1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"إلهام" – مجلة جديدة لجيل جديد من مقاتلي القاعدة

٨ يوليو ٢٠١٠

يرى المراقبون أن إصدار تنظيم القاعدة لأول مجلة اليكترونية له باللغة الانجليزية يشير إلى التحول الكبير الذي يشهده التنظيم، وأنها جاءت لتجاوز حدود اللغة بين قياداته والجيل الجديد الثالث من أتباعه الذي لا يتقن العربية.

غلاف مجلة Inspire لتنظيم القاعدة

يعد فيصل شهزاد أنموذجاً لجيل جديد من الإرهابيين، فقد عاش لسنوات طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية حياة طبيعية للغاية قبل أن يعتنق ذلك الفكر المتطرف، الذي دفعه في النهاية إلى محاولة تفجير سيارة ملغمة في ساحة تايمز سكوير وسط نيويورك مطلع أيار/ مايو الماضي.

ويبدو أن مثل هؤلاء الأشخاص بالتحديد باتوا الآن هدفاً للتوجه الإعلامي لتنظيم القاعدة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف نشر التنظيم مطلع شهر تموز/ يوليو أول مجلة ناطقة باللغة الانجليزية على شبكة الإنترنت، كما قال الباحث الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان. وفي هذا الإطار يقول أبو رمان في حوار مع دويتشه فيله: "من الواضح أن إصدار القاعدة لهذه المجلة يأتي متزامناً مع زيادة إعداد المتأثرين بالقاعدة في الدول الغربية وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، حتى لدى بعض الأشخاص من أصول غربية، فضلاً عن ذوي الأصول العربية والإسلامية". كما أوضح أن الشريحة المستهدفة تحديداً مكونة من أولئك الأشخاص المولودين في الغرب.

"ابن لادن الإنترنت"

الباحث الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان: إصدار المجلة يعد محاولة لتجسير أي فجوة بين خطاب القاعدة والجيل الثالث من أتباعها.صورة من: Aburumman

ويتضمن فهرس المجلة، التي نشرتها "مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي" وحملت تسمية "إلهام" Inspire، مقالاً تحريضياً بعنوان "اصنع قنبلة في مطبخ والدتك"، يُشرح فيه كيف يمكن للمرء صناعة قنبلة من المواد البسيطة المتوفرة في كل مطبخ. كما يحتوي على مقال آخر عن حظر النقاب في بعض الدول الغربية، إضافة إلى مقالات أخرى نُسبت إلى شخصيات قيادية في تنظيم القاعدة. ومن أبرز هؤلاء الداعية الأمريكي اليمني الأصل أنور العولقي، المتهم من قبل السلطات الأمريكية في الضلوع في محاولة تفجير طائرة أمريكية، كانت متجهة من هولندا إلى ديترويت في ولاية مشيغان، والتي نفذها شاب نيجيري خلال أعياد الميلاد في العام الماضي.

اسم العولقي يرد أيضاً في قضية أخرى، قضية الطبيب النفساني في الجيش الأمريكي نضال مالك حسن، الفلسطيني الأصل، الذي أطلق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في قاعدة فورت هود العسكرية على زملائه المتوجهين إلى العراق وأفغانستان. وأثبتت التحقيقات حينها أن حسن كان يتبادل الرسائل الاليكترونية مع العولقي. وفي هذا الإطار يقول أبو رمان: "إن ورود اسم الداعية اليمني الملاحق أنور العولقي في صدور هذه المجلة يوضح بشكل كبير صورة الشريحة المستهدفة التي تخاطبها". يُذكر أن العولقي يعتبر الشخصية الرئيسة في نشاطات القاعدة على شبكة الإنترنت، ما دفع المراقبين إلى تسميته بـ"ابن لادن الإنترنت". وولد العولقي في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وغادر الولايات المتحدة عام 2002 متجهاً إلى اليمن.

تحول الاستراتيجية الإعلامية

وعمّا إذا كانت هذه المجلة تمثل دليلاً في تحول الاستراتيجية الإعلامية لتنظيم القاعدة قال الباحث الجزائري في شؤون الجماعات الإسلامية غمراسة عبد الحميد في حوار مع دويتشه فيله: "إن الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة نشيطة جداً، ويبدو أنها تشهد الآن نقلة نوعية كبيرة في تبليغ رسائل التنظيم وتوجيهاته". ويضيف عبد الحميد قائلاً: "في السابق كان التنظيم يكتفي ببث بياناته على الشبكة العنكبوتية ونشر صور عملياته المسلحة، أما الآن فهو بصدد نقل نشاطه الدعائي إلى مرحلة أخرى على المستوى العالمي".

جيل جديد بلغة أخرى

الباحث الجزائري في شؤون الجماعات الإسلامية غمراسة عبد الحميد:القاعدة بصدد نقل نشاطها الدعائي إلى مرحلة أخرى على المستوى العالمي.صورة من: Abdul-Hamid

ويرى الباحث الجزائري غمراسة عبد الحميد أن المجلة تهدف إلى مخاطبة أتباع القاعدة في الدول الغربية ممن لا يتقنون اللغة العربية. ومن جانبه يقول أبو رمان إن "الفترة الأخيرة شهدت تحولاً في طبيعة عمل تنظيم القاعدة، فقد برز ما يُمكن تسميته بـ"الجيل الثالث الجديد من القاعدة، أمثال أبو دجانة الخرساني ونضال مالك حسن وعمر الفاروق ومجموعات ممن اعتقلوا في أمريكا". ويرى أبو رمان أن القاعدة بدأت تعتمد على الجهود الفردية لأشخاص يعيشون في الولايات المتحدة والغرب. ويعتمد التنظيم في ذلك على شبكة الإنترنت، "التي أصبحت أداة بناء وتدريب هذه الشخصيات وتجنيدها والتأثير فيها ومن ثم دفعها إلى عمليات، لا تحتاج في تنفيذها إلى الرجوع إلى القاعدة الرئيسية"، بحسب الخبير الأردني.

ومن أجل توسيع تأثير القاعدة لدى هذا الجيل الجديد من أتباع القاعدة، الذي لا يتقن اللغة العربية، عمد التنظيم إلى تجاوز حاجز اللغة من خلال مخاطبتهم باللغة الانجليزية. وفي هذا الإطار يقول أبو رمان: "هنا تحديداً تكمن خطورة إصدار مثل هذه المجلة باللغة الانجليزية، لأنها توسع تأثير القاعدة داخل هذه الفئات، وتكون أكثر قدرة على الوصول إليها لن اللغة عامل مهم جداً للوصول إليها".

حرب جديدة على شبكة الإنترنت

لقد ظهر الجيل الثالث من أتباع القاعدة مع زيادة نشاطات القاعدة في باكستان وأفغانستان والصومال والقرن الإفريقي، فقد برزت فئات من مقاتلي القاعدة من أصول آسيوية وإفريقية بدأت تتأثر بتنظيم القاعدة وتشارك في نشاطاته، وهذه الفئات لا تتقن اللغة العربية، "لأن أغلبها عاش أو ولد في الغرب ويتقن الانجليزية، ولهذا فإن إصدار المجلة، التي تعد محاولة لتجسير أي فجوة بين خطاب القاعدة وهذه الفئات، يلقي الضوء على هوية أتباع القاعدة الجدد". وهذا ما يؤكده بروس ريدل، الخبير في شؤون الإرهاب والعميل السابق لجهاز سي أي أيه، في حديث مع موقع "ذا دايلي بيست" الأمريكي، الذي يرى أن القاعدة بدأت منذ عام ونصف في تجنيد مقاتلين من الجاليات المسلمة في الدول الغربية.

وعلى الرغم من أن فهرس المجلة يشير إلى مواد تمتد على 67 صفحة، إلا أنه يبدو أن مشاكل فنية حالت دون عرض محتويات المجلة كاملة، إذ لم يظهر منها سوى ثلاث صفحات فقط، بحسب موقع "سي أن أن" العربية. وربما يعود سبب هذا الخلل إلى عملية استخباراتية شوشت على باقي المحتويات، كما يرى بعض المراقبين. وهذا يعكس الحرب الخفية التي تدور رحاها في الشبكة العنكبوتية، فخبراء هيئة الأمن القومي الأمريكية يعملون على مدار الساعة على تخريب مواقع الإنترنت التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في نشر بياناتها وصور عملياتها.

الكاتب: عماد مبارك غانم

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW