إقالة أكثر من 2700 شخصا بموجب حالة الطوارئ في تركيا
٢٤ ديسمبر ٢٠١٧
أمرت السلطات التركية بفصل أكثر من 2700 شخص يعملون في مؤسسات عامة بسبب صلات مزعومة مع منظمات "ارهابية"، في موجة طرد جديدة من العمل منذ محاولة انقلاب يوليو 2016، إلا أنها أعلنت خططا لتوزيع آلاف آخرين بمختلف مفاصل الدولة.
إعلان
قالت السلطات التركية اليوم الأحد (24 ديسمبر 2017) إنها فصلت 2756 شخصا من أعمالهم في مؤسسات حكومية، من بينهم جنود ومعلمون وموظفو وزارات، بزعم وجود صلات تربطهم بتنظيمات "إرهابية".
وجاء في مرسوم نشرته الجريدة الرسمية أن صلات اتضحت بين المفصولين وجماعات وكيانات "إرهابية" تعمل ضد الأمن القومي.
وألقي القبض على نحو 50 ألف شخص منذ محاولة انقلاب في يوليو/تموز العام الماضي كما صدرت قرارات إقالة أو إيقاف عن العمل بحق نحو 150 ألفا آخرين، ومن بينهم جنود وأفراد في الشرطة ومعلمون وموظفون حكوميون بسبب صلات مزعومة بينهم وبين حركة فتح الله غولن، رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة. وتتهم الحكومة غولن بتدبير الانقلاب الفاشل. لكن رئيس الوزراء بن علي يلديريم أعلن اليوم الأحد أن تركيا ستعين 111 الف موظف في القطاع العام في 2018، بينهم 20 ألف مدرس، 36 الفا في القطاع الصحي، 15 الفا في وزارة العدل. وكانت الحكومة عزلت آلاف القضاة والمدعيين في حملة التطهير المستمرة منذ محاولة الانقلاب في 2016. ويعيش غولن في منفى اختياري بولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999 ونفى الاتهام عن نفسه وأدان محاولة الانقلاب.
وتخشى جماعات معنية بالحقوق وحلفاء غربيون أن يتخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من الانقلاب الفاشل ذريعة لإسكات المعارضة. لكن الحكومة تقول إن الإجراءات التي تتخذها ضرورية بسبب محاولة الانقلاب التي راح ضحيتها 240 شخصا.
م.أ.م/ف.ي (أ ف ب، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)