خلف فشل المنتخب الهولندي في التأهل إلى بطولة أمم أوروبا 2016 في فرنسا ردود أفعال كثيرة وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت عبارات ونكت تسخر من هذا الإقصاء، خصوصا من بعض المشجعين الألمان.
إعلان
تشتهر ألمانيا وهولندا كغيرها من دول الجوار بتبادل النكات والسخرية فيما بينها. وقد وجد الألمان في إقصاء المنتخب الهولندي مادة دسمة لإطلاق العنان لخيالهم الساخر من الهولنديين على شكبة الإنترنت، حيث انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة "بدون هولندا سنسافر إلى أمم أوروبا".
ونشر أحد المشجعين الألمان تغريدة على موقع توتير: "هولندا وفرنسا وبطولة أمم أوروبا لا يلتقيان أبدا"، مذكرا بأن الفريق البرتقالي عجز عن التأهل لبطولة أمم أوروبا في المرات الثلاثة التي احتضنت فيها فرنسا البطولة، وكان ذلك في سنوات 1960 و1984 بالإضافة إلى البطولة المقبلة التي ستجري في صيف 2016.
كما علق البعض بسخرية على تصريحات المدرب الهولندي داني بليند الذي قال بعد الإقصاء "ليست لدي نية الاستقالة. سأواصل عملي لأن عقدي يمتد إلى غاية 2018 وأنا أراهن على هذا الفريق". كما نشر البعض الآخر صورا للمنتخب الهولندي وهو مجتمع حول تلفاز وكأنه يتابع مباريات أمم أوروبا من بعيد، بعد أن عجز عن ضمان مقعد له ضمن المنتخبات المشاركة في البطولة.
عبارات وصور ساخرة
وبما أن الهولنديين معروفون بحبهم للتخييم فقد كتب أحد المتابعين على توتير "أصحاب المخيمات في فرنسا سيعلنون إفلاسهم بعد إقصاء هولندا". وذلك في إشارة إلى أن الكثير من الجماهير الهولندية التي كانت ستستأجر خيما في فرنسا خلال بطولة أمم أوروبا لن تفعل ذلك بسبب إقصاء منتخب بلادها من التأهل للبطولة.
في حين نشر شخص آخر على موقع توتير أيضا صورة للمدافع الألماني ماتس هوملس وهو واقف يبتسم، بينما مجموعة من اللاعبين الهولنديين من خلفه متذمرون ويتبادلون اللوم فيما بينهم. وهي صورة ترجع إلى نهائيات أمم أوروبا الأخيرة.
ولم تقتصر السخرية على الأشخاص فقط بل تعدتها أيضا إلى الأندية، ففي ذروة حسرة المنتخب الهولندي على عدم تأهله ليورو 2016، نشر موقع نادي دارمشتات الألماني صورة على موقعه على توتير كتب فيها "هولندا لن تتواجد في يورو فرنسا، لكن هولند، وهو اسم مدافع دارمشات، سيكون حاضرا في مباراتنا المقبلة أمام أوغسبورغ".
ندية ومنافسة تاريخية بين هولندا وألمانيا
وعبر التاريخ كانت المواجهات الكروية التي تجمع بين الجارين ألمانيا وهولندا تشهد تنافسا وندية كبيرة، ولعل جمهور المانشافت يتذكر بحسرة كبيرة المرارة التي تجرعها في بطولة أمم أوروبا 1988 التي جرت في ألمانيا، عندما سجل الهداف الهولندي ماركو فان باستان هدفا قاتلا في شباك ألمانيا في الدقيقة 89 مما أدى إلى إقصاء المنتخب الألماني من دور نصف النهائي وتتويج رفاق فان باستان بعد ذلك بالبطولة. كما أن السجال الذي دار بين المهاجم رودي فولر ولاعب خط الوسط الهولندي ريكارد في مونديال 1990 في ايطاليا لا يزال عالقا في أذهان الكثيرين، حيث بصق ريكارد على وجه فولر، لكن الحكم أخرج البطاقة الحمراء في وجه فولر وهو ما أدهش اللاعب الألماني كثيرا.
ورغم كل هذه الندية التي تلقي بظلالها بين الفينة والأخرى على المواجهات التي تجمع بين المنتخبين الهولندي والألماني، فإنها أغلبها لا تخرج عن إطارها الرياضي وقد أتبث المنتخبان ريادتهما للكرة الأوروبية في فترات طويلة ولعل تتويج المانشافت في المونديال الأخير واحتلال هولندا للمركز الثالث فيه خير دليل على ذلك.
وقد يكون الإقصاء المرير الذي تجرعته هولندا مؤخرا من بطولة أمم أوروبا مفيدا للمنتخب البرتقالي الذي يزخر بالمواهب الكروية من أجل بناء منتخب شاب قادر على إعادة أمجاد الماضي القريب ليحل محل لاعبين مخضرمين مثل آريين روبن وفان بيرسي اللذين سيكون من الصعب عليهما الحضور في المسابقات الدولية المقبلة مثل مونديال 2018 بسبب تقدمهم في السن.
70عاما من حياة أسطورة كرة القدم الألمانية بكنباور
يحتفل الأسطورة فرانز بكنباور بعيد ميلاده السبعين. محطات مثيرة من حياته نعرضها هنا احتفاء بعيد ميلاد قيصر كرة القدم الألمانية.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Hassenstein
النجاح الذي حققه بكنباور أثبت أنه ماهر في ميادين عديدة. في اللعب وحتى في الإدارة، وأكبر دليل على ذلك الإنجازات الرائعة التي قدمها عندما كان لاعبا ومدربا، وحتى عندما تولى مهام إدارية وقيادية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peer Grimm
ولد بكنباور في مدينة ميونيخ في 11.09.1945. ونال على العديد من الجوائز، حيث حصل أربعة مرات على لقب البوندسليغا مع فريق بايرن ميونيخ، ومرة مع فريق هامبورغ، بالإضافة إلى حصوله على لقب بطولة الولايات المتحدة الأميركية لثلاث مرات مع فريق كوزموس نيويورك. فاز بكنباور مع المانشافت ببطولة كأس الأمم الأوروبية 1972، وبطولة كأس العالم 1974.
صورة من: imago/WEREK
لمع نجم بكنباور في مجال الدعاية والإعلان وتهافتت عليه شركات التسويق من مشروب الحساء ومرورا بالاسطوانات الموسيقية وانتهاء بشركات الهواتف المحمولة. كما أصبحت طريقته في الكلام ذات لكنة مميزة.
وبقدر ما تخطت اناقة بكنباور الحدود، فإن هيبته على أرضية الملعب كانت واضحة. تمريراته الكروية وأسلوبه في اللعب جعلت منه مشهورا. وفي عام 1974 قاد بيكنباور المنتخب الألماني إلى الحصول على كأس العالم.
صورة من: AP
"إذا كان يعمل فإنه يعمل" هذا الشعار قد يلخص حكمة بكنباور في الحياة. في عام 1977 اشتهر بأنه "الليبرو"، وهو خط الدفاع الأخير قبل حارس المرمى، وتم ظهور مجسمات له وأطلق عليه المشجعون والإعلام لقب القيصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/Werek
في عام 1990 استطاع بكنباور بصفته مدربا للمانشافات أن يقود فريقه إلى الفوز بكأس العالم ضد الأرجنتين، لتحصل ألمانيا على اللقب للمرة الثالثة. قبلها بأربع سنوات التقى الفريقان الألماني والأرجنتيني في التصفيات النهائية وانتهت بفوز الأرجنتين على ألمانيا وهو الأمر الذي دفع ببكنباور إلى التصميم على الفوز لاحقا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hellmann
بعد النجاح الذي حققه في بطولة كأس العالم، إعتزل بيكنباور تدريب المنتخب الألماني. وتولى تدريب فريق نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وقاده إلى الفوز ببطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم عام1991. وعاد القيصر بعد ذلك إلى بايرن ميونيخ مدربا، ثم رئيسا للنادي حتى عام 2009، ورئيسا فخريا له إلى يومنا هذا.
صورة من: Paul Mazurek/Getty Images
وبقيت الكرة هي عالم بكنباور الخاص. حيث شغل من عام 1998وحتى 2010 منصب نائب رئيس الإتحاد الألماني لكرة القدم. ثم رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ألمانيا 2006، التي اعتبرت من أكثر دورات البطولة العالمية تنظيما.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
وعلى الرغم من أن بكنباور كان "محظوظا" في حياته الكروية، لكن حياته الخاصة كانت مختلفة تماما، إذ فشل في علاقاته الزوجية مرتين، وتزوج للمرة الثالثة عندما كان في الخمسين، وأنجب من زوجته هايدي طفلين. كما توفي ابنه شتيفان في الـ 31 من تموز/يوليو الماضي عن عمر ناهز الـ 46 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Wolfgang Kumm
أكثر من 50 جائزة رياضية أعطيت لفرانز بكنباور على مدار نصف قرن مضى. وتكريما لإنجازاته الرياضية تم وضع صورته على أحد الطوابع البريدية في العام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Settnik
ويبدو أن اسم القيصر لا ينحصر باللاعب فقط، بل يتخطى ذلك إلى اسم أكلته المفضلة (كايزر شمارن) Kaiserschmarn، والتي تعتبر إحدى أكلات المطبخ البافاري الذي يعشقه بكنباور..
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd Settnik
ويظل بكنباور ألمع شخصية رياضية في ألمانيا، لذلك يحاول الكثير من الفنانين الألمان تقليده مثل الممثل الكوميدي ماتسه كنوب الذي يقلده باتقان. في الصورة كنوب بمناسبة عيد ميلاد قيصر الكرة الألمانية السبعون.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
كانت وجهات نظر وقرارات بكنباور موضع تساؤل في بعض الأحيان، إذ صوت لصالح روسيا لاستضافة بطولة لكأس العالم 2018، وبعد ذلك وقع عقدا مع شركة روسية منتجة للغاز، ولأسباب ضريبية على الأرجح نقل سكنه إلى النمسا منذ العام 1982.