نسب تصويت غير مسبوقة سجلتها انتخابات مجالس المقاطعات في هونغ كونغ التي تعتبر بمثابة استفتاء على حجم الدعم الذي تحظى به حركة احتجاجية مناهضة للحكومة. فضائح واضطرابات خيمت على الانتخابات التي ستحمل نتائجها مؤشرات مهمة.
إعلان
حطم ناخبو هونغ كونغ اليوم الأحد (24 تشرين ثان/نوفمبر 2019) الرقم القياسي لنسبة التصويت في انتخابات مجالس المقاطعات، بمعدل فاق خمسين بالمئة في انتخابات مجالس المقاطعات، وذلك على الرغم من عدم انتهاء ساعات التصويت بعد.
وأظهرت بيانات حكومية أن أكثر من 2.1 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة 4:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي وهو ما يمثل نسبة إقبال بلغت 52 بالمئة. وذلك قبل ست ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع وهو ما يفوق العدد الذي صوت في الانتخابات المحلية السابقة عام 2015 حين استقرت نسبة المشاركة آنذاك عند 47 بالمئة فيما بلغ عدد الناخبين361 مليون ناخب.
واصطف اليوم الأحد الناخبون بالمئات عند بعض مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم خشية وقف التصويت في وقت لاحق وذلك بعد ستة أشهر من الاضطرابات بالمدينة الخاضعة للحكم الصيني.
ودفعت هجمات وحشية على مرشحين بحكومة هونغ كونغ إلى دائرة الاهتمام العالمي حيث يُنظر إلى انتخابات المجالس المحلية باعتبارها مقياسا مهما لمستوى الدعم الذي تحظى به إدارة كاري لام رئيسة هونغ كونغ التنفيذية التي تتعرض لضغوط. بينما يرى كثيرون في هذه الانتخابات "استفتاء" على حجم الدعم الذي تحظى به حركة احتجاجية مناهضة للحكومة حيث تأتي في وقت تواجه فيه المدينة أكبر أزمة سياسية خلال عقود.
اضطرابات وفضائح سياسية
على صعيد متصل دخلت المواجهة في جامعة بوليتكنيك يومها السابع اليوم الأحد حيث تُحيط الشرطة بالحرم الجامعي في الوقت الذي ظل فيه محتجون داخل قاعات المحاضرات بينما جاب موظفو الإسعافات الأولية الحرم الجامعي.
وانطلقت الاحتجاجات بسبب مساعٍ لسن قانون كان سيسمح بإرسال مطلوبين للصين لمحاكمتهم وسرعان ما تطورت إلى دعوات تطالب بديمقراطية كاملة وذلك في أكبر تحدٍ شعبي أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ وصوله للسلطة في عام 2012.
ولم يتضح بعد كيف ستتأثر الانتخابات بعد الكشف مؤخرا في وسائل الإعلام الأسترالية عن تدخل عملاء صينيين سريين في سياسة هونغ كونغ عمدا. وتعد هذه أحدث فضيحة في موسم الانتخابات المفعم بالأحداث بالفعل، بما في ذلك تعرض مرشحين على طرفي الطيف السياسي لهجمات على أيدي مسلحين.
وتعرض مرشحون مؤيدون للديمقراطية للمضايقة أيضا بسبب آرائهم بشأن استقلال هونغ كونغ، مما أدى إلى استبعاد الناشط الديمقراطي جوشوا وونج من الترشح بحجة دعمه الاستقلال عن الصين.
ا.ف/ و.ب (د.ب.أ، رويترز)
بالصور: هونغ كونغ تدشن خطاً لقطار فائق السرعة
افتتح في هونغ كونغ مشروع سكك حديدية لقطار عالي السرعة يربط منطقة هونغ كونغ بالمناطق والمدن الرئيسية في الصين. ورغم سرعة التواصل بين المناطق والراحة التي يقدمها المشروع، لم يخل هذا المشروع من الانتقادات.
صورة من: Reuters
مشروع مكلف
تدفق المئات من الركاب على القطار السريع الجديد في محطة غرب كاولون في هونغ كونغ، ليكونوا أول ركاب المشروع الجديد لقطار فائق السرعة افتتح مؤخراً في هونغ كونغ. تقدر تكلفة خط السكك الحديدية هذا، الذي يربط هونغ كونغ بمقاطعة قوانغدونغ الصينية الصناعية بأكثر من 8.5 مليار يورو واستغرقت عملية بنائه أكثر من ثمانية أعوام.
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
خدمة تنقل فائقة السرعة
يسير القطار بسرعة 200 كيلومتر في الساعة وتستغرق الرحلة من هونغ كونغ إلى شينزين عبر الحدود الصينية نحو 14 دقيقة، في حين يقطع القطار العادي نفس المسافة في قرابة ساعة واحدة. وإلى قوانغدونغ، عاصمة قوانغتشو، يقطع القطار المسافة خلال نصف ساعة، أي بنحو 90 دقيقة أسرع من خدمة القطارات الحالية. تبلغ قدرة المشروع الجديد في نقل الركاب قرابة 80 ألف راكب يومياً.
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
خدمات مريحة ولكنها باهظة
بعد عبور الحدود الصينية، تفتح أمام الركاب القادمين من هونغ كونغ شبكة سكك حديدية واسعة تربط بين شنتشن وقوانغتشو وأكثر من 44 وجهة صينية، بما في ذلك شنغهاي والعاصمة الصينية بكين ومدينة شيان الغربية. وعبّر أحد الركاب لوكالة فرانس برس عن رأيه حول المشروع قائلاً: "بكل تأكيد هذا القطار مريح من حيث الوقت"، إلا أن تكلفة التذاكر باهظة ونظام شراء التذاكر ليس فعالاً.
صورة من: Imago/Xinhua
انتهاك للحكم الذاتي؟
انتقد البعض مشروع خط السكك الحديدية الجديد بين هونغ كونغ والصين لأنه قد يعرض صفة الحكم شبه الذاتي المدينة للخطر، كما أنه يمنح جزءاً من أراضيها للدولة الصينية. يتعين على الركاب القادمين من هونغ كونغ المرور عبر إدارة الهجرة الصينية في محطة غرب كاولون التي بُنيت حديثاً. ويقول برلمانيون معارضون إن هذه الخطوة تعد انتهاكاً لقانون هونغ كونغ الأساسي.
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
قواعد خاصة للخط الجديد
يضمن القانون الأساسي في هونغ كونغ، وهو بمثابة دستور المدينة، نظامها القانوني الخاص وحرياتها المدنية بعد أن عادت للسيادة الصينية في عام 1997. في حين تخضع محطة سكة الحديد في غرب كاولون، التي تعد جزءاً من "منطقة الميناء الخاصة" الجديدة، للقانون الساري في بقية أنحاء الصين.
صورة من: picture-alliance/Zuma/Liau Chung-ren
الثقة المتنامية للصين
نشطاء مؤيدون للديمقراطية في هونغ كونغ قلقون من التدخل الصيني المتزايد في إدارة وسياسة مدينتهم. وينظر الكثيرون إلى مشروع السكك الحديدية الجديد كجزء من طموحات بكين للسيطرة على هونغ كونغ. ووصفت كلوديا مو، وهي برلمانية ذات توجه ديمقراطي، المشروع الجديد في تصريح لوكالة فرانس برس بأنه "تصرف شبه إمبريالي من طرف بكين".
صورة من: Getty Images/AFP/Tyrone Siu
السلطات تدافع عن المشروع
الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ، المدعومة من بكين، كاري لام، دافعت عن مشروع السكك الحديدية الجديد، قائلة إنه سيعزز السرعة والراحة. بيد أن هناك مخاوف بشأن سلامة الركاب في المناطق الرئيسية في الصين. لكن السيد تشان، أحد الركاب، قال لوكالة فرانس برس إنه "لا يشعر بالقلق حيال قضية السلامة في المناطق الرئيسية". ما يهمه أكثر حالياً هو سرعة التنقل.