1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إلى أين تسير تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية؟

١٨ يونيو ٢٠١٠

في خضم التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط يبرز الدور التركي في محاولة حل الأزمات التي تعيشها المنطقة، وقد لفت هذا الدور الأنظار بشكل خاص بعد أحداث أسطول الحرية ، وبات المراقبون يتحدثون عن تحول تركيا من الغرب نحو الشرق.

صورة من: AP/DW/MontageDW

عقب المشادة الكلامية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز خلال فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي العام الماضي، وخروج أردوغان غاضبا، دق المراقبون ناقوس الخطر، بأن الغرب بدأ يفقد أحد أهم حلفائه في منطقة الشرق الأوسط. فهذا الحادث الذي بدا أنه قد توارى عن وعي الرأي العام، شكل في نظر الكثيرين بوادر حدوث تغير في السياسة الخارجية التركية. ومما يعطي لهذه التطورات أهمية لا يستهان بها كون تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل عام1949.

اختلاف الآراء في التحول

ويختلف المراقبون في تفسير التحول التركي، سمير صالحة أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة "كوجا آلي باسطنبول، يؤكد في حديث للدويتشه فيله "أن تركيا تتعامل مع الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بشكل براغماتي" ويقول إنها تأخذ تحركات القوى الأخرى في المنطقة بعين الاعتبار. بينما يرى جوزيف بحوط ،أستاذ شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات السياسية في باريس، أن التحول التركي ليس وليد اللحظة، بل هو على حد تعبيره "مسلسل بدأ على المستوى الداخلي التركي بوصول حزب إسلامي سني إلى الحكم" فهذا الحزب، كما يشرح بحوط، أعاد تركيا إلى وسطها الإسلامي وأبعدها عن السياسية التقليدية للطاقم العسكري، حيث كانت منحازة لسياسة حلف الناتو والغرب والعلمنة المطلقة. ويفسر بحوط التحول التركي على المستوى الخارجي بأنه أتى نتيجة "إغلاق المنفذ الأوربي على الأتراك، مما دفعهم إلى البحث عن أدوار ومجال عمل دبلوماسي." ثم يشير إلى ناحية هامة أخرى لعبت دورا أساسيا في السياسة الخارجية التركية وهي أن الرغبة التركية في لعب دور إقليمي "قويت في ظل عجز عربي وفراغ إقليمي وتراجع أصحاب الأدوار التقليدية في المنطقة كمصر والسعودية."

يجمع العديد من المراقبين على أن العلاقات التركية الإسرائيلية لن ترجع إلى سابق عهدها، في ظل الإختلاف الكبير بين النظامين في البلدينصورة من: AP

بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في يونيو حزيران من عام 2006، أرسلت تركيا كتيبة من الجيش ضمن القوات الدولية لحفظ السلام بجنوب لبنان اليونيفيل، وفي الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أخذت تركيا موقفا وصف بالمتشدد، وعلقت الوساطة بين إسرائيل وسوريا، وبدا هذا جليا خلال المشادة الكلامية بين أردوغان وبيريز، مرورا بالدخول على خط الملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى حديث عن تدخل تركي من أجل التسوية بين الفرقاء اللبنانيين.

حضور تركي مكثف

ويجد جوزيف بحوط أن هذا الحضور التركي المكثف في منطقة الشرق الأوسط، أمراً طبيعياً، مؤكداً أنه من الطبيعي أن تبحث تركيا، باعتبارها دولة كبيرة، عن أدوار جديدة لها لاسيما وأن المنطقة تعيش أزمات قوية. هذا فيما يمضي سمير صالحة إلى أن تركيا تسعى من خلال هذا الحضور القوي إلى استرجاع ما فقدته لسنوات طويلة، وأن هناك إصراراً تركياً على العودة إلى المنطقة، وهذا على حد تعبيره "ما قلب حسابات الفاعلين الآخرين."

يعرف عن رجب طيب أردوغان تشدده في المواقف خصوصا إزاء إسرائيل، ولعل أبرزها المشادة الكلامية الشهيرة مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريزصورة من: AP

وكان حزب العدالة والتنمية قد تعهد خلال الحملة الانتخابية التي سبقت فوزه واستلامه مقاليد الحكم، باستكمال المسيرة نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي لتركيا ألا وهو الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، لكن هذه الجهود اصطدمت بعدة عقبات من بينها الموقف المتحفظ لبعض أعضاء الاتحاد الأوروبي إزاء انضمام تركيا، ووضع البرلمان الأوربي شروطا للانضمام، من بينها الاعتراف بمذابح الأرمن. وفي ظل التطورات والتحولات الأخيرة يرى العديد من المراقبين أن سياسات تركيا في المنطقة، تدل على أنها قررت الإعراض عن أوروبا والبحث عن مجال حيوي في الشرق الأوسط،، فقامت بعد سنوات من العداء بمصالحة مع سوريا، وتلا ذلك فتح الحدود وإبرام اتفاقيات تنقل الأفراد والأموال، وأعرب مسئولون أتراك عن آمالهم في أن تتسع هذه الاتفاقيات إلى أن تصل إلى المغرب. ولعل الاجتماع الذي عقد في العاشر من حزيران /يونيو في اسطنبول و جمع وزراء المالية والخارجية العرب بنظرائهم الأتراك، مؤشراً على عزم تركيا على المضي في هذا الاتجاه.

الاتحاد الأوروبي هدف استراتيجي

إلا أن مسألة الانضمام للإتحاد الأوربي ما تزال حاضرة في أجندة تركيا السياسية، كما يؤكد سمير صالحة، ويضيف "أن تركيا ما تزال متمسكة بهذه الفكرة وتريد أيضا أن تلعب دور الوساطة بين الغرب و منطقة الشرق الأوسط." ويتفق جوزيف بحوط مع هذا الطرح ويؤكد "أن تركيا ما تزال ضمن تحالفاتها التقليدية"، فهي ما تزال دولة عضوا في حلف الناتو، وتلفظ بالعلمانية وتحاول تقديم خطاب إسلامي تحديثي كما أنها ليست في محور الممانعة، لكن هذا كما يقول"لا ينفي أنها تحاول إيجاد موطئ قدم في الخارطة الإقليمية."

وعلى الجانب الآخر، تعول إسرائيل التي يرى بعض الخبراء أنها بصدد خسران أحد أهم حلفائها في المنطقة، على حدوث تغيير في الخارطة السياسية التركية الداخلية تذهب بحزب العدالة والتنمية الذي تشك إسرائيل في نواياه العدائية. لكن هذا الأمر غير وارد كما يقول سمير صالحة ويضيف:" إن أحدث الاستطلاعات الداخلية تؤكد أن الحزب ما تزال ممسكا بزمام الأمور داخليا. "

لهذا فإن هذا الحزب يبقى حسب رأيه "مؤهلاً للاستمرار في الحكم لسنوات أخرى" ويؤكد أن تركيا "تستمد قوتها من موقعها الجغرافي وانفتاحها على العالمين الغربي والإسلامي." ويضيف أنه حتى وإن جاءت أطراف أخرى إلى الحكم سيبقى لتركيا حضور مميز في المنطقة، لأنها تستمد قوتها من موقعها الجغرافي وانفتاحها على العالمين الغربي والعربي.

الكاتب، يونس أيت ياسين

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW