إغلاق موقع "غاب" للتواصل الاجتماعي بسبب خطابات الكراهية
٢٩ أكتوبر ٢٠١٨
وسط اتهامات حمّلت موقع "غاب" للتواصل الاجتماعي مسؤولية اعتداء معبد بيتسبرغ اليهودي، تم تعطيل الموقع، الذي استخدمه المهاجم للتعبير عن وجهات نظر معادية للسامية. في حين دُشن موقع إلكتروني جديد لمكافحة خطاب الكراهية.
إعلان
تعطل موقع "غاب" للتواصل الاجتماعي المشهور بين حركة اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، اليوم الاثنين (29 تشرين الأول/ أكتوبر)، بعد أن قدّم له مزود خدمات الاستضافة، والاتصال بالشبكة وأسماء النطاق "غو دادي" مهلة 24 ساعة للانتقال إلى مضيف آخر أو الإغلاق. واستخدم المهاجم في إطلاق النار في معبد بيتسبرغ اليهودي، الذي أسفر عن مقتل 11 شخصاً، موقع "غاب" للتعبير عن وجهات نظر معادية للسامية في الفترة، التي سبقت الهجوم يوم السبت، مع نشر رسالة واحدة قبل أن يدخل المبنى.
وجاءت خطوة "غو دادي" وسط ضغوط متزايدة على "غاب"، الذي لديه قواعد بسيطة على المحتوى مقارنة بموقع "تويتر" ولذلك فقد اجتذب حشوداً من اليمين المتطرف. وقامت شركة "باي بال"، مزود الخدمات المالية عبر الإنترنت، بحظر "غاب" بعد حادث إطلاق النار في بيتسبرغ، منتقدة الموقع لسماحه بخطاب الكراهية.
كما علقت منصة "ميديم" موقع "غاب". وكانت شركتا "آبل" و"غوغل" من بين شركات التكنولوجيا، التي ظلت تتجنب "غاب" منذ أكثر من عام نظراً لجمهورها وتوقعاتها. وجاء في بيان من الشركة: "مع انتقالنا إلى مزود جديد لاستضافة المواقع، لن يكون من الممكن الوصول إلى (غاب) لفترة من الزمن. ونحن نعمل على مدار الساعة لإعادة غاب دوت كوم إلى الإنترنت"، وأضاف البيان: إن "الشخص، الذي يُزعم أنه مطلق النار يتحمل وحده المسؤولية عن أفعاله ". كما أصر أندرو توربا، رئيس غاب، على أنه "لا يمكنك أن توقف فكرة". وقال الموقع إنه يتم تلطيخ سمعته واستهدافه، وأصر على أنه يوفر مساحة لحرية التعبير وأن مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى قد استخدمت من قبل مهاجمين عنيفين. وأضاف توربا إن شركته تتعاون بشكل كامل مع السلطات في قضية بيتسبرغ وتقوم بتسليم أي محتوى ذي صلة.
تدشين موقع جديد
ومن جهة أخرى، دشنت وزارة العدل الاميركية موقعاً الكترونياً جديداً لمكافحة جرائم الكراهية اليوم، يوفر موارد حول جرائم الكراهية لجهات تطبيق القانون، والإعلام، والباحثين، والضحايا، وجماعات المناصرة وغيرها. ويقدم الموقع مواد تدريب، ومساعدة فنية، وتسجيلات فيديو، وتقارير أبحاث، وإحصاءات وغيرها من المعلومات.
وقال جون غور، نائب مساعد وزير العدل، في بيان: "يجب أن يتمكن الأفراد من عيش حياتهم بدون تهديد من عنف أو تفرقة بغض النظر عمن هم وما هي معتقداتهم وكيفية أدائهم عبادتهم". وأضاف: "سنواصل وضع أولوية لعملنا على محاسبة مرتكبي جرائم الكراهية في جميع أنحاء البلاد أمام القضاء".
وقالت وزارة العدل إنها خلال السنوات العشر الماضية وجهت التهم لأكثر من 300 شخص بسبب جرائم الكراهية. فيما أعلن نائب وزير العدل رود روزنشتاين عن منحة بقيمة 840 ألف دولار من المعهد الوطني للعدل لإجراء دراسة جديدة حول جمع المعلومات عن جرائم الكراهية.
ر.ض (د ب أ)
لوحات من الهولوكوست - لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
عاشوا الرعب والتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية او هاربين من حملات الابادة ورسموا معاناتهم باللون والخطوط . بقي بعضهم على قيد الحياة ونقل لوحاته وذكرياته الأليمة معه، فيما غادر بعضهم الحياة ولم تبق سوى لوحاته الفنية.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة "اللاجئ" التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان "حياة أم مسرح؟". نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية "عملية بيرنهارد". ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنان ياكوب ليبشيتس فكان يدرس في معهد الفنون في فيلنيوس قبل الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1941 أجبر على العيش في غيتو كاوناس وهناك انضم إلى مجموعة من الفنانين التي رسمت أعمال فنية عن الحياة في غيتو كاوناس وبصورة سرية. توفي ليبشيتس في سنة 1945 وبعد التحرير عادت زوجته وابنته إلى غيتو كاوناس لإنقاذ أعماله الفنية التي خبأها في مقبرة الغيتو.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استطاع الفنانون توثيق الخراب والعنف في المعسكرات النازية، وتمكنوا أيضا من رسم عالم آخر في لوحاتهم الفنية مغاير لما يعيشونه في الواقع، كما في لوحة "سقوف المباني في الشتاء" لموريتس مولر. ينعقد معرض "فن من الهولوكوست" على قاعات المتحف التاريخي في برلين ويستمر لغاية الثالث من نيسان/ أبريل 2016.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem