إقلاع أول طائرة تعمل بخلايا الوقود من مطار هامبورغ
٩ يوليو ٢٠٠٩أجرى علماء ألمان بنجاح يوم الأربعاء أول اختبار طيران لطائرة تعمل بالوقود الهيدروجيني، وهي طائرة "أنتاريس"، التي حلقت في أجواء هامبورج أمام الجمهور في عرض استغرق عشر دقائق. وهذه هي المرة الأولى التي تحلق فيها طائرة يقودها طيار وتعمل بالوقود الهيدروجيني فقط. وقام بتطوير الطائرة المركز الألماني للملاحة الجوية والفضائية "د إل. ار" بالتعاون مع شركة إيرباص و شركة لانجه أفيشن و شركة بي.ايه.اس.اف لخلايا الوقود الهيدروجيني وشركة سيرينجري الدنمركية. واستمر تطويرها وصناعتها 15 شهراً وأعطيت اسم "أنتاريس.دي.ال.ار.اتش 2". حضر العرض في هامبورج باحثون في علوم الطيران وعمدة مدينة هامبورج أوليه فون بويست. وأسر الطيار أكسل لانجه، المدير التنفيذي لشركة لانجه المشاركة في تطوير الطائرة، جميع الحاضرين بعرضه الذي لم يعبه سوى أنه كان قصيرا.
تصل سرعة "أنتاريس" إلى 170 كيلو متر/الساعة
يبلغ طول الطائرة "أنتاريس" عشرين مترا وتعتمد على دفع المحرك والشراع في نفس الوقت. ولا تطير الطائرة الخفيفة بمحرك تقليدي أو توربيني ولكن بقوة الكهرباء، إذ توفر خلية وقود هيدروجيني بقوة 25 كيلوواط موجودة في أحد جناحي الطائرة، الطاقة المطلوبة لتمكينها من التحليق في الهواء. كما تنتج هذه الخلية ما يكفي من الطاقة لإقلاع هذه الطائرة وتحليقها دون الاستعانة بأي مساعدة خارجية من خلال تفاعل كيميائي محسوب بين الهيدروجين والأكسجين. وتستطيع الطائرة "أنتاريس" مغادرة الأرض بسرعة 95 كيلومتر/ساعة والتحليق في الهواء بمتوسط 115 كيلومتر/ساعة، وتبلغ السرعة القصوى للطائرة 170 كيلومتر/ساعة.
التقنية مازالت في بداياتها
تم تجربة هذه الطائرة ذات التقنية الفائقة لأول مرة في التاسع عشر من أيار/مايو الماضي في ألمانيا، وكانت هذه التجربة تمهيدا للعرض الرسمي الذي تم في هامبورج مطلع هذا الأسبوع. وقال يوزيف كالو، مدير مشروع تطوير الطائرة:"بدأنا في تطوير هذه الطائرة مطلع عام 2008 بخمسة زملاء مشاركين في العمل، ثم ارتفع العدد إلى ثمانية ثم عشرة من المهندسين". غير أن البروفيسور هانز موللر شتاينهاجن، مدير المعهد الألماني للملاحة الجوية والفضائية حذر من تعليق آمال عريضة على هذه الطائرة في الوقت الحالي قائلا:"مازلنا في بداية تقنية جديدة، ومن يعتقد بأن الطائرات الكبيرة يمكن أن تطير غدا بالوقود الهيدروجيني يجهل الحقيقة". ولكن البروفيسور أشار في الوقت نفسه إلى أن الخلايا الهيدروجينية مرحب بها كجهاز لتوليد الطاقة ويمكن أن تشغل الأجهزة الإلكترونية بالطائرات الضخمة وتمد هذه الطائرات بالكهرباء اللازمة "وليس من الممكن استخدامها حاليا في أكثر من ذلك". يذكر أن تطوير طائرة مثل "أنتاريس" يعتبر نقلة هائلة في عالم الطيران ينتظر أن تتبعها خطوات أوسع في طريق تطوير طائرات لا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون.
(د.ج/د.ب.أ)
مراجعة: سمر كرم