طابع الغابات.
والتقت وزيرة الثقافة، أودري أزولاي، مع ممثلين للمتاحف والمؤسسات الثقافية المتضررة من الفيضانات في متحف اللوفر، فيما وعد رئيس الوزراء، مانويل فالس، في وقت سابق بتمويل طارئ لدعم الأشخاص المتضررين من الفيضانات.
فيضانات مدمرة تشل الحياة في جنوب ألمانيا
تسببت أمطار غزيرة في فيضانات في جنوب ألمانيا حيث قُطعت طرقات وتم إخلاء مدارس ومناطق وتم تنفيذ آلاف عمليات الإنقاذ. وأدت الفيضانات إلى مقتل أربعة وإصابة عشرة، كما أُعلنت حالة الطوارئ في مناطق متضررة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Becker & Bredel
تسببت الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة بولاية هيسن وسط ألمانيا في حدوث فيضانات وإلغاء رحلات جوية بمطار فرانكفورت، كما تسببت في إخلاء بعض الأماكن العامة. ففي مطار فرانكفورت ألغيت رحلات جوية وتأخرت أخرى. وهُرعت فرق الإنقاذ إلى عدة مواقع لمساعدة المواطنين في التخلص من آثار المياه القوية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
فرق الإنقاذ تستعمل الزوارق للوصول إلى المناطق المتضررة حيث اضطر نحو 350 تلميذا بمدينة زيمباخ جنوب ولاية بافاريا على الحدود مع النمسا للمبيت في مدرستهم حيث ظلت الطرق المؤدية إليها غير صالحة للسير لساعات طويلة. من جهة أخرى استطاع تلاميذ مدرسة مدينة تريفترن القريبة مغادرة مبنى المدرسة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
منسوب مياه الفيضان تراجع قليلا في بعض الأماكن، لكن آثار التخريب التي خلفها لا تزال هائلة، إذ انهارت جسور أو أصبح بعضها غير صالح للسير وغرقت الشوارع بالمياه.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
انزلاق التربة حصل في عدة طرقات، وقال مسؤولون إن أربعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في سيول في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا كما انقطع التيار الكهربي عن آلاف المنازل. وذكرت الشرطة أن رجال الإطفاء عثروا على ثلاث نساء في الدور السفلي لمنزل غمرته المياه في بلدة زيمباخ آم إن على بعد نحو 120 كيلومترا شرقي ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
المياه غمرت الساحات الكبيرة في عدة بلدات، وفي قرية قريبة من زيمباخ آم إن شرقي ميونيخ عثرت خدمات الطوارئ على جثة امرأة معلقة على جذع شجرة وقالت الشرطة إن منزلها انهار فيما يبدو. وظلت عدة مدارس مغلقة في ولاية بافاريا خوفا على سلامة الأطفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
تواصل فرق الإنقاذ وقوات الدفاع المدني جنوب ألمانيا إزالة الآثار الناجمة عن الفيضانات والسيول. واستمرت قوات الدفاع المدني في إنقاذ المواطنين العالقين داخل بيوتهم. ولا يزال هناك الكثير من المواطنين في عداد المفقودين. وتعتبر مدينة زيمباخ أكثر مدن منطقة "روتال إن" تضررا بالفيضانات التي أودت حتى الآن بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل في المدينة بالإضافة إلى ضحية رابعة بمدينة يولباخ القريبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
ظلت عدة مدارس بولاية بافاريا جنوب ألمانيا مغلقة بسبب الفيضانات التي دفعت قوات الدفاع المدني لاستخدام طائرات الهليكوبتر لإنقاذ المتضررين. وسمح للتلاميذ الذين لم يستطيعوا حضور الامتحانات بسبب الفيضانات في بعض المناطق بالحصول بسرعة على مواعيد بديلة للامتحانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
تسببت السيول في خراب حقيقي في عدة مناطق بألمانيا حيث جرفت المياه السيارات واقتلعت أحيانا أشجارا ودمرت طرقات. وستمضي فرق الإنقاذ أياما طويلة في إزالة آثار الفيضانات التي أدت أيضا إلى خروج أنهار كبيرة مثل الراين عن حدودها لتغمر الحقول والطرقات المجاورة. وتبقى بعض مشاهد الدمار مهولة تعكس قوة اندفاع الماء.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kraufmann
توقع خبراء الأرصاد هطول المزيد من الأمطار على المناطق المتضررة بالفيضانات، مما سيعقد جهود الإنقاذ، علما أن الخسائر المادية فقط في ولاية بفاريا جنوب البلاد تفوق حسب التقديرات الأولية 10 ملايين يورو.
صورة من: Imago/R. Peters
تسببت الأمطار الغزيرة في خروج العديد من الأنهار عن مجاريها العادية، وغمرت المياه أسفل البيوت والمدارس التي تعكف فرق الإنقاذ حاليا على ضخ المياه من داخلها، كما قطعت الأشجار المنكسرة والوحل والحجارة العديد من الطرقات. وقد أعلنت سلطات ولاية بافاريا أنها ستدفع مساعدة مالية طارئة لكل بيت متضرر بقيمة 1500 يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Becker & Bredel
10 صورة1 | 10
وتسبب هطول الأمطار الغزيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع في فيضان نهر السين. وعلى الرغم من تناقص معدل الأمطار إلى حد كبير بحلول نهاية الأسبوع، صنفت وزارة الطاقة، والمحيط والبيئة منسوب مياه الأنهار في جميع أنحاء باريس في المستوى البرتقالي، وهو ثاني أعلى مستوى للمخاطر. ووفقا لإحصاء أجرته صحيفة "لو موند"، فقد تم إجلاء ما يقرب من 20 ألف شخص خلال الفيضانات التي ضربت المنطقة المحيطة بباريس هذا الأسبوع. وذكرت الصحيفة أن السلطات سجلت حالتي وفاة، إحداهما لطفل في الثالثة من العمر.
مقتل 7 في فيضانات بافاريا
وفي ألمانيا ارتفع عدد ضحايا الفيضانات التي اجتاحت مناطق في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا إلى سبعة أفراد بعد وفاة رجل يبلغ من العمر 71 عاما أصيب بأزمة قلبية إثر نقله إلى المستشفى. وعثرت فرق الإنقاذ على زوجين يبلغان من العمر 81 و77 عاما، كانا قد اختفيا منذ الخميس في مدينة زيمباخ بعد أن أغرقت المياه قبو منزلهما وذلك دون أن يمسهما أي مكروه. وقالت السلطات انه لم يعد هناك أي شخص آخر في عداد المفقودين في المنطقة.
وصرح مسئولون محليون بأن حجم الخسائر في المناطق المتضررة من الفيضانات في بافاريا السفلى والتي تتضمن مدينتي زيمباخ أم إين وتريفتيرن وغيرها من المدن القريبة من الحدود النمساوية يقدر بمئات الملايين من اليوروات. وقال مسؤولون إنه على الرغم من بدء المياه في الانحسار في بعض الأماكن ، وبدء عملية تنظيف طويلة اليوم الجمعة فإن آثار الفيضانات ستدوم لعدة أشهر.