إقالة رئيسة الاستخبارات الإسبانية على خلفية فضيحة تجسس
١٠ مايو ٢٠٢٢
أعلنت الحكومة الإسبانية إقالة باز إستيبان مديرة المركز الوطني للاستخبارات على خلفية فضيحة تجسس على هواتف مسؤولين إسبان. الأزمة التي تم الكشف عن أبعادها قد تقوض التحالف الحزبي الذي يقود البلاد في الوقت الحالي.
إعلان
أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبلس أن الحكومة أقالت باز إستيبان مديرة المركز الوطني للاستخبارات على خلفية فضيحة التنصت على هواتف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ومسؤولين استقلاليين كاتالونيين بينهم رئيس الإقليم بيري أراغونيس.
وفيما رفض مكتب سانشيز تأكيد هذه المعلومات رداً على طلب وكالة فرانس برس، ذكر مصدر في الحكومة الإسبانية لرويترز، تأكيداً لتقرير نشرته صحيفة إلباييس، أن الحكومة عزلت رئيسة جهاز المخابرات.
ومن المقرر أن تتحدث الناطقة باسم الحكومة إيزابيل رودريغيز ووزيرة الدفاع المكلفة شؤون الاستخبارات مارغاريتا روبلس إلى الصحافة بعد إعلان مجلس الوزراء، وفق ما أفادت الحكومة.
وسيتولى إسبيرانزا كاستليرو، المسؤول السابق بوزارة الدفاع، رئاسة الاستخبارات.
وظهرت مؤشرات منذ أيام تشير إلى أن باز إستيبان، أول امرأة عيّنت عام 2020 لإدارة المركز الوطني للاستخبارات، ستكون كبش فداء لفضيحة التجسس هذه.
وكانت إستيبان قد أقرت الأسبوع الماضي بأن مكتبها تجسس بالفعل على الانفصاليين، ولكن بموافقة القضاء. إلا أن مصادر حكومية أكدت أن السلطة التنفيذية لم تتبلغ بالقرار، وفق ما نقلت وسائل إعلام.
وكانت إستيبان قد ظهرت أمام البرلمان الأسبوع الماضي لمناقشة التجسس على زعماء كتالونيا. وتُحاط أعمال اللجنة التي ظهرت إستيبان أمامها بالسرية رسمياً، لكن أعضاء البرلمان الحاضرين قالوا إن رئيسة جهاز المخابرات اعترفت بأن الجهاز تجسس على 18 من الزعماء المؤيدين لاستقلال كتالونيا، لكن بموجب أمر قضائي كما هو متبع طبقا للقانون.
كاتالونيا- هل تفلح مدريد في منع الانفصال؟
03:34
وكُشفت قضية التجسس في منتصف أبريل/ نيسان عندما نشر مشروع "سيتيزن لاب" حول الأمن السيبيراني من جامعة تورونتو الكندية، تقريراً حدد 65 شخصاً من الأوساط الانفصالية وغالبيتهم من كاتالونيا، تم التنصت على هواتفهم النقالة بين 2017 و2020 بواسطة البرمجية الإسرائيلية.
لكن القضية اتخذت بعدًا آخراً مع إعلان الحكومة في 2 أيار/مايو تعرض هواتف سانشيز وروبلس في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2021 لعمليات تنصت بواسطة برمجية بيغاسوس، إذ أعلنت الحكومة الإسبانية أنها رصدت استخدام البرنامج في التجسس على هاتفي رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبلس.
في الوقت نفسه، قالت إيزابيل رودريغيز المتحدثة باسم وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي-مارلاسكا اليوم الثلاثاء إن السلطات رصدت برنامج التجسس في هاتف الوزير. وبذلك يكون وزير الداخلية ثالث مسؤول إسباني يتم التجسس عليه باستخدام بيغاسوس.
وأثارت الفضيحة أزمة بين الحكومة المركزية برئاسة الاشتراكي سانشيز والأوساط الانفصالية في كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا الذين هددوا بسحب دعمهم الحاسم له في البرلمان.
ودفع الكشف عن عملية التجسس حزب إي.آر.سي اليساري الكتالوني المؤيد للاستقلال، وهو حليف رئيسي لحكومة الأقلية الإسبانية، إلى القول إن حزبه لن يؤيد الحكومة إلى أن تتخذ مدريد إجراءات لاستعادة الثقة.
ع.ح./ص.ش. (ا ف ب، رويترز، د ب ا)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.