إقبال كبير على السيارات الضخمة في ألمانيا رغم ارتفاع اسعار الوقود
١١ سبتمبر ٢٠٠٦توصلت دراسة أجراها فيرديناند دودنهوفر، وهو خبير في صناعة السيارات يعمل في جامعة غيلزنكيرشن الألمانية إلى نتائج مذهلة للغاية. فبعدما قام الخبير الألماني برصد تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حركة الشراء في ألمانيا منذ العام 2000، أظهرت نتائج الدراسة المذكورة زيادة عالية في عدد السيارات ذات المحركات القوية، رغم ارتفاع أسعار النفط العالمية. وتُظهر الأرقام التي توصلت إليها الدراسة أن نسبة مبيعات السيارات الصغيرة المجهزة بمحركات تقل قوتها عن 70 حصان تراجعت في العام الحالي 2006 بشكل ملحوظ. فنسبة مبيعات تلك الفئات في هذا العام لم تتجاوز 9 في المائة بعد أن كانت تحتل 17 في المائة من مجمل مبيعات السيارات في عام 2000. من جهة أخرى سُجل في ألمانيا إقبال كبير على شراء فئة السيارات المجهزة بمحركات تصل قوتها إلى 190 حصانا، حيث تضاعفت في السنوات الست الأخيرة نسبة مبيعات تلك المحركات. فقد وصلت إلى نسبة 27 في المائة من مجل مبيعات السيارات في ألمانيا.
السيارات القوية ومتعة القيادة
ومن ناحية أخرى، سجلت مبيعات أصناف السيارات المزودة بمحركات قوية وجبارة وتصل قوتها إلى حدود 350 حصانا في ألمانيا ارتفاعا تاريخيا. فقد جاء ذلك الارتفاع مخالفا لكل التوقعات، ليبلغ نسبة 33 في المائة من مجمل مبيعات السيارات في ألمانيا. والمدهش في ذلك الأمر هو أن طلب الألمان على أصناف السيارات المجهزة بمحركات ضخمة تضاعف خلال العام الجاري 2006 رغم الارتفاع الحاد في أسعار الوقود في ألمانيا. ولم يجد خبير السيارات الألماني دودنهوفر ما يفسر إقبال الألمان على اقتناء السيارات ذات المحركات القوية، سوى أن الألمان يحبون على الأرجح السرعة. فالسيارة لا تمثل بالنسبة لهم وسيلة نقل فقط. فمتعة السياقة والسرعة لها مكانة خاصة لديهم.
السيارة رمز الحرية والمكانة الاجتماعية
وتوصل الخبير الألماني من خلال أبحاثه إلى أن السيارة لدى الألمان تكتسي أهمية خاصة. فهي تولد لديهم الإحساس بالحرية وتعكس مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية. فاحترام وتقدير شخص ما يرتبط إلى حد كبير بنوع السيارة التي يقودها. فكلما زادت ضخامة السيارة، كلما زاد تقدير الناس للشخص الذي يقودها، حسب رأي الخبير. ورغم تلك الاستنتاجات التي تقود إليها نتائج البحث الذي أجراه دودنهوفر، إلا أنه يعتقد أن الشخص الذي يرغب في شراء سيارة جديدة لا يهتم مبدئيا فقط بقوة المحركات مهما كان الثمن. عكس ذلك، يأخذ الزبون أسعار البنزين ومعدل استهلاك الوقود لدى المحرك بعين الاعتبار قبل أن يقع اختياره على المحرك المناسب لسيارته. ومن بين ما أظهرته الدراسة كذلك هو أن الألمان، رغم إقبالهم المدهش على المحركات القوية ذات الاستهلاك العالي للبنزين، مازال يقلقهم الارتفاع المتزايد في أسعار المحروقات التي فاقت كل التوقعات.
سيارات الديزيل تعرف رواجا أكبر
ومع ارتفاع أسعار النفط العالمي بدأت شركات صناعة السيارات الألمانية تعكف على تطوير تكنولوجيا محركات الديزيل. وذلك نزولا عند رغبة المستهلكين. فمحركات ديزيل الجديدة ستلبي رغبة عشاق المحركات الضخمة والقوية في الحصول على محركات تجمع بين مواصفات الاستهلاك القليل للوقود وقوة الأداء. وقد تبين من خلال الدراسة الجديدة كذلك أن سيارات الديزيل في ألمانيا شهدت في السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا. فقد ارتفعت حصة مبيعات سيارات الديزيل في ألمانيا في عام 2006 إلى 45 في المائة. لكن دودنهوفر يعتقد أنه يتوجب على شركات صناعة السيارات الألمانية ان تدرك أن المحركات الضخمة ذات العدد الكبير من الأحصنة ليست لها آفاق اقتصادية مستقبلا. وأشار الخبير الألماني في هذا السياق إلى الفتور الذي تشهده مبيعات السيارات الضخمة والمحركات القوية في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ سٌجل في السنوات الأخيرة تراجع كبير في نسبة مبيعات تلك السيارات بعد ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، في حين تعرف السيارات الصغيرة المجهزة بمحركات متوسطة القوة إقبالا واسعا من قيل الأمريكيين.