خروج لاروخا وتأهل الخضر يميِزان الدور الأول
٢٧ يونيو ٢٠١٤اكتمل عقد المنتخبات المتأهلة لدور ثمن النهائي من منافسات كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل. وتميز الدور الأول بمستوى فني لا بأس به وبغزارة في الأهداف لكنه كان حافلا بالمفاجآت أهمها خروج حامل اللقب المنتخب الإسباني من الدور الأول إلى جانب بطل أوروبا المنتخب الإيطالي و منتخب انجلترا العريق. غير أن الخبر السار للكرة العربية في هذا الدور هو تأهل الجزائر للدور الموالي ليكون بذلك ثالث منتخب عربي يبلغ ذلك الدور في تاريخ كأس العالم بعد المغرب والسعودية.
مستوى متباين لممثلي القارة الأوروبية
كان أكثر المتشائمين لا يتوقع خروج اسبانيا من الدور الأول، فحامل اللقب كان يملك كل المقومات التي تؤهله للدفاع عن لقبه أو على الأقل التواجد مع الأربعة الكبار في دور نصف النهائي، غير أن المستوى الضعيف الذي قدمه رفاق كاسياس وانييستا خصوصا أمام هولندا في افتتاح مباريات المجموعة الثانية التي انهزموا فيها بخمسة أهداف لهدف وخسارتهم في المباراة الثانية أمام تشيلي بهدفين نظيفين أنهى حلم الإسبان في الدفاع عن اللقب ليودعوا البطولة وسط خيبة كبيرة وفي أسوء مشاركة لمنتخب "لاروخا" في كأس العالم.
أما ايطاليا وبعد الطموحات الكبيرة التي وضعت عليها خصوصا بعد بلوغها نهائي كأس أوروبا قبل سنتين معتمدة على كرة هجومية خلافا لعاداتها وتقاليدها، فقد خيبت الآمال هذه المرة بخروجها للمرة الثانية من الدور الأول على التوالي.
وسارت انجلترا المتوجة عام 1966 بكأس العالم على نفس خطى اسبانيا وإيطاليا، وتذيلت على غير المتوقع ترتيب المجموعة الرابعة، حيث عجزت عن تحقيق ولو فوز واحد في مبارياتها الثلاث. ليخرج روني وزملاؤه من الباب الضيق ويودعون البطولة أمام سخط كبير للجماهير الانجليزية التي صبت جام غضبها على دفاع الفريق الذي بدا متذبذبا في كل المباريات التي خاضاها في المونديال.
في المقابل، لم ترتجف ألمانيا القوة الثابتة خصوصا بعد بدايتها الصاعقة ضد البرتغال (4- صفر)، في حين كانت هولندا بقيادة مدربها لويس فان غال على الموعد خصوصا بعد أن ضربت بقوة في مباراتها الأولى ضد اسبانيا (5-1)، قبل أن تحقق العلامة الكاملة في الدور الأول بفضل ثنائيها الرائع روبين فان بيرسي واريين روبن.
بدورها كانت بلجيكا على الموعد بفضل جيل ذهبي شاب بقيادة نجم تشلسي ادين هازار ونجحت في حصد العلامة الكاملة في الدور الأول.
وكما كان متوقعا بلغت فرنسا وسويسرا الدور الثاني في مجموعة سهلة نسبيا، في حين حققت اليونان بطلة أوروبا المفاجأة ببلوغها الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها وانتظرت حتى الوقت بدل لضائع لتسجل هدفا من ركلة جزاء في مرمى ساحل العاج لتطيح بالأخيرة خارج المنافسة.
أمريكا اللاتينية الفائز الأكبر
أما الفائز الأكبر في الدور الأول فكانت أميركا اللاتينية وجارتها الوسطى. فقد بلغت الدور الثاني خمسة منتخبات من منطقة كونميبول هي البرازيل الدولة المضيفة، الأرجنتين، الأوروغواي، تشيلي وكولومبيا، وكانت الإكوادور البلد الوحيد من هذه المنطقة الذي لم ينجح في التأهل.
وأمام البرازيل فرصة مواتية لاستعادة أمجاده والظفر باللقب السادس في تاريخه. ولم يكن أداء منتخب السامبا في الدور الأول مستقرا، بل اتسم بالتذبذب، غير ان براعة نجمه نيمار والدعم الجماهيري الكاسح لعبا دورا أساسيا في الدفع بكتيبة سكولاري للتأهل للدور المقبل، وفيه سيواجه منتخبا شرسا اسمه الشيلي.
وفي منطقة الكونكاكاف، تأهلت ثلاثة منتخبات من أصل أربعة هي الولايات المتحدة والمكسيك وكوستاريكا، في حين ودعت هندوراس المنافسات.
وتعتبر كوستاريكا مفاجأة البطولة بلا منازع لأن القرعة أوقعتها مع ثلاث أبطال عالميين سابقين، وقد نجحت في الإطاحة باثنين منهما. ولم تكتف بذلك، بل تصدرت مجموعتها خلافا للتوقعات.
مشاكل إفريقيا وانجاز الجزائر
حققت الجزائر مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغها الدور الثاني على حساب روسيا بعد انتزاعها التعادل بهدف لمثله في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثامنة، لتصبح بذلك ثالث منتخب بعربي يحقق هذا الانجاز بعد المغرب والسعودية عامي 1986 و1994.
أما النبأ الآخر السعيد للقارة السمراء فهو بلوغ نيجيريا الدور الثاني. في حين توقف أسود الكاميرون عن الزئير بل وتلطخت سمعتهم باشتباك لاعبين هو بونوا ايسو ايكوتو وبنجامين موكاندجو في الدقائق الأخيرة أمام كرواتيا، وهو ما دفع المدرب إلى استبعادهما عن مواجهة البرازيل في الجولة الأخيرة.
وأبت غانا إلا أن تحذو حذو الكاميرون من حيث السمعة المخيبة للآمال حيث استبعد الاتحاد المحلي اللاعبين كيفن برينس يواتنغ وعلي سولي مونتاري لسوء سلوكهما.
وكعادتها فوتت ساحل العاج فرصة ذهبية لأنها أضاعت بطاقة التأهل للمرة الأولى في تاريخها في الثواني الأخيرة من مباراتها ضد اليونان بارتكاب مخالفة داخل المنطقة كلفها غاليا.
آسيا: فشل ذريع
لم تحصل أستراليا على أي نقطة، كما عجزت اليابان عن تحقيق أي انتصار تماما شأنها شأن إيران وكوريا الجنوبية لتكون مشاركة فاشلة بجميع المقاييس لممثلي الكرة الآسيوية.
وقد يكون تعادل إيران أمام نيجيريا، وخسارتها بصعوبة بالغة أمام الأرجنتين نقطة الضوء الوحيدة في المونديال. وشهدت المباراة ضد الأرجنتين تحديدا تألق الحارس الإيراني علي رضا حقيقي الذي تصدى لمحاولات كثيرة قبل أن يستسلم أمام تسديدة ميسي في الثواني الأخيرة.
نجوم ودعوا المونديال
لم يكن مونديال البرازيل فألا حسنا للكثير من نجوم الكرة الأوربيين، الذين لن يكونوا متواجدين في الدور الثاني من البطولة بسبب إقصاء منتخباتهم. فقد حزم كل من واين روني، اندريا بيرلو، ماريوبالوتيلي، ايكر كاسياس، تشافي وانييستا حقائبهم وغادروا بلاد السامبا قبل أن يلحق بهم أفضل لاعب في العالم العام الماضي كريستيانو رونالدو الذي لم يكف هدف الفوز الذي سجله في مرمى غانا ليبعد عن بلاده شبح الخروج.
هـ /م.س ( أ ف ب ـ د ب أ)